الزيات: للسعودية حق مشروع في رفض الإخوان..والتقيت مندوبا عن حزب الله في بيروت

محامي الأصوليين لـ«الشرق الأوسط»: انسحبت من قضية سوزان تميم لوجود رائحة «تزكم الأنوف»

منتصر الزيات (تصوير: خالد المصري)
TT

في موقف قد يثير نوعا من الجدل في صفوف أبناء الحركة ومريديها، قال منتصر الزيات محامي الإسلاميين إن للسعودية حقا مشروعا في رفض وجود أعضاء الحركة على أراضيها.

ولا يجد الزيات الذي لا يمانع أن ينادى بـ«الإخواني» وجودا واضحا للإخوان المسلمين في السعودية، على عكس وجودهم في الدول الأخرى، «فعلى سبيل المثال، (الإخوان) في السعودية غير واضحين، وهذا طبيعي، لأن رفض وجودهم من قبل النظام في المملكة بات واضحا للعيان، وهذا حق مشروع للدولة السعودية، ومن فطنة الإخوان أنفسهم أنهم لم يصطدموا مع الحكومة السعودية التي ترفض وجودهم، ووجود أي تنظيم آخر من أي نوع».

وأخذ على عاتقه شرح هذه الجزئية في حديثه عن وجود التنظيم «الإخواني» في السعودية، وقال: «الإخوان المسلمون في مصر واضحون ولكن في السعودية غير واضحين، وهذا طبيعي لوجود حالة رفض أمني من قبل النظام في السعودية لتحركهم وانتشارهم، أو أن يتحركوا تنظيميا، وهذا حق مشروع للدولة السعودية، ومن فطنة (الإخوان) أنهم لم يصطدموا مع الحكومة السعودية لأنهم قبلوا رغبة الدولة من دون أي نقاش».

وعند سؤاله عن مدى إمكانية وجود خلايا لحزب الله في السعودية أو مصر على سبيل المثال، أجاب: «أنا ضد نشر فكر حزب الله في المنطقة، سواء في السعودية أو مصر»، وعن تقاضي حزب الله أموالا من إيران أو أي أطراف أخرى، امتنع عن الإفصاح عن أي معلومة قد يملكها بأي شكل من الأشكال، واكتفى بالقول «لا تعليق». واعتبر محامي الأصوليين الزيات ورود اسم رجل دين سعودي ضمن كشوف رسمية خرجت من الأجهزة الأمنية في بلاده والمقصود شخص آخر، خطأ فادحا لا يغتفر للسلطات الأمنية المصرية. وهنا أسهب في شرح هذه القضية وقال: «التضارب في تحديد الاسم من قبل السلطات المصرية بعد إعلان السلطات أن المتهم بالتمويل الدولي هو عائض القرني الداعية السعودي المعروف، وأن يصدر في الأوراق الرسمية أنه عائض القرني، ومن ثم يتبين بعد ذلك أنه عوض القرني، فهذا خطأ فادح من قبل السلطات المصرية».

وعرج المحامي المصري الذي يجد حدة في النظرة له من قبل أبناء بلاده، على عكس ما تكون عليه في العواصم العربية الأخرى على حد قوله، وقال: «أجد على سبيل المثال، عند نزولي للسعودية أحيانا كثيرة حين أدائي مناسك العمرة، نظرة احترام، وأشعر أن الناس تثمن دوري وتقدره، لأنها تعي ماذا عملت في محاربة العنف، وفي مجال صوغ منظومة فكرية وفقهية معاصرة تشجع على الاعتدال، وأعتقد أن هذا بات مقدرا في عيون الناس، أما في بلدي، فالنظرة في الغالب ما تكون حادة يشوبها نوع من القسوة، وأعلم أن هذا نتاج دفاعي عن قضايا الإسلاميين». وأخذ محامي الإخوان المسلمين يجاهر خلال الأعوام الماضية باختلافه الآيديولوجي مع أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وهو الرجل ذاته الذي ارتبط به الزيات سنين طويلة، وأدى الارتباط إلى أن يصف الزيات الظواهري بـ«صديقي»، بل وأخذ يجاهر بالقول إنه جمعته «مكالمة هاتفية أكثر من مرة مع الظواهري»، حتى كانت الأخيرة تحوي طلبا من الأخير أن يبتعد عن قضايا الدفاع عن بعض المنتمين للتنظيم من قريب أو بعيد، أو حتى مسانديه في الفكر ومؤيديه، بعد اختلاف في نظرة الشخصين لبعض أعمال العنف والتخريب. ويجد المحامي الزيات لنفسه تبريرا يدعمه في الخلاف مع صديق عمره الظواهري على اعتبار أن الأفكار والتوجهات قابلة للتغيير على عكس المسلمات والثوابت.

