البشير يؤدي القسم رئيسا بمشاركة 6 رؤساء أفارقة وعرب.. وغياب مبارك وموسى

«الجنايات الدولية» تستبق التنصيب بإخطار الأمم المتحدة بحماية السودان لمشتبهين في جرائم دارفور

TT

أكدت الحكومة السودانية مشاركة 6 رؤساء أفارقة وعرب في احتفال تنصيب الرئيس عمر البشير الذي ستجري مراسمه اليوم، كرئيس للجمهورية، بعد فوزه الكبير في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي. وفي حين تأكد غياب الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وصل أمس الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ويتوقع وصول الزعيم الليبي معمر القذافي. واستبقت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي تنصيب البشير بإخطار الأمم المتحدة بأن الخرطوم «تحمي مشتبها فيهما، مطلوب القبض عليهما في جرائم حرب بدارفور».

وأكد مستشار الرئيس السوداني للشؤون السياسية مصطفى عثمان إسماعيل مشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة «إيقاد» الأفريقية (راعية السلام) ومنظمة المؤتمر الإسلامي في احتفالات البلاد بتنصيب الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة اليوم. وأشار إسماعيل إلى مشاركة نائب الأمين العام للجامعة العربية بعد اعتذار الأمين العام عمرو موسى لمشاركته في مؤتمر في البرازيل. كما أكد مشاركة الزعيم الليبي معمر القذافي، بجانب مشاركة رئيس جمهورية ملاوي ورئيس الاتحاد الأفريقي بينغو وا موتاريكا، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إحسان أوغلي، والرئيس السنغالي عبد الله واد، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي. وفي السياق ذاته، وصل عدد من الرؤساء المشاركين في حفل التنصيب، الذي يؤدي فيه البشير القسم اليوم أمام المجلس الوطني (البرلمان) رئيسا لأربع سنوات أخرى تضاف إلى سنوات حكمه الـ21، وكان البشير قد وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري في يونيو (حزيران) 1989. وكان البشير قد فاز في الانتخابات العامة التي أجريت في أبريل (نيسان)، الماضي بنسبة 68% من أصوات الناخبين بعد انتخابات انسحب منها معظم مرشحي القوى السياسية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد لـ«الشرق الأوسط» إن دعوة المشاركة اقتصرت على دول الجوار فقط، ولم تشمل الدول العربية الأخرى، أو الغربية، لكنه أشار إلى تقديم دعوات لممثلي السلك الدبلوماسي في الخرطوم. وأكد وصول الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى السودان أمس، فيما يتوقع وصول الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جوليه، ورؤساء ملاوي وأفريقيا الوسطى، وإثيوبيا، ورئيس موريتانيا، ووزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي. كما ستشارك دولة قطر في الاحتفال باعتبارها راعية المفاوضات حول دارفور بين الحكومة والمتمردين.

في غضون ذلك، قال قضاة في المحكمة الجنائية الدولية لمجلس الأمن يوم الأربعاء إن الحكومة السودانية تحمي مشتبها فيهما، مطلوب إلقاء القبض عليهما لارتكابهما جرائم حرب في دارفور بدلا من أن تعتقلهما ليقدما للمحاكمة. وكانت محكمة الجنايات الدولية طلبت من حكومة السودان إلقاء القبض على أحمد هارون (وزير دولة سابق) وعلي كوشيب (زعيم مفترض لميليشيا الجنجويد في دارفور) لجرائم ارتكبت خلال أزمة دارفور حيث أودى القتال بحياة أكثر من 300 ألف شخص منذ عام 2003.

أما كوشيب، وهو قائد بارز لميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة، فيواجه 50 تهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ولم تتأكد مشاركة السفراء الغربيين الذين يترددون في مقابلة البشير لاتهامه بواسطة محكمة الجنايات الدولية في جرائم حرب ارتكبت في إقليم دارفور، لكن خالد رجح مشاركة السفراء الغربيين باعتبار أن الرئيس هو الذي يعتمدهم.

أما قوى المعارضة فقد قررت مقاطعة حفل التنصيب لعدم اعترافها بنتيجة الانتخابات، بينما يشارك رئيس الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفا كير ميارديت باعتباره سيكون النائب الأول للبشير وفق اتفاق السلام الشامل. وينص الاتفاق على أن يكون النائب الأول للرئيس من الجنوب حال فوز مرشح من الشمال في الرئاسة، أو العكس بالعكس، أما الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) فقد بدأ في مباحثات مع المؤتمر الوطني للمشاركة في الحكومة الجديدة وسط اختلافات داخل الحزب الذي كان يتزعم المعارضة خارج السودان.