7.4 مليار دولار لمشروع سكك حديد يربط 13 دولة أفريقية

يمتد من بور سودان حتى داكار

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» السفير حميد وايلي يروا، الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون الاقتصادية، أن مجموعة من الدول أبدت رغبتها في تنفيذ مشروع سكة الحديد القارية، التي تمر بـ13 دولة إسلامية في قارة أفريقيا تبدأ من مدينة بور سودان على البحر الأحمر، وتنتهي في داكار عاصمة السنغال على شاطئ المحيط الأطلسي.

وخصص السفير وايلي الصين وروسيا، لما لديهما من تجارب في هذا الشأن، وقال على هامش الاجتماع الذي عقد في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة أمس لمناقشة خارطة طريق المشروع القاري: «تم توجيه الدعوة للدول المشاركة في المشروع، لدراسة إمكانية تنفيذه وبلورة أفكار، وكيفية تمويله مع ممثلين من الدول التي تمر عبرها سكة الحديد، إضافة إلى ممثلين من البنك الإسلامي للتنمية والبنك الدولي ومؤسسات مالية». وأوضح أن الخريطة النهائية للمشروع لم تحدد بعد، مشيرا إلى أن الخريطة تحتاج إلى موافقة من بعض الدول ومن الاستشاري، وإلى جدوى دراسات اقتصادية.

وبين السفير حميد وايلي أن حجم المشروع يبلغ نحو 6 مليارات يورو (7.4 مليار دولار أميركي) وهي قيمة سكك الحديد فقط، وأن المشروع سوف يبدأ أعماله بعد نحو 6 أشهر، مبينا أن الانتهاء من المشروع يتوقف على الرؤية من خلال 5 إلى 6 سنوات.

وأضاف السفير حميد أن المشروع يربط شرق وغرب أفريقا وشمال أفريقيا إلى آسيا وأوروبا، مضيفا أن ربط بور سودان يسهل من عملية التواصل مع بقية دول العالم، وينشط التبادل التجاري.

يذكر أن مشروع خط السكك الحديد الذي يمتد على مسافة تصل إلى 10 آلاف كيلومتر، يتصل في بعض أجزائه من خلال خطوط قديمة شيدت منذ فترة الاستعمار، بينما تظل الحاجة موجودة إلى بناء خط سكة حديد بأطوال تصل إلى ستة آلاف كيلومتر، وتجديد ما تبقى من السكك الحديدية التي بنيت في وقت سابق في بعض الدول الأفريقية من أجل نقل المواد الخام إلى بقية أنحاء العالم.

ويأتي مشروع خط «بور سودان – داكار» ضمن برامج منظمة المؤتمر الإسلامي التنموية في القارة الأفريقية من أجل القضاء على الفقر. ويشكل قفزة مهمة للنقل البري والتبادل التجاري في القارة السوداء، ومن شأنه أن يوفر لأربع دول أفريقية تحدها اليابسة من جميع الجهات، إطلالة من نوع خاص على البحر، ويمدها بشريان حيوي يبلغ طوله عشرة آلاف ومائة كيلومتر، على امتداد خط سكك حديدية يمر عبر سبع دول، بين بور سودان في السودان شرقا، إلى دكار الدولة المشرفة على المحيط الأطلسي غربا.

ويعتبر مشروع خط سكك الحديد «بور سودان – دكار»، الذي أعلنت عنه المنظمة في قمة دكار الإسلامية، في مارس (آذار) 2008، من أضخم المشروعات التنموية، التي تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري، والنهوض باقتصادات الدول الأفريقية الأعضاء في المنظمة.

ويعبر الخط سبع دول أفريقية، هي السودان وتشاد ونيجيريا والنيجر وبوركينافاسو ومالي والسنغال، ويربط كذلك غامبيا وغينيا غربا، وليبيا شمالا، والكاميرون في الوسط، وأوغندا جنوبا، الأمر الذي يمكن هذه الدول من تعزيز التبادل التجاري بينها، فضلا عن تسهيل شبكة النقل، من شرق القارة إلى غربها والعكس بالعكس.