أميركية فقدت عينها من قنبلة إسرائيلية تتهم شرطة القدس بمحاولة قتلها

قالت: إنهم يكذبون.. فقد أطلقوا القنبلة مباشرة علينا

TT

بعد سبع سنوات من جريمة قتل ناشطة السلام الأميركية، راشيل كوري، في رفح، اتهمت شابة أميركية أخرى الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود بمحاولة قتلها بسبب مشاركتها في مظاهرة سلمية ضد الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية». وقالت إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا القنابل الغازية مباشرة إلى وجوه وصدور المتظاهرين الفلسطينيين والأجانب المتضامنين معهم.

وتدعى هذه الشابة إيميلي حنوكوفتش، 21 عاما، وهي يهودية أميركية والدها مواطن إسرائيلي سابق هاجر إلى الولايات المتحدة. ووصلت إلى إسرائيل قبل عدة أشهر لدراسة الفن التشكيلي في معهد «بتسلئيل» في القدس الغربية، ضمن بعثات تبادل مع جامعة ميريلاند الأميركية. وفي الساعة الحادية عشرة من ظهر يوم الاثنين الموافق 31 مايو (أيار) الماضي، شاركت مع عدد من الشباب الإسرائيلي من أنصار السلام وعشرات الفلسطينيين في مظاهرة احتجاج على قرار إسرائيل منع وصول «أسطول الحرية» إلى غزة. وكانت الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود لهم بالمرصاد وقمعوا هذه المظاهرة بالقوة، مستخدمين أسلحة تفريق المظاهرات، وبينها قنابل الغاز المسيل للدموع.

وقد أصيبت إيميلي بقنبلة في وجهها مباشرة، فكسر حنكها واقتلعت عينها اليسرى على الفور. وحاول رفاقها الفلسطينيون إسعافها بإمكانياتهم المتواضعة، ولم يستطيعوا إنقاذها، وتدخلت السفارة الأميركية في تل أبيب، فنقلت إلى مستشفى هداسا في القدس وهناك أيضا عجزوا عن علاجها. وهي تعالج اليوم في الولايات المتحدة. وما زالت في حالة صعبة، ولا تقوى على الكلام.

وأعربت والدتها، شيلي كرايتمان، عن استغرابها من صلف الشرطة الإسرائيلية التي أصدرت بيانا ادعت فيه أن المتظاهرين هم الذين ألقوا زجاجات حارقة على رجال الشرطة وأن هؤلاء ردوا بإطلاق القنابل على جدار مجاور حتى لا يصاب المتظاهرون. وقالت وهي تحتضن ابتها لمراسلي الصحف الإسرائيلية في واشنطن، إن الرواية الإسرائيلية كاذبة ووقحة. وأضافت: «أنا شاهدت شريطا مصورا لما جرى ورأيت بوضوح كامل ابنتي تحمل علما بيديها الاثنتين، مما يعني أنها لم تقذف شيئا في اتجاه الجنود، ورأيت كيف أطلق الجنود كميات من القنابل في اتجاه المتظاهرين مباشرة، ليس إلى الجدار ولا إلى السماء بهدف التخويف والتحذير كما يزعمون، بل مباشرة إلى الوجوه والصدور بهدف الإصابة وربما القتل».

وقالت كرايتمان إن ابنتها «ليست إنسانة قوية، إنما هي فنانة حساسة، تحب إسرائيل جدا، وتقول اليوم إنها لا تريد من محبيها أن يكرهوا إسرائيل بسبب الاعتداء عليها». وأردفت: «حبها لإسرائيل هذا هو الذي جعلها تقف مع الفلسطينيين في مظاهرة. فهي تحب لإسرائيل أن تكون دولة حضارية وإنسانية من دون احتلال ومن دون حصار ومن دون قمع لحقوق الفلسطينيين».

يذكر أن نائب السفير الأميركي في تل أبيب، كان قد حضر إلى مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية واجتمع مع نائبين للمدير العام واحتج بشكل رسمي على إصابة هذه الشابة وطلب تقريرا رسميا وتفصيليا عن الحادث. لكن العائلة لا تكتفي بذلك وقد بدأت في إجراءات لرفع دعوى ضد الشرطة في محكمة إسرائيلية.