الشؤون الاجتماعية تعترف بعجزها عن تلبية أكثر من 30% من احتياجات المعاقين في السعودية

تتجاوز ميزانيتها المخصصة لهم نصف مليار ريال سنويا

مطالب بتخصيص مبالغ للعمالة القائمة على خدمة المعوقين في منازلهم («الشرق الأوسط»)
TT

اعترف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية أن الوزارة لم تستطع تلبية سوى 30 في المائة من إجمالي احتياجات المعاقين على مستوى السعودية ككل، مؤكدا على ضرورة تلبية كل ما يضمن كرامة تلك الفئة.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد العوض مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية أن المعوقين في السعودية بحاجة إلى أمور كثيرة لا تحصى، وذلك من قِبل المجتمع والدولة ومؤسسات المجتمع المدني.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يحتاج المعوقون إلى تهيئة البيئة العمرانية بالكامل حتى في منازلهم، إلى جانب تهيئة الممرات والطرق والحدائق والمجمعات السكنية والقطاعات الحكومية والمساجد أيضا»، مبينا أن المعاق لا يمكنه تأدية صلاة الجماعة في المسجد لخلوه من منحدر أو كراسي مهيأة له.

وطالب بضرورة تخصيص مبالغ معينة يتم دفعها للعمالة القائمين على خدمة المعوقين في منازلهم، لا سيما أن الخادمات والسائقين لا يحتملون تقديم العناية الشخصية لهم، إلى جانب ضرورة إعفاء المعاق من رسوم استخراج تأشيرات استقدام العمالة المنزلية.

وكشف مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية عن تخصيص أكثر من نصف مليار ريال من ميزانية الوزارة السنوية لفئة المعاقين على مستوى السعودية بالكامل، لافتا إلى أنه تمت مضاعفة الإعانات المعطاة للمعاقين العام الماضي بنسبة 50 في المائة، التي يتم تحديدها وفق درجة الإعاقة لكل شخص.

وكان الدكتور واصف كابلي رئيس مجلس إدارة مركز «أمل جد» لتأهيل المعاقين، قد كشف لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق عن وجود نحو 150 ألف معاق في مدينة جدة، من بينهم 7000 فقط مستفيدون من خدمات مراكز تدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأوضح حينها أن عدد المعاقين في كل من تلك المراكز يتراوح بين 10 و20 معاقا، غير أن هذه الفئة بحاجة إلى مراكز أكثر لتلبية احتياجاتها، مطالبا الجهات المعنية بضرورة إنشاء مركز في كل مخطط بالمدينة عن طريق تخصيص أراضٍ لها.

يأتي ذلك في وقت انتقد فيه مجموعة من القائمين على مراكز التأهيل الشامل للمعاقين غياب مشاركة تلك الفئة في المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي الذي اختتم أعمالة أمس الأربعاء.

وأفادت لـ«الشرق الأوسط» إنعام الإسطنبولي مدربة المهارات في مركز التأهيل الشامل في جدة بوجود نماذج كثيرة للمعاقين تمكنهم من المشاركة في مثل تلك الفعاليات، مؤكدة في الوقت نفسه على أهمية إدماجهم في المجتمع وتعرُّف دول الخليج إليهم لكونهم يملكون قدرات رائعة، على حد قولها.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «كان من المفترض أن يتم إشراك الأطفال المعاقين في فعاليات المهرجان وإتاحة الفرصة لهم لزيارة المعرض المصاحب، غير أن عدم تهيئة المكان يحول دون ذلك»، مطالبة بضرورة تخصيص ركن للمعاقين في الفعاليات المشابهة لهذا الملتقى ليتم من خلاله عرض إبداعاتهم وإنجازاتهم.

وهنا علّق محمد العوض قائلا: «تجاوز عدد مراكز التأهيل الشامل في السعودية 33 مركزا، وقد تمت دعوة مديري تلك المراكز الذين شارك معظمهم في المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي».

وحول غياب مشاركة المعوقين أنفسهم في الفعاليات، أبان أن برامج المهرجان بعيدة عن الموضوعات المتعلقة بالمعاقين لكونها تختص بالأسر المنتجة، غير أن ذلك لا يمنع مشاركتهم في المعرض المصاحب.

واستطرد: «مبنى الغرفة التجارية الصناعية مهيأ للمعاقين، إلا أنه حتى إن لم يكن الموقع مهيأ فإنه لا بد من تهيئتها لاستقبال هذه الفئة التي من حقها الوجود في المحافل والملتقيات والأماكن كافة»، مبينا أن وزارة الشؤون الاجتماعية لن تستطع الوصول إلى مبتغاها في توعية المجتمع وحث القطاعات على تهيئة منشآتها إلا بمساندة وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع بالكامل.

وبيّن مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية أنه لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد المعاقين في السعودية، وذلك نتيجة عدم تحديد جهة مختصة بالمعوقين، مطالبا بأهمية تفعيل إنشاء مجلس أعلى لشؤون المعوقين والعناية بقضاياهم.

وزاد: «تختص وزارة الشؤون الاجتماعية بفئة شديدي الإعاقة في ظل وجود قطاعات في الدولة ومؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بفئات أخرى»، مشيرا إلى أن الوزارة تسعى لتكثيف عمليات التأهيل والتدريب من خلال مراكزها المختصة والفئات التي ترعاها.

وكان المهرجان الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي الذي بدأ أعماله الأحد الماضي قد اختتمها أمس بعرض تجارب كل من دولة قطر والكويت واليمن، إلى جانب زيارة الوفود لمصنع كسوة الكعبة المشرفة.

وبالعودة إلى محمد العوض فقد أشار إلى وجود تواصل قائم مع دول مجلس التعاون الخليجي بشأن العمل الاجتماعي عن طريق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، إضافة إلى تبادل الخبرات وإقامة دورات وزيارات ميدانية بين دول الخليج في كل المجالات.

وفي ما يتعلق بإمكانية استحداث خطة تسويقية مشتركة بين دول الخليج المشاركة في المهرجان البالغ عددها نحو 7 دول أوضح محمد العوض بأن هذا المشروع لن يكون مجديا ما لم تتدخل القطاعات الخاصة للإسهام في إنجاحه.

يشار إلى أن المهرجان الخليجي الثاني اشتمل على جملة من الزيارات الميدانية لعدد من مؤسسات العمل الاجتماعي الرسمية والأهلية في محافظة جدة، كانت بدايتها زيارة بيت الرفيفات لليتيمات، ومركز سليسلة، التابعان للجمعية الفيصلية الخيرية النسائية بجدة.

كما زارت الوفود الخليجية مركز الأميرة فوزية للمرأة والطفل التابع للجمعية الخيرية النسائية الأولى في جدة، إلى جانب زيارة حرة لمصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.