إيران تتفوق في إضاعة الفرص

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «الآن سيتعرف العريس على العروس!»، المنشور بتاريخ 25 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن تحليل الكاتب جاء متوازنا وشاملا للقضية التي يبدو أنها لن تنتهي من دون أن تنزلق إيران إلى نهاية الطريق الذي يؤدي إلى الهاوية المميتة. مؤسسات العالم السياسية الدولية لا تمزح في القضايا التي تهدد مصالح الدول الكبرى. ولقد كانت هناك فرص كاملة أمام إيران عندما انتهجت الإدارة الأميركية الحالية سياسة الحوار المتمدن مع قادتها، ومد أوباما يده لساسة إيران للوصول إلى نقطة تلاقٍ والاتفاق على الحلول التي تتناسب مع مصالح كل الأطراف. لكن طهران أضاعت مثل هذه الفرصة المتمدنة. الحقائق مكشوفة، وليس أمام إيران غير أن تكف عن الترويج لبروباغاندا القوة، التي تعرف هي قبل الآخرين، أنها مجرد ادعاءات ليس لها وجود على أرض الواقع. مساحة الاختيارات ضاقت بعد أن تبددت الآمال الإيرانية باستغلال الاتفاق التركي - البرازيلي كمخرج آمن يحفظ ماء الوجه. وبات الواقع الذي يفرض نفسه الآن على إيران هو الاستجابة السريعة للقرارات الدولية، والتغيير من لغة خطابها الداعي إلى إشعال فتيل الحرب في المنطقة، وتقديم الضمانات الحقيقية للدول الخليجية التي تعتبر تحت تهديد إيراني دائم يعرقل مشروعاتها التنموية.

خالد الهواري (كاتب سويدي من أصل مصري) [email protected]