«هندوجا» الهندية تكشف عن بيع 30% من «بترومين» السعودية في طرح أولي

تهدف لجمع 800 مليون دولار عبر الاكتتاب وتعلن الاستحواذ على بنك لتعزيز وجودها في الخليج

عمال بناء يعملون في موقع تشييد المركز التجاري «ماريينبلاتز غاليري» بمدينة شويرن شمال شرقي ألمانيا أمس (أ.ف.ب)
TT

كشفت مجموعة «هندوجا» الهندية عن عزمها جمع ما بين 800 مليون دولار إلى مليار دولار من خلال بيع أسهم شركة «بترومين» لصناعة زيوت التشحيم عبر طرح عام أولي في السعودية، وذلك خلال العام الحالي أو بداية العام المقبل.

ويأتي إعلان «هندوجا» الهندية في وقت أعلنت فيه أيضا أن فرع بنك «هندوجا» في دبي، والذي يقع مقره الرئيسي في سويسرا، يسعى إلى تعزيز وجوده في المنطقة من خلال عملية الاستحواذ التي قامت بها المجموعة على بنك «كيه بي إل إي بي بي» المتخصص في المعاملات المصرفية للأفراد والتابع لمجموعة «كيه بي سي»، حيث بلغت قيمة عملية الاستحواذ 1.69 مليار دولار.

ووفقا لبيان صادر من «هندوجا» أمس وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أنه بناء على الاتفاقية ستعمل مجموعة «هندوجا» على تعزيز وجود بنك «كيه بي إل إي بي بي» في أسواق منطقة الشرق الأوسط، والهند وآسيا، وعالميا من خلال قطاع أعمال المجموعة الموجودة فيما يزيد على 100 دولة، حيث تسعى مجموعة «هندوجا» من خلال عملية الاستحواذ لتعزيز وجودها في منطقة الخليج والمملكة بشكل خاص.

وشركة «بترومين» هي مشروع مشترك مناصفة بين مجموعة «الدباغ» السعودية ومجموعة «نفط الخليج العالمية» التابعة لمجموعة «هندوجا»، حيث اشترت مجموعة «نفط الخليج العالمية» وهي جزء من مجموعة «هندوجا»، مع مجموعة «الدباغ» السعودية كامل أسهم «الشركة العربية السعودية لزيوت التشحيم» (بترومين)، والتي تعد أكبر منتج للزيوت المعدنية في المملكة واستحوذت على أكبر حصة سوقية من «أرامكو» السعودية و«موبيل إنفستمنت إس إي»، التابعة لـ«إكسون موبيل».

وكانت «أرامكو» السعودية تملك حصة تبلغ 71 في المائة و«إكسون موبيل» حصة 29 في المائة، في الوقت الذي باتت تحقق فيه شركة «بترومين» عوائد سنوية بلغت 200 مليون دولار، بالإضافة لتغطيتها الآن حاجة السوق السعودية من الزيوت المعدنية والشحوم، وتقوم بتصدير منتجاتها لأكثر من 20 دولة حول العالم.

وقال سينجاي «هندوجا» رئيس مجموعة «نفط الخليج العالمية» بحسب «رويترز» «قريبا سنستكمل الجدول الزمني والتقييمات الدقيقة»، وأضاف أن المجموعة تهدف إلى إدراج أسهمها في البورصة في عام 2010 أو في الربع الأول من 2011 على أقصى تقدير.

وقالت «هندوجا» إن المجموعة عينت البنك السعودي البريطاني وهو وحدة «إتش.إس.بي.سي» في المملكة لإدارة الطرح الأولي العام، مشيرا إلى أن المجموعة تعتزم كذلك إجراء طرح عام أولي في هونغ كونغ لأسهم «أويل مارين»، وهي وحدة أخرى تابعة لمجموعة «نفط الخليج العالمية» توفر لقطاع الشحن زيوت التشحيم البحرية ونطاقا واسعا من الخدمات الفنية وذلك في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام. ويتطلب كلا الطرحين الحصول على عدة موافقات.

وقال «هندوجا» إن طرح أسهم في الوحدة الأوروبية لمجموعة «نفط الخليج» أمر محتمل أيضا في نهاية المطاف، مشيرا إلى أن مالكي «بترومين» يعتزمون بيع حصة 30 في المائة من الشركة من خلال الطرح العام وهذا هو الحد الأدنى اللازم للطرح في السعودية.

وقال إن «بترومين» تملك حصة 83 في المائة من أعمال توزيع منتجات البترول في السعودية وتبلغ إيراداتها السنوية 500 مليون دولار، وأضاف أن «بترومين» تتطلع لعمليات استحواذ في منطقة الخليج لتعزيز أعمالها، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لـ««بترومين»» 300 ألف طن متري من الزيوت والشحوم معا.

وكانت «بترومين» قد أعلنت في وقت سابق عن برامج توسعية جديدة ضمن خططها للأعمال المعلنة أوائل العام الحالي، بزيادة حجم صادراتها بنسبة 25 في المائة عن العام الماضي، وكشفت عن قرب تدشين مصنعها الجديد في منطقة أرامكو الصناعية بجدة، والبالغة تكلفته 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار)، وصمم خصيصا للوصول إلى طاقة إنتاجية سنوية قدرها 250 ألف طن متري من زيوت التشحيم والشحوم في منطقة الشرق الأوسط.

وقال المهندس سمير معتوق نوار، الرئيس التنفيذي لشركة «بترومين»، إن الشركة سوقت زيوتا متخصصة في صناعة المواد الغذائية، وهي عبارة عن زيوت تشحيم وشحوم، يتم تصنيعها بأعلى جودة، وتعتبر كمواد حافظة، لضمان عدم تأثر المواد الغذائية خلال تعبئتها بمواد ملوثة.

وقالت «هندوجا» في سياق منفصل إن «نفط الخليج العالمية» تعتزم التحالف مع شركة بريطانية لدخول القطاع الدفاعي في الهند لكنها لم تخض في تفاصيل، وقال مسؤول آخر من «هندوجا» إن المجموعة تعتزم كذلك إقامة محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الحرارية بقدرة إنتاجية عشرة آلاف ميغاوات في الهند خلال خمس سنوات بحسب ما ذكرته «رويترز».

ويعد بنك «كيه بي إل إي بي بي» أحد أكبر البنوك المتخصصة في مجال المعاملات المصرفية للأفراد في أوروبا، حيث يضم ما يزيد على 55 فرعا في جميع أنحاء أوروبا مثل: بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، ولكسمبورغ، وموناكو، وهولندا، وبولندا، وسويسرا وبريطانيا.

وبحلول عام 2009 بلغ حجم الأصول التي يديرها بنك «كيه بي إل إي بي بي» ما يزيد على 58.75 مليار دولار، والأصول التي تحت الحراسة 46.25 مليار دولار، كما يمتلك البنك حصة بنسبة تصل إلى 52.7 في المائة في بنك «إي أف إيه» ويدير أصولا بقيمة 128.75 مليار دولار.

وقال «إس. بي. هندوجا»، رئيس مجلس إدارة مجموعة «هندوجا» في البيان: نحن سعداء بضم بنك «كيه بي إل إي بي بي» لمحفظة عمل المجموعة، حيث يتمتع البنك بتاريخ عمل كبير وناجح في قطاع البنوك. وستعمل المجموعة على ضمان أن يتلقى كافة عملاء بنك «كيه بي إل إي بي بي» كافة الخدمات اللازمة من خلال فريق عمل محترف ومتخصص.

وأضاف: «نتطلع للعمل مع فريق عمل البنك الحالي الذين عملوا بكفاءة وحرفيه حتى الآن. ونسعى في المستقبل القريب إلى ضخ مزيد من الاستثمارات والمحافظة على الفروع التابعة للبنك، بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة واعدة في كلا من منطقة الشرق الأوسط، والهند وآسيا وذلك في خطوة تهدف إلى تلبية احتياجات العملاء من المعاملات المصرفية الخاصة في جميع أنحاء العالم».