بين العالم والشورى.. أرقام وإعلام!

صالح بن علي الحمادي

TT

تقول إحصائيات وأرقام نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي نظمت 18 مرة منذ انطلاقتها عام 1930 في دولة الأوروغواي حتى تاريخه، إن أميركا اللاتينية تتساوى مع أوروبا في عدد مرات الفوز بالكأس العالمية؟!.

فمن الأولى.. فازت البرازيل بالكأس خمس مرات.. رقم قياسي.. والأرجنتين مرتين، ومثلها الأوروغواي.. تسعة ألقاب لدول أميركا اللاتينية!.

ومن الثانية.. فازت إيطاليا بالكأس أربع مرات.. وألمانيا (الموحدة) ومعها الغربية السابقة ثلاث مرات.. ومرة واحدة لكل من إنجلترا وفرنسا؟!

فلمن يا ترى ستذهب الكأس التاسعة عشرة التي تقدم كل أربع سنوات بانتظام منذ ثمانين عاما.. ما عدا بطولتي 1942 و1946 اللتين ألغتهما الحروب العالمية.. لا رد الله غربتها!!.

من يعتقد أو يتجرأ ويرشح منتخبا خارج أميركا اللاتينية وأوروبا سيوصف بالجنون.. وإن كان هناك من توقع مثل غانا أو اليابان!! شخصيا أرى أن المنتخب المتطور أكثر داخل البطولة ربما طار بالكأس من بين البرازيل.. إسبانيا.. إنجلترا.. هولندا.. أو إيطاليا؟!

الجميل في الأرقام المطروحة حول استضافة جنوب أفريقيا للحدث العالمي الكبير أنها تحدد (بالأرقام) عدد مقاعد الجماهير في كل ملعب.. ومبالغ التكلفة لكل منها.. تصوروا بعضها لم يكلف سوى 150 مليون دولار.. يا بلاش؟!

حتى الفنادق تم تجهيزها بصورة لائقة بالجماهير الغفيرة التي ستحضر.. ومثلها المواصلات والاتصالات.. إلخ.

وما دمنا في سياق الحديث عن الفنادق.. «هالنا» الرقم الخطير من الفنادق غير المرخص لها في مدينة جدة.. (نحو 70 فندقا) حسب الزميل نايف الراجحي في الصفحة الأولى من «الشرق الأوسط» أمس.. ليس هذا فحسب، بل إن الأرقام الرسمية تكشف عن وجود نحو 19 ألف مبنى عشوائي.. نحو نصفها آيلة للسقوط.. لماذا يا أهالي جدة تغشون مدينتكم هكذا؟ لا تقولوا الحكومة!!.. الأخيرة موجودة في كل مدينة ومحافظة ولم يجر فيها مثل ما هو موجود لديكم.. هل يعقل فنادق مبنية بطرق غير نظامية؟! أي غش هذا؟!

عليكم بتقبل النقد.. مثلما علينا معشر إعلام الشباب والرياضة ومسؤوليها تقبل ذلك!! كيف «طرنا» جميعا في وجه انتقادات مجلس الشورى كحالنا وواقعنا الرياضي غير المريح لكل من جرب وتعامل مع مسيري «شؤون الصيانة» ؟!

ولكي لا تتحول قضية الشورى وصيانة رعاية الشباب إلى «دفاع وهجوم».. يجب على العقلاء أن يتحلوا بروح المواطنة «الشمولية والحقة» قبل الدفاع عن طرف ضد آخر.

المستفيدون هنا وهناك سيستميتون للدفاع عن كل ما من شأنه إفادتهم.. أما من يضع المواطنة أولا وأخيرا نصب عينيه فله الله حيث لن يتقبل به أو يرد عليه أحد.. أبد.. أبد؟!

لهذا الموضوع قد نعود متى توفرت لدينا الإحصائيات والأرقام.. حتى نكون أكثر دقة.

أسوأ خلق الله من يدافع لغرض «خاص» في نفسه أو يهاجم للغرض ذاته.. وكما لو كانت دنياهم مصالح × مصالح؟!

[email protected]