كاميرون: القوات البريطانية سترحل عن أفغانستان عندما يستعد الأفغان

كابل: علاج طالبات بعد تعرضهن لهجوم بغاز سام

TT

أبلغ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قوات بلاده أمس بأنها ليست في أفغانستان من أجل فكرة حالمة أو لبناء مجتمع نموذجي، وتعهد بأنها ستعود إلى بلادها فور أن يتمكن الأفغان من الدفاع عن أنفسهم. وقال كاميرون في ختام أول زيارة لأفغانستان كرئيس للوزراء للقاء القوات البريطانية في جنوب أفغانستان، إن الائتلاف الجديد الذي يرأسه لديه مهمة واضحة وهي الدفاع عن الأمن القومي البريطاني من خطر أي هجوم لتنظيم القاعدة. وكشفت مبادئ كاميرون عن نهج جديد أكثر تشددا للحرب في أفغانستان وتميز بالتخلي عن أهداف سابقة مثل بناء ديمقراطية وضمان تعليم الفتيات. وتعهد بتوفير العتاد اللازم للقوات البريطانية التي تخدم في أفغانستان ويبلغ تعدادها 9500 جندي والذين شاركوا في بعض المعارك الضارية ضد مسلحي طالبان. وقال كاميرون، الذي شكل ائتلافا من المحافظين المنتمين ليمين الوسط والأحرار المنتمين ليسار الوسط بعد انتخابات السادس من مايو (أيار)