جدة: خبراء يزودون 1000 عريس بـ«حزمة» نصائح لحماية حياتهم الزوجية من الطلاق في «ملتقى العرسان»

نظمته جمعية مساعدة الشباب على الزواج استعدادا لزواج جماعي قادم

TT

يعكف خبراء ومحترفون في مجال القضايا الأسرية على تزويد نحو ألف عريس يضعون أقدامهم على عتبات أبواب الحياة الزوجية، بمهارات تساعدهم على التعامل مع حياتهم الجديدة ومواجهة المشكلات الزوجية التي تعترض طريقهم وكيفية التعامل معها.

يأتي ذلك في وقت تشير فيه إحصاءات رسمية إلى أن معدل الطلاق في السعودية سجل ارتفاعا مهولا في السنوات الأخيرة، وصل في بعض المناطق السعودية إلى 60 في المائة، ووسط حملات إرشادية من جهات رسمية وخيرية لمواجهة هذا الارتفاع بالنصائح والإرشاد والتدريب.

إلى ذلك، وجه المفتي العام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ كلمة إرشادية للشباب والفتيات المقبلين على الزواج خلال افتتاح فعاليات ملتقى العرسان بقاعة «أماسي» للاحتفالات، الذي تنظمه الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري بجدة استعدادا للزواج الجماعي الحادي عشر الذي يقام برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، مؤكدا أن «الزواج نعمة عظيمة من الله للعبد، إذا وفقه له فسيحصل له به الخير العظيم والفضل الكبير؛ راحة النفس، طمأنينة القلب، طيب الحياة»، مبينا أن «الزواج عبادة لله وقربى يتقرب بها العبد إلى الله، فهو أفضل من نوافل العبادة لأنه يعين على تحصين الفرج وغض البصر وسلامة العبد من الوقوع فيما حرم الله عليه».

وخاطب الشباب والفتيات المشاركين في الجلسة الأولى والافتتاحية للملتقى بقوله إن «الزواج خير كثير»، مؤكدا أن من أسباب سعادة الزوجين قيام كل منهما بما يجب عليه نحو صاحبه، فقيام الزوج بالواجب عليه، وقيام المرأة بالواجب عليها، يكفل للبيت السعادة والهناء بتوفيق من الله. والله جل وعلا في كتابه العزيز قد بين للزوجين الواجب على كل منهما فقال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بالْمَعْرُوفِ)، فأخبر تعالى أن للزوجة حقا كما أن عليها واجبا، وللزوج حق كما أن عليه واجبا». أما الجلسة الثانية للملتقى فتحدث خلالها المدرب عصام ياسين قارئ بعنوان «حالات الذات وأنواع الغضب» تناول فيها الغضب المحمود والغضب المذموم، مشيرا إلى أن الغضب هو في الأساس انفعال إنساني طبيعي جدا وصحي أيضا، ولكن حين يخرج عن نطاق تحكمنا ينقلب إلى شيء مدمر يسبب المشكلات؛ مشكلات في العلاقات الشخصية ونوعية الحياة التي نحياها بشكل عام».

وأوضح قارئ أن «الغضب هو حالة انفعالية تتراوح شدتها ما بين مضايقة خفيفة إلى حالة من الثورة العارمة طبقا لعلماء النفس، قد يصاحبه تغيرات نفسية وبيولوجية؛ وقد يكون بسبب أحداث خارجية أو داخلية». وأشار عصام قارئ إلى أن «الناس يستخدمون عمليات في الوعي واللاوعي للتعامل مع مشاعر الغضب وهي التعبير والكبت والتهدئة»، مبينا أن «أصح طريقة للتعبير هو توصيل مشاعر الغضب من دون اللجوء للعدوانية من خلال تعلم كيفية توضيح الاحتياجات للآخر وكيفية تلبيتها من دون التسبب في إيذائه».

وناقشت الجلسة الثالثة «فن احتواء المخطئ» قدمها المدرب بمركز المودة الاجتماعي فايز بن سالم السهلي أوضح فيها أنه «يمكن للإنسان احتواء 90 في المائة من المخطئين من أول موقف، مشيرا إلى أن الخطأ سلوك بشري لا بد من أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء». وأضاف السهلي «أنه ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيرا فنكبره ونضخمه»، مؤكدا أنه لا بد من معالجة الخطأ بحكمة وروية، وأيا كان الأمر، فإننا نحتاج بين وقت وآخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء».

وعدد السهلي أساليب معالجة الأخطاء، التي تعد فنا خاصا بذاته يقوم على عدة قواعد؛ من أبرزها الرفق في التعامل مع المخطئ، وإظهار مدى الحب والاهتمام للطرف الآخر، فضلا عن أهمية أن يضع الشخص نفسه موضع المخطئ ويفكر من وجهة نظره وفكره في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها، مع ضرورة استخدام الكلمات والعبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ.

يذكر أن «ملتقى عرسان جدة» يهدف إلى تقديم الإرشاد والتوجيه الأسري للعرسان وتأهيلهم أسريا وتبصيرهم بكل ما يتعلق بالحياة الزوجية، وهو بمثابة جرعة واقية من شبح الطلاق والمشكلات الأسرية.