الكهرباء والأوضاع الأمنية تؤثران على أجواء امتحانات الثانوية في غزة

بدأت أمس ويشارك فيها 86557 طالبا في الضفة والقطاع

اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال يلاطف احد الطلبة اثناء تقديم امتحانات التوجيهية في احدى المدارس في غزة، امس (ا ف ب)
TT

بعد تردد طويل ومع شعور بالحرج، تشجع جمال عماد وطلب من جاره عامر براك يوم الخميس الماضي أن يوافق على ربط منزله بمولد الكهرباء الكبير الذي تستخدمه عائلته أثناء فترات انقطاع التيار عن قطاع غزة، حتى يتمكن ولده محمد من المطالعة والاستعداد لامتحانات الثانوية العامة التي بدأت أمس وشملت 86 ألفا و557 طالبا وطالبة في الضفة الغربية وغزة.

فبالنسبة لعماد الذي يقطن في منطقة بركة الوز الواقعة غرب مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، فإن توفير أجواء مناسبة للدراسة لوحيده محمد، يقع على رأس أولوياته وأولويات زوجته؛ فعماد الفني في البناء الذي تحول إلى عاطل عن العمل بعد أن تم إغلاق أبواب العمل داخل إسرائيل أمام الغزيين، مصمم على توفير الفرصة التي لم تتوفر له، لمحمد على الرغم من حالة الفقر التي يعيشها.

وقال عماد لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يريد أن يلعب انقطاع التيار الكهربائي أي دور في التأثير سلبا على تحصيل محمد في الدراسة، فهو يعد من الطلاب المتفوقين في مدرسته. ووالده عاقد العزم على الوقوف إلى جانبه مهما كان الثمن وأيا كانت المطالب.

ويعتبر انقطاع التيار الكهربائي من أكثر الأسباب التي تؤثر سلبا على ظروف تقديم امتحانات الثانوية العامة في القطاع. ففي كثير من الأحياء لا تقتني معظم العائلات بسبب أوضاعها الاقتصادية السيئة مولدات كهربائية، وبالتالي، فإن الطلاب في هذه الأحياء مطالبون بتكييف أنفسهم مع الظروف.

وأحد هؤلاء الطلاب جلال، الذي يقول إنه يذاكر على ضوء شمعتين، ويضيف أنه كيف نفسه مع ذلك، وأنه كان قد فقد خصلة من شعره الطويل بعد أن سها خلال المطالعة فحرقت الشمعة بعضا من شعره، ليقرر بعدها تقصير شعره.

ووجود مولدات الكهرباء الكثيرة في منطقة واحدة، ليس دوما إيجابيا، ففي مثل هذه الأحياء يفقد الطلاب التركيز.. ولا يتمكنون من المطالعة بشكل مناسب بسبب الضوضاء الكبيرة التي تحدثها أصوات هذه المولدات، لدرجة أن بعض الطلاب تنازل عن الاستفادة من المولدات وقرر البحث عن بيئة أفضل.

وقال هيثم السموح، وهو أحد هؤلاء الطلاب، إنه توجه خلال فترة الامتحانات للإقامة عند عمته التي تعيش في المناطق الزراعية الواقعة على التخوم الشرقية لمدينة دير البلح، حيث المسافات متباعدة بين المنزل والآخر... ولا تقل عن عشرين مترا. وأضاف أنه يذاكر خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي على كشاف كهربائي اشتراه له والده.

وعلى الرغم من حالة الهدوء الأمني النسبية التي لم يحظ بها قطاع غزة منذ فترة طويلة، فإن بعض العائلات التي تقطن قرب الخط الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل فضلت إرسال أبنائها الطلاب إلى أقاربهم الذين يقطنون في عمق القطاع، حتى لا تؤثر مداهمات الجيش الإسرائيلي غير المتوقعة على أبنائهم.

فقد انتقل عبد الله بحيرات الذي يقطن في التخوم الشرقية لقرية القرارة الواقعة في مناطق التماس، تحت إلحاح أمه، للإقامة خلال فترة الامتحانات عند خالته في منطقة المواصي الساحلية الواقعة غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع. ويروي عبد الله لـ«الشرق الأوسط» أنه حدث قبل ثلاث سنوات أن داهمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقة التي تقطن فيها عائلته وتم فرض منع التجوال عندما كان أخوه عادل يستعد للتقدم لآخر امتحان، مما اضطره في النهاية إلى التقدم للامتحانات مجددا في العام التالي.