أفغانستان: كرزاي يفتتح مؤتمر السلام بمشاركة زعماء القبائل.. وطالبان تستهدف التجمع

إطلاق 3 صواريخ بالقرب من موقع اللقاء والشرطة تشتبك مع مسلحين متخفين

الرئيس الأفغاني حميد كرزاي يلقي خطابا أمام مجلس «لويا جيرغا» في كابل أمس أثناء تنفيذ طالبان لهجوم خارج مقر المجلس (أ.ف.ب)
TT

هاجمت قوات كوماندوز انتحارية تابعة لحركة طالبان الأفغانية أمس، تجمعا ضخما لزعماء القبائل، في الوقت الذي افتتح فيه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي مؤتمر سلام طموحا يأمل أن يقنع من خلاله مقاتلي الحركة المتشددة بإلقاء السلاح. وقال مسؤولون إن ثلاثة صواريخ سقطت في أرض فضاء قرب السرادق الكبير الذي يعقد فيه مؤتمر تقليدي لزعماء القبائل «جيرغا»، بينما اشتبكت الشرطة مع ثلاثة مسلحين اخترقوا الحصار الأمني المشدد المفروض على الموقع، بالتخفي وارتداء العباءات والبراقع التقليدية التي ترتديها النساء في أفغانستان.

وقال فاروق وردك كبير منظمي المؤتمر، للمشاركين فيه إن الموقف تحت السيطرة، لكن إطلاق نيران متفرقا ظل يتردد حول مقر المؤتمر بعد مرور ساعات من وقوع الهجوم الأول. وصرح وردك بأن اثنين من المسلحين قتلا واعتقل الثالث.

ودعا كرزاي الذي لا يتمتع بشعبية في الداخل على الرغم من فوزه في انتخابات العام الماضي التي شابتها تجاوزات، إلى عقد مؤتمر للسلام للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن التقارب مع طالبان. لكن المتمردين عبروا عن ازدرائهم بشن هجوم صاروخي على مقربة من المؤتمر بينما كان كرزاي يلقي خطابه. وبعد دقائق من بدء إلقائه الخطاب أمام المؤتمر سقط أول صاروخ في أرض فضاء قرب السرادق المقام في غرب العاصمة كابل.

وطلب كرزاي الذي نجا من ثلاث محاولات اغتيال على الأقل، من المبعوثين عدم الذعر، وواصل كلمته قائلا: «اجلسوا. لن يحدث شيء. لقد اعتدت على هذا. الكل اعتاد على هذا». وأنهى كرزاي كلمته وغادر المكان في قافلة مسلحة مع تحليق طائرات هليكوبتر في السماء. وقال هارون مير، وهو محلل سياسي يتخذ من العاصمة الأفغانية مقرا له: «هذا الهجوم قد يرسل أيضا رسالة إلى مؤتمر كابل الذي يعقد في وقت لاحق من العام (الحالي)»، مشيرا إلى اجتماع للجهات الأجنبية صاحبة المصالح يعقد في 20 يوليو (تموز) القادم. واستطرد: «لا أعرف عدد المبعوثين الغربيين الذين سيقدمون على مخاطرة المجيء إلى كابل إذا كان يمكن وقوع مثل هذه الهجمات».

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، لـ«رويترز» في اتصال هاتفي من جهة غير معلومة: «الهجوم نفذه مقاتلونا». ويشارك في مؤتمر جيرغا، وهو الاسم التقليدي لاجتماع زعماء البشتون منذ قرون، نحو 1300 مبعوث. لكن كان غياب ممثلي المتمردين واضحا وإن كان من المؤكد أن هناك مبعوثين متعاطفين معهم. ومع تصاعد التمرد إلى أعلى مستوياته منذ الغزو الأميركي الذي أسقط حكومة طالبان أواخر عام 2001، تشعر الحركة المتشددة بالثقة في أنها ستبقى بعد انتهاء آخر غزو أجنبي في تاريخ الصراع الأفغاني الطويل. وقالت طالبان في بيان أمس عشية الاجتماع الذي لم تدع إليه: «من الواضح أن الجيرغا سيقدم عذرا جديدا لتواصل أميركا حربها في أفغانستان بدلا من أن يعمل على إحلال السلام في البلاد».

ويتشدق بعض الدبلوماسيين والمحللين في أهداف الجيرغا النبيلة لكنهم يتشككون في جدوى المؤتمر. ويزيد الموقف تعقيدا تنافس باكستان والهند وإيران بل حتى روسيا على بسط النفوذ في البلاد. ورفض عبد الله عبد الله الذي هزمه كرزاي في انتخابات الرئاسة العام الماضي مؤتمر الجيرغا مقدما وإن صرح بأنه لن يدعو إلى مقاطعته. وقال: «النتائج التي سيتوصل إليها (الجيرغا) لن تقربنا من السلام. جدول الأعمال لا يعرفه الناس.. والناس المدعوون للجيرغا لا يمثلون الشعب. هذا الحدث يبدو لي مجرد ممارسة للعلاقات العامة». وتدعو النقاط الرئيسية في خطة كرزاي إلى إصدار عفو عام عن مقاتلي طالبان الذين ينبـذون العنف والتمـــــرد ويقبلون بدستور البلاد ولتشجيعهم يمكن أن يحصلوا على تدريب ووظائف ومشروعات تنمية في المناطق التي يعيشون فيها. كما يطالب كـــــــــــــــــرزاي برفع عــــــــــــــــــــدد من مســــــؤولي طالبان من قائمة الأمم المتحدة الســـــــــــوداء وأن يمنح آخرون حق اللجوء إلى دول إســــــــــلامية صديقة.