أوباما يدعو نتنياهو إلى لقاء مفاجئ في البيت الأبيض الأسبوع المقبل

مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط»: الرئيس عباس سيزور واشنطن في نفس التوقيت

نتنياهو خلال لقائه مع امانويل في القدس المحتلة أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور واشنطن الأسبوع المقبل، تزامنا مع إعلان توجيه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض. وقال المسؤول «إنه من المتوقع الإعلان عن زيارة عباس تزامنا مع الإعلان عن زيارة نتنياهو»، مضيفا «نتوقع أن تكون الزيارتان الأسبوع المقبل، وأنهما سيكونان في واشنطن تقريبا في الوقت نفسه». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد اتصل بعباس في 11 مايو (أيار) الحالي ليؤكد له التزامه بعملية السلام ويدعوه إلى زيارة البيت الأبيض، لكنه لم يحدد حينها موعدا للزيارة.

ولم يتضح بعد إذا كانت إدارة أوباما تسعى إلى عقد قمة ثلاثية بين أوباما وعباس ونتنياهو، وهو الأمر الذي لم يؤكده البيت الأبيض لكن في الوقت نفسه لم ينفه. وقال المسؤول «لكن ليست لدي معلومات حاليا تفيد بأنهما سيلتقيان»، إلا أن مصادر أميركية لم تستبعد إمكانية عقد مثل هذا اللقاء إذا كانت الظروف مناسبة. وتسعى الإدارة الأميركية إلى بدء المفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن، بعد أسابيع من استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بإشراف المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل. وهناك ترقب حول نتائج اجتماعات الأسبوع المقبل بهدف دفع وتيرة المفاوضات.

وجاءت دعوة أوباما، أمس، الى نتنياهو، إلى لقاء قمة في الأسبوع المقبل على نحو مفاجئ ، في خطوة فسرها الإسرائيليون بأنها محاولة لتحسين العلاقات بين الزعيمين وصد الانتقادات التي يتعرض لها أوباما في بلاده بسبب «سوء تعامله مع نتنياهو».

وسلم الدعوة، أمس، رام امانويل كبير موظفي البيت الأبيض، الذي يقوم بزيارة خاصة لإسرائيل، ويتعرض هو الآخر لانتقادات بدعوى أنه يتخذ موقفا صارما من الحكومة الإسرائيلية ويتهمه بعض اليهود المتطرفين بالخيانة. ويقوم امانويل هذه الأيام بزيارة خاصة لإسرائيل للاحتفال ببلوغ نجله في الأماكن المقدسة لليهود (احتفال البلوغ هو تقليد ديني يهودي يتم عند بلوغ الطفل 13 عاما بمشاركة رجل دين يهودي). وفي الوقت الذي فيه يلاحق نشطاء في اليمين المتطرف امانويل في زياراته ويعملون على مضايقته وتوجيه الاتهامات له بالخيانة، حرصت الحكومة الإسرائيلية على توفير ذروة شروط الراحة له ولأفراد عائلته. فرتبوا جولة بطائرة هليكوبتر عسكرية واستضافوه في قاعدة عسكرية في الشمال واستقبله وزير الدفاع، إيهود باراك، على مأدبة عشاء في بيته أول من أمس كما استقبله أمس رئيس الحكومة نتنياهو. وحسب مصادر سياسية رفيعة، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات حول دعوة نتنياهو، تقول فيها إن أوباما يشعر بالخطأ من جراء «الصدام الزائد» مع نتنياهو والتعامل المهين معه في زيارته الأخيرة للبيت الأبيض في مارس (آذار) الماضي، حيث إنه لم يسمح بنشر صور اللقاء معه وتركه في غرفة وتوجه إلى جناح سكنه ليتناول العشاء مع زوجته وابنتيه. وأثار هذا التعامل انتقادات لاذعة ضد أوباما، من الكثير من أعضاء الكونغرس الأميركي ومن الصحافة التي راحت تقارن بين هذا الاستقبال المهين والاستقبالاات الحميمة لزعماء عرب. فقرر أن يحسن العلاقات مع نتنياهو بشكل سريع، وخصوصا أنه سيستقبل في البيت الأبيض، ب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وسيبدي حرارة مميزة في اللقاء معه.

ولكن مصدرا سياسيا آخر قال إن نتنياهو أيضا ينوي إحداث تغيير في التعامل مع أوباما، وعلى عكس المرة السابقة التي لم يعط إجابات واضحة عن أسئلته، سيذهب إلى البيت الأبيض هذه المرة جاهزا. وقال هذا المصدر، حسب صحيفة «هآرتس»، إن أوباما يبغي الاستفادة من لقاء نتنياهو وأبو مازن لدفع المفاوضات السلمية إلى الأمام.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك اقتراحا يتبلور لدى أوباما بأن يوفق بين موقف نتنياهو وموقف أبو مازن بالنسبة إلى المفاوضات المباشرة. فبينما نتنياهو معني بالانتقال فورا من المفاوضات غير المباشرة إلى المباشرة، ويرفض أبو مازن ذلك قبل أن يرى تقدما في المفاوضات غير المباشرة ووقفا كاملا للاستيطان، فإن أوباما سيحاول إقناع المسؤولين الإسرائيلي والفلسطيني بضرورة الانتقال السريع إلى المفاوضات المباشرة، وذلك مقابل التعهد بوضع جدول زمني لإنهاء هذه المفاوضات خلال موعد أقصاه سنتان، يكون خلالها الاستيطان مجمدا. وكان المبعوث الرئاسي الأميركي، السناتور جورج ميتشل، الذي يدير المفاوضات غير المباشرة، قد تحدث في ندوة داخلية في واشنطن، حضرتها «الشرق الأوسط»، عن «ضرورة تحديد جدول زمني أو سقف زمني لهذه المفاوضات». ففي معرض سؤال عن الفارق بين المفاوضات الناجحة التي أدارها في أيرلندا والمفاوضات المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قال ميتشل إنه لا توجد في العالم «صراعات متشابهة». ولكنه أضاف: «إن هناك أمرا يصلح لهذين الصراعين هو تحديد سقف زمني. فإذا لم نحدد لأنفسنا جدولا زمنيا واضحا، يمكننا أن نخسر هذه المفاوضات». وقال إنه حدد للمفاوضات غير المباشرة مدة أربعة أشهر. وينوي التفاهم مع الطرفين على تحديد مدة سنتين للمفاوضات المباشرة، مع احتمال إنهاء المفاوضات بنجاح قبل انتهاء الموعد. وأكد مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» أن أبو مازن سيزور واشنطن قريبا، تزامنا مع إعلان توجيه الدعوة لنتنياهو. وقال المسؤول «من المتوقع الإعلان عن زيارة عباس تزامنا مع الإعلان عن زيارة نتنياهو»، مضيفا: «نتوقع أن تكون الزيارتان الأسبوع المقبل، وسيكونان (الرجلان) في واشنطن تقريبا في الوقت نفسه».

وكان أوباما قد اتصل بعباس في 11 مايو (أيار) الحالي ليؤكد له التزامه بعملية السلام ويدعوه إلى البيت الأبيض، لكن لم يحدد في حينها موعدا للزيارة. ولم يتضح بعد إذا كانت إدارة أوباما تسعى إلى عقد قمة ثلاثية بين أوباما وعباس ونتنياهو، وهو الأمر الذي لم يؤكده البيت الأبيض ولكن في الوقت نفسه لم ينفه. وقال المسؤول: «لكن ليس لدي معلومات حاليا تفيد بأنهما سيلتقيان»، إلا أن مصادر أميركية أخرى لم تستبعد إمكانية عقد مثل هذا اللقاء إذا كانت الظروف مناسبة. وتسعى الإدارة الأميركية إلى بدء المفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن، بعد أسابيع من استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بإشراف المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل. وهناك ترقب حول نتائج اجتماعات الأسبوع المقبل بهدف دفع وتيرة المفاوضات.