وتحدث عن منتدى الوسطية الذي يترأسه في مصر، والمشروع السلمي الذي يحاول نشره في بقية البلدان العربية من خلال منهج الوسطية الداعي إلى رسالة الاعتدال والحوار ونبذ العنف من أجل تعاليم الدين السمحة، وقال إنه اليوم عضو اللجنة التنفيذية للمنتدى العالمي للوسطية ومقره الأردن، مضيفا: «زرنا اليمن الأسبوع الماضي لافتتاح مقر لمنتدى الوسطية في العاصمة صنعاء». ويصنف الزيات نفسه بـ«ابن الحركة الإسلامية» ويقول: «هم مني وأنا منهم ولا أتبرأ من الحركة، الجديد في الموضوع قدر الثقة. وأن أدافع عن جماعات أو (إخوان) فهذا لا يعني أنني أقر ما يفعلون، وأنا سبق أن ناقشت (الإخوان) في الداخل، فأنا لست دخيلا على حركة (الإخوان)، فأنا ابن الحركة، فسبق أن دخلت السجن (مثنى وثلاث ورباع)، ودافعت عنهم وحاورتهم في نقاط اختلاف بيني وبينهم وفي مدى جدوى استعمال السلاح لتنفيذ الأهداف، والتكفير والحكام، ونظرية الخروج على الحكام، بالإضافة إلى استحلال أموال ودماء غير المسلمين. طوال العشرين سنة الماضية كنت أدور حول هذه المحاور، ليس فقط في مصر». ومن مسببات خروج المحامي منتصر الزيات من عاصمة بلاده بين الفينة والأخرى، خاصة إن كان القصد الأراضي المقدسة لأداء العمرة، التي يحرص على أدائها كثيرا، أن قسوة الحياة في مصر، وصعوبة العمل السياسي هناك، أبرز الدوافع للترويح عن النفس من حين لآخر، وإن أوقف هنا أو هناك، على اعتبار أنه صيد سمين لأجهزة الأمن في المطارات العربية، التي يجد نفسه قد قضى في بعض منها يوما أو بعض يوم، إما لتحقيق أو مساءلة عن سبب زيارته لبلد القدوم. ولدى منتصر الزيات نظرة خاصة إلى ما يعرف بـ«خلية حزب الله»، تلك النظرة تتمحور حول علم السلطات المصرية بوجود الخلية، بل وأخذ في القول إن «الخلية كانت تعمل في مصر منذ عام 2002 من دون أن يعترضها معترض، فتدخلت السلطات الأمنية المصرية وكشفت الخلية بعد أن توترت العلاقة بين مصر وحزب الله، هذا يعني وجود (سماح) بالمفهوم العام لعمل الخلية على الأراضي المصرية»، وفقا لتعبير محامي الإخوان المسلمين. وأخذ محامي ما يعرف بخلية حزب الله التأكيد على عدم تقاضيه دولارا واحدا كأجر للدفاع عن أعضاء تلك الخلية، وهنا قال: «لم أتقاض دولارا واحدا من خلية حزب الله أو غيرها، مع العلم أنني التقيت مندوبا عنهم في بيروت، وهذا أمر لا أستطيع أن أخفيه، فأنا معتاد أن تكون علاقاتي في وضح النهار، وليست لدي أي علاقة من أي نوع في الظلام». وعن قضية دفاعه «المستميت» في بعض الأحيان عن توجهات الإخوان المسلمين، الذين يرى محامي الدفاع عنهم، أن الحوار مع أعضائها أصبح مفيدا في الوقت الحالي أكثر من السابق، أكد الزيات أن 60 في المائة من أعمال تنظيم الإخوان المسلمين باتت أقرب إلى الهدوء والسلم، وأزالت أقنعة العنف والتطرف عن وجوهها، ونفضت غبار القتل والترهيب عن أفكارها وتوجهاتها، وفقا لتعبير محامي الإخوان المسلمين. المحامي منتصر الزيات أحد الموكلين بالدفاع عن عادل معتوق، زوج الفنانة اللبنانية سوزان تميم، التي يواجه رجل الأعمال المصري الشهير هشام طلعت مصطفى عقوبة الإعدام بسبب مقلتها، أكد انسحابه من الدفاع في القضية، وأرجع الزيات في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط» قرار الانسحاب، إلى وجود روائح تزكم الأنوف، على حد تعبيره، ناتجة عن علاقة غير مشروعة بين الضحية والمتهم بالتحريض على قتلها.

ولم يتقاض المحامي الزيات وفقا لتأكيداته، التي أطلقها خلال زيارة يقوم بها للسعودية حاليا، أموالا تدفع له كأجور مقابل دخوله في الدفاع عن القضية التي باتت تلقى اهتماما رسميا وشعبيا منقطع النظير على مستوى العالم العربي.