الباخرة «راشيل كوري» تصل خلال يومين إلى غزة.. والركاب غير مسلحين ويعدون بعدم المواجهة

ناطقة باسم «تحرير غزة» لـ «الشرق الأوسط»: الباخرة الأخيرة تتجه لغزة بعد أن تعطلت أخرى واحتجزت إسرائيل البواخر الباقية

TT

من المتوقع أن تصل الباخرة الأيرلندية التي تحمل اسم الناشطة الأميركية راشيل كوري، التي قتلت على أيدي القوات الإسرائيلية، إلى غزة خلال اليومين المقبلين، كما أكدت لـ«الشرق الأوسط» ناطقة باسم حركة تحرير غزة التي تنظم حملة إرسال بواخر المساعدات إلى القطاع الفلسطيني. وقالت الناشطة الأيرلندية في الحركة هايدي ابسغين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مقرها في قبرص، إن الباخرة ما زالت تبحر، وهي في مكان ما في البحر المتوسط.

وكانت حركة تحرير غزة قد أرسلت أسطولا من البواخر يحمل مساعدات إلى سكان غزة، وعلى متنها أكثر من 700 ناشط دولي في حقوق الإنسان. إلا أن قوات من الكوماندوز الإسرائيلي اجتاحت أكبر البواخر، وهي الباخرة التركية مافي مرمرة، وهي لا تزال في المياه الدولية، وأوقعت 9 قتلى من بين المدنيين، واعتقلت المئات. إلا أن باخرة كوري ليست باخرة ركاب، كما أكدت ابسغين، بل هي باخرة بضائع، ولذلك فإنها لا تحمل عددا كبيرا من الركاب.

وأكدت ابسغين أن الركاب غير مسلحين بأي نوع من الأسلحة حتى البيضاء. وقالت ردا على سؤال حول استعدادهم لمواجهة مع القوات الإسرائيلية «هناك دائما احتمال مواجهة، لكن الركاب مسالمون ولا يحملون أي نوع من الأسلحة». والركاب حتى الآن هم 6 ماليزيين و5 أيرلنديين من بينهم حائزة جائزة نوبل للسلام ميريد كوريغان ماغواير، والمساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة دنيس هوليداي. وقالت ابسغين إنها تأمل أن تنضم إلى الباخرة قبل وصولها إلى غزة، عندما ترسو في مرفأ ما، مشيرة إلى أنها لن تتوقف في نيقوسيا. وتحمل الباخرة لوازم طبية وألعابا وورقا وإسمنتا.

وأكدت ابسغين أن الباخرة كوري هي الأخيرة المتجهة إلى غزة. وقالت «كل البواخر التي تم ركوبها يوم الاثنين الماضي احتجزتها القوات الإسرائيلية، لذلك فإن باخرة راشيل كوري هي الأخيرة المتجهة إلى غزة». وأشارت إلى أن إحدى البواخر، وهي «تشالنجر»، تعرضت لأضرار كبيرة وهي في نيقوسيا يتم إصلاحها. وأكدت أن إصلاحها سيستغرق نحو شهر تقريبا لأن الأعطال التي أصابتها كانت كبيرة.

وكان ضابط إسرائيلي كبير في قوات الدفاع قد لمح إلى أن إسرائيل خربت 5 بواخر من الأسطول الذي توجه إلى غزة، قبل المواجهة الدامية يوم الاثنين الماضي، بحسب ما نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. وقال الكولونيل إيتزيك تورغمان إن القوات الإسرائيلية «تولت أمر» محركات البواخر، لكنها استثنت الباخرة «مافي مرمرة» التي شهدت المعركة الدامية، بسبب قلقلها من أن تصبح عالقة في البحر، وتؤدي إلى أزمة إنسانية كبيرة بسبب مئات الركاب على متنها. كذلك تحدثت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية نقلا عن مصدر إسرائيلي، عن «العمليات الرمادية» التي استعملت ضد البواخر. وكان من المفترض أن تكون الباخرة راشيل كوري في طليعة الأسطول المتوجه إلى غزة، إلا أنها تأخرت بعد أن أصابها عطل في مالطا، واضطرت إلى الانتظار ريثما تنتهي الإصلاحات.

ونفت ابسغين أن تكون الحركة على تواصل مع أي من الحكومات الإسرائيلية، أو الحكومات الأخرى التي ينتمي إليها سكان الباخرة لتأمين وصول آمن.

وقال مراسل الـ«غارديان» في أيرلندا، هنري ماك دونال، إن كوريغان حائزة نوبل للسلام، وهي على متن الباخرة، أكدت أن ركاب الباخرة لن يقاوموا قوات الكوماندوز الإسرائيلية في حال اقتحموا باخرتهم. وأشارت كوريغان إلى أن الباخرة تنوي الوصول إلى غزة يوم السبت بعض الظهر، وقالت «كل من على متن الباخرة يتصرف بطريقة مسالمة ولن يكون هناك أي عنف بتاتا». وأضافت «نحن هنا لكسر حصار غزة غير الشرعي بحسب القانون الدولي. كل ما نريده هو تسليم المساعدات الإنسانية».