مصر: مياه السيول تنعش زراعة مخدر البانجو في سيناء

الكارثة التي عصفت بالمنطقة جعلته أقل تكلفة

TT

«مصائب قوم عند قوم فوائد» مثل سائر أثبت، ولا يزال، صحته. أما آخر تجلياته فكان في شبه جزيرة سيناء (شمال شرقي مصر)، حيث تحولت الكارثة الإنسانية التي عصفت بالمنطقة مطلع العام الحالي جراء سيول الأمطار، إلى مصدر إنعاش لزراعة مخدر البانجو. فقد استغل مزارعو البانجو في مناطق وسط سيناء كميات المطر الهائلة التي هطلت لزرع آلاف الأفدنة ببذور القنب الهندي.

مصدر أمني مصري، طلب إغفال ذكر اسمه، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمطار التي هطلت على عدة مناطق بوسط سيناء جعلت من زراعة البانجو أقل تكلفة.. فالمزارعون ما عادوا بحاجة إلى حفر الآبار ومد أنابيب المياه، لأن مياه السيول كانت كافية. أضف إلى ذلك الوجود غير المحدود لآلاف البذور في باطن الأرض.. هذه البذور نمت فور هطول الأمطار من دون أي مجهود».

عادة يزرع البانجو بين الأودية وأحيانا على قمم الجبال ومنحدراتها في سيناء، وفي مساحات كبيرة من الأراضي من دون حيازات، فلا مالك يتحمل المسؤولية القانونية، بحسب المصدر نفسه. ولقد تمكنت أجهزة الأمن المصرية خلال الفترة الماضية من ضبط نحو 11 طنا من البانجو، بعدما حصدها التجار، بينما أتلفت قوات الأمن أيضا محاصيل مئات الأفدنة الأخرى قبل موسم الحصاد، علما بأن البانجو يُجنى كل ثلاثة أشهر.

وتتم عملية تهريب البانجو من سيناء إلى القاهرة والمحافظات الأخرى عبر قناة السويس. وتقول مصادر بدوية بالمنطقة إن من ينشطون في زراعة البانجو والمخدرات بسيناء فئة قليلة للغاية، وهم منبوذون في مجتمعهم.