حزب الطائفة العلوية يسحب مرشحيه ويقاطع انتخابات طرابلس

رفعت عيد: نقول للحريري «السماء لم تعد زرقاء في طرابلس»

TT

«الطائفة العلوية ستقاطع الانتخابات البلدية في طرابلس، ولن نقبل أن تقرر عنا بقية الطوائف، تماما كما يرفضون هم أن نقرر عنهم». هذا ما أكده مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي، رفعت علي عيد، لـ«الشرق الأوسط» أمس، معبرا عن أسفه «لعدم الوفاء الذي أظهره نواب طرابلس وزعماؤها تجاه الطائفة العلوية التي تشكل 15% من سكان المدينة».

وقال عيد بعد مؤتمر صحافي عقده أمس في المجلس الإسلامي العلوي «من تحت قبة المجلس أعلن انسحاب مرشحينا الثلاثة، كما بعثنا برسالة إلى المرشحين الاثنين اللذين تم اختيارهما على اللائحة التوافقية لتمثيل الطائفة، من دون استشارتها، بأن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، وأنهما سينتهيان بالنسبة للطائفة إلى التهميش، كما انتهى غيرهما، لذلك نحن نطالب بسحبهما، بدل الاستمرار في هذا الوضع».

وكان نواب مدينة طرابلس، بالتوافق مع رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي، وتحت مظلة رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري، قد شكلوا مجتمعين لائحة «وحدة طرابلس» بالتراضي بين جميع الأطراف ولائحة «وحدة الميناء» لتفادي أي معركة في مدينة طرابلس والمدينة التوأم المجاورة لها، الميناء. لكن تحالف الأقوياء لم يعجب الكثير من الجهات السياسية، وكان أبرز المحتجين رفعت علي عيد الذي اعترض على شخصين علويين تم اختيارهما دون رضاه، فيما طالب هو بثلاثة ممثلين للطائفة، ورفض طلبه. وما أزعج عيد أن المرشحة العلوية ليلى شحود محسوبة على الوزير محمد الصفدي، والمرشح العلوي محمد شمسين محسوب على الرئيس عمر كرامي، وهو ما يعتبره اختيارا لممثلي الطائفة من غير أهلها. لذلك يقول عيد «نحن ذاهبون للانتخابات الاختيارية، لكننا سنقاطع الانتخابات البلدية، وهذا حقنا الديمقراطي نمارسه، ونحن نقول للرئيس سعد الحريري إن من إنجازات عهده أن الطائفة العلوية لم يعد لها من ممثلين لا في البلدية ولا النيابة.. ونقول له أيضا بعد أن يعود من نيويورك: انظر إلى سماء طرابلس، فهي لم تعد زرقاء (في إشارة إلى اللون الذي يرمز لتيار المستقبل)، لقد أصبحت صفراء (لون المقاومة)». ويضيف عيد «الصدمة الكبرى جاءتنا من الرئيس عمر كرامي الذي تخلى عن كل شيء ليضمن مكانا لابنه فيصل في المجلس النيابي مستقبلا. أما الوزير الصفدي فقد أعطيناه أصواتنا بقوة، في الانتخابات النيابية، لكن أهل طرابلس، يبدو أنهم أوفياء أكثر مما تصورنا». وعند سؤالنا عن مدى التزام الطائفة العلوية بما يصدره عيد نفسه من مواقف، وكم عدد الذين سيتقيدون بالمقاطعة، أجاب «لا تخافوا علينا، سيكون هناك التزام من الطائفة، وهذا سيظهر يوم الانتخابات».

جدير بالذكر أن اللائحتين المكتملتين والتوافقيتين المدعومتين من الأقوياء، في مدينتي طرابلس والميناء، تلقيان بعض التململ، فقد رفض رئيس بلدية الميناء الحالي التنازل عن ترشيحه، وشكل لائحة لمنافسة «وحدة الميناء» مصرا على خرقها.