بغداد تحل «الخطوط الجوية العراقية».. وتحمل «المضايقات» الكويتية المسؤولية

متحدث لـ «الشرق الأوسط»: الشركة لم يعد لها وجود ولا صحة لخبر بيعها

موظف يعمل في أحد مكاتب الخطوط الجوية العراقية المنحلة في بغداد أمس (رويترز)
TT

وسط تصاعد الخلاف مع الكويت بسبب الديون، قررت الحكومة العراقية أمس حل شركة الخطوط الجوية العراقية المملوكة للدولة بسبب ما وصفته بـ«مضايقات» من الجانب الكويتي.

وقال عقيل كوثر، المتحدث باسم وزارة النقل العراقية، لـ«الشرق الأوسط» إن حل شركة الخطوط الجوية العراقية وإعلان إفلاسها «جاء بعد عدة مضايقات من الجانب الكويتي بشأن تعويضات بمليارات الدولارات تطلبها الكويت من العراق بما في ذلك نحو 1.2 مليار دولار فيما يتصل بطائرات وقطع غيار تم الاستيلاء عليها أثناء اجتياح الكويت في 1990-1991، مؤكدا أن حل الشركة وإعلان إفلاسها لا يعني شراءها من قبل مستثمرين من القطاع الخاص بل إنها ألغيت تماما ولم يعد لها وجود وتم تحويل موظفيها إلى وزارتي المالية والنقل».

لكن كوثر عاد وقال إن لدى العراق شركة طيران خاصة هي شركة «الناصر» وهناك ثلاث شركات خاصة أيضا تستعد لنيل إجازات عملها في العراق، نافيا أن تكون شركة «الخطوط الجوية العراقية» قد تم شراؤها من قبل أحد الأشخاص في الدولة أو خارجها. وكانت أنباء قد تحدثت عن أن شركة «الخطوط الجوية» قد يتم بيعها لأحد أبناء المسؤولين المهمين في الدولة.

بدورها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كوثر قوله إن «المضايقات» الكويتية تضمنت «منع طائرات الخطوط الجوية من التزود بالوقود والطعام في المطارات». وأضاف «كوزارة نحن ملزمون تنفيذ قرار مجلس الوزراء رغم رفضنا حل الشركة». وتابع أن «وزارتنا تطالب بتشكيل شركات من القطاعين الخاص والعام لتتولى مهام شركة الخطوط الجوية بشكل تدريجي».

وقد أعلن مدير الخطوط الجوية كفاح حسن جبار، أول من أمس، وقف الرحلات إلى لندن إثر دعوى أقامتها الكويت وتمكنت بموجبها من «مضايقة» طائرة الشركة في أول رحلة بين بغداد ولندن منذ عشرين عاما. وانتقد «صمت الساسة وأصحاب القرار عن التصدي لتداعيات سياسات النظام البائد التي أوصلتنا إلى هذا الحال الذي يوضع فيه أبناء الجالية العراقية موضع الغريب».

من جهته، قال قصي السامرائي، المسؤول السابق في الخطوط الجوية «لقد صدمت لدى سماعي الخبر لأن هذا قرار خاطئ فالشركة ليست ملكا لأحد حتى يلغيها». وأضاف السامرائي الذي عمل طوال 22 عاما في الخطوط الجوية، أن «هذا قرار خاطئ أعتقد أن من الأفضل دفع المبالغ إلى الكويت بدلا من منع الطيران في الأجواء العراقية لمائة عام».

و«الخطوط العراقية» عضو الاتحاد العربي للنقل الجوي تأسست عام 1945 وكانت تستخدم في بداياتها الطائرات البريطانية والروسية الصنع. ولم تؤثر حرب الخليج الأولى (1980 - 1988) على رحلاتها لكن بعد حرب الخليج الثانية (1991) توقفت الرحلات بصورة شاملة نتيجة فرض الحظر الدولي من قبل الأمم المتحدة. وقبل عام 2003، كان العراق يمتلك 17 طائرة نقل معظمها إلى أماكن سرية أو دول مجاورة مثل الأردن وتونس وإيران. وبعد الاجتياح في عام 2003، قررت الشركة مزاولة رحلاتها العالمية وكانت الأولى في أكتوبر (تشرين الأول) 2004 إلى عمان ومن ثم إلى طهران. ومنذ أغسطس (آب) 2005، سيرت «الخطوط العراقية» رحلات إلى طهران والقاهرة وعمان والكويت وبيروت ودمشق ودبي واسطنبول. وتمتلك عدة طائرات وتستأجر أخرى لتسيير الرحلات. كما أنها تعاقدت مع شركة «بوينغ» على شراء 55 طائرة حديثة على أن تسلم تباعا خلال السنوات المقبلة.