نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني: لا ننافس أحدا.. والزعامة لطالباني فهو رمزنا الوطني

رسول لـ«الشرق الأوسط»: كلنا مسؤولون عن مشكلات الحزب

كوسرت رسول («الشرق الأوسط»)
TT

نفى كوسرت رسول، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، أن يكون هناك تنافس على قيادة الاتحاد بين جناحه وجناح الرئيس طالباني، وقال: «ليست هناك أجنحة داخل الحزب، بل إن هناك مرشحين لقيادة الاتحاد وإن أصوات أعضاء المؤتمر الثالث العام للاتحاد الوطني الكردستاني المنعقد حاليا في السليمانية هي التي ستختار وبصورة ديمقراطية بحتة أعضاء قيادة الاتحاد»، مشددا على أن «مام جلال هو الزعيم الأوحد للاتحاد كونه رمزا وطنيا ليس للأكراد فحسب، بل لعموم العراقيين».

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد ذكرت أول من أمس وبمناسبة افتتاح أعمال المؤتمر الثالث لحزب طالباني أن «جناحي طالباني وكوسرت يتنافسان على قيادة الاتحاد الوطني، وذلك من خلال الإشارة إلى ترشيح شالاو، النجل الأصغر لكوسرت لقيادة الاتحاد».

وقال كوسرت رسول لـ«الشرق الأوسط» في السليمانية، أمس «إن شالاو عضو في الاتحاد وهو رشح نفسه وفق صيغ النظام الداخلي إلى جانب الكثير من المرشحين لقيادة الاتحاد، وإنه نشأ منذ طفولته بين قوات البيشمركة في الجبل، وإنه (شالاو، 26 سنة) أكمل دراسته الجامعية ويشعر بإمكانياته في الوصول إلى مواقع قيادية في الحزب شأنه شأن الآخرين»، مشيرا إلى أن «قيادة الاتحاد تضم باستمرار قيادات شابة، فأنا عندما رشحت للقيادة كنت شابا، وهناك برهم صالح الذي هو نائب الأمين العام للاتحاد. واليوم هناك أكثر من 300 مرشح لاحتلال 35 مقعدا قياديا، وغالبية المرشحين هم من الشباب وهناك نسبة 20% مخصصة للنساء، هذا يعني أن هذه النسبة منهن ستكون في قيادة الحزب، وهذه ظاهرة جديدة في الأحزاب السياسية في منطقة الشرق الأوسط»، متوقعا «صعود عدد من القيادات الشابة، من الرجال والنساء، إلى قيادة الحزب خلال هذا المؤتمر، وأن هناك عددا من القيادات الحالية لن ترشح نفسها للقيادة».

واعتبر رسول أن ما قيل في الإعلام الكردي عن وراثة ابنه لموقعه في الحزب الذي انتمى إليه منذ عام 1984 وقاد خلال سنوات الثورة الكردية البيشمركة في معارك، هو «كلام غير صحيح، فالاتحاد الوطني تنظيم ديمقراطي وليس هناك أي مجال للتوريث فيه، وأنا لست ممن يمنّ بتضحياته من أجل الحزب والشعب الكردي، ولكن للحقيقة أقول إني فقدت 17 شهيدا من عائلتي ومن حق ابني أن يواصل المسيرة السياسية لخدمة الحزب والناس».

وأضاف القيادي في الاتحاد الوطني أنه يستمد قوته «من قوة وحدة الاتحاد، ومن نجاح أعمال المؤتمر الثالث للحزب، وهذا بالتالي قوة للشعب الكردي وانتصار للديمقراطية»، واصفا المؤتمر الثالث للحزب بـ«المهم جدا، فمنذ ما يقرب من عشر سنوات ونحن لم ننظم أي مؤتمر، والأهمية تكمن أيضا في أن الاتحاد بحاجة إلى وقفة صراحة مع نفسه وإلى إجراء تغييرات جذرية وجوهرية»، منبها إلى أن الحزب بحاجة إلى «التواصل مع جيل الشباب والاستفادة من طاقاته الإبداعية، كما أن على الحزب أن يجري التغييرات الضرورية على نظامه الداخلي وبرنامجه السياسي».

يذكر أنه حسب النظام الداخلي للاتحاد يجب عقد المؤتمر العام كل أربع سنوات، ويعزو رسول أسباب تأخر انعقاد المؤتمر طوال السنوات التسع الماضية إلى الأوضاع الداخلية في العراق «فقد كانت أوضاع العراق غير طبيعية في ظل النظام السابق، وفي 2004 كان العراق مشغولا بمرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين، وكنا منشغلين بالتغيرات وصياغة الدستور والتحضير للانتخابات، ثم صار مام جلال، الأمين العام للاتحاد، رئيسا للجمهورية، هذه الأسباب مجتمعة سببت تأخير عقد المؤتمر».

وعما إذا كان سيرشح نفسه لانتخابات قيادة الحزب أم لا، قال رسول: «إذا هم رشحوني (أعضاء المؤتمر) فلا مانع لدي وسأنفذ رغبة الحزب، ولكني شخصيا لا أرغب في الاستمرار بالعمل في قيادة الحزب. أنا أرحب بالتخلي عن مكاني لشاب يأتي إلى القيادة»، مشخصا المشكلات التي يمر بها حزبه، بقوله «ما بين العام 1991 وحتى 1996 بلغ الاتحاد أوج قوته، وكان نفوذ الحزب متسعا في السليمانية وأربيل وكركوك ومناطق أخرى من كردستان، واليوم وعلى الرغم من أن عندنا حكومة مشتركة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس هذه الحكومة الدكتور برهم صالح من الاتحاد، إلا أن وضع الاتحاد ليس مثلما كان في السابق، وهو (الحزب) يعاني مشكلات داخلية وأخرى مرتبطة بمحيطه، منها الانشقاق الذي حدث وتشكيل حركة التغيير، وعدم تنظيم العمل السياسي بين أعضاء القيادة»، معترفا بقوله: «كلنا مسؤولين عن هذه المشكلات».

وأشاد رسول بجهود رئيس حكومة الإقليم، قائلا «برهم صالح رجل ناجح، فهو سياسي وأكاديمي متمكن، ونجاحه بدأ منذ عام 1991 حيث التقيته لأول مرة وعرفت أن هذا الشخص سيحقق نجاحات كثيرة، في حكومة الإقليم قدم ميزانية شفافة وواضحة ونزيهة، حتى إنه عندما اقتطع من ميزانية الحزبين الرئيسيين، وبضمنها ميزانية الاتحاد، فإنه أراد أن لا تكون ميزانية أي حزب على حساب الأحزاب الأخرى أو مشروعات الحكومة، وهذا لصالح سمعة الاتحاد، وفي بغداد خاض تجارب صعبة وناجحة عندما كان نائبا لرئيس الوزراء في حكومة إياد علاوي، ومن ثم وزيرا للتخطيط، ومرة أخرى نائبا لرئيس الوزراء في حكومة نوري المالكي. أنا دعمت الأخ برهم في الاتحاد لأنني أعرف مقدار عطائه».

واعتبر رسول ترشيح الرئيس طالباني لمنصب رئيس الجمهورية مكسبا للعراقيين جميعا، وقال «أنا من دعاة أن يبقى مام جلال رئيسا للجمهورية، ففي ذلك قوة للعراق ولكل العراقيين بعربه وأكراده، وضمن ذلك وجوده ببغداد قوة للاتحاد، مع أن مام جلال لم يتصرف في كل ممارساته كرئيس للجمهورية باعتباره كرديا وحسب، بل تصرف باعتباره عراقيا أولا، وهناك من يقول إنه ينحاز للقضايا العراقيين العرب ولا ينحاز لقضايا الأكراد. مام جلال بالنسبة إلينا ولكل العراقيين رمز وطني كبير».

وحول دور الأكراد في تشكيل الحكومة القادمة، قال: «نحن مع العراقيين ومع الدستور العراقي. وفي موضوع تكليف المرشح لتشكيل الحكومة القادمة، نحن مع ما يقره الدستور»، منبها إلى «أننا نمثل طرفا أساسيا في أي حل للوضع السياسي العراقي، وليس فقط كوننا القائمة الفائزة الرابعة على مستوى العراق، إضافة إلى أننا نشكل القومية الثانية في العراق، بعد العرب، ونشكل ثقلا في العلاقات السياسية».

ونفى رسول، الذي كان نائبا لرئيس إقليم كردستان قبل الانتخابات التشريعية للإقليم، وجود أزمة بينه وبين بارزاني، رئيس الإقليم، وقال: «ليست هناك أزمة بيننا وبين رئيس الإقليم الأخ بارزاني. على العكس من ذلك، فإن علاقتنا ممتازة منذ نضالنا في البيشمركة، فهو كان مقاتلا شجاعا في البيشمركة، وأنا أكن له احتراما كبيرا، وهذا الاحترام متبادل بيننا»، منوها إلى أنه لم يعد نائبا لرئيس الإقليم «فحسب القانون الجديد، فإن على الاتحاد الوطني الكردستاني تسمية نائب الرئيس، وهذا متروك لمؤتمر الحزب. وأنا سأخدم الحزب في أي مكان وما يقرره».

وتحدث القيادي في الاتحاد الوطني عن انشقاق نوشيروان مصطفى، القيادي السابق في الحزب وتشكيله حركة التغيير، قائلا: «لم تكن هناك بوادر انشقاق، كانوا يتحدثون عن وجوب تحقيق إصلاحات في الحزب واختيار قيادة جديدة، ثم أرادوا تأسيس مركز ثقافي مستقل بهم، بعدها شكلوا حركة التغيير. وكانت حركة مباغتة للاتحاد، كانوا يخططون لهذا الانشقاق من غير أن نعرف به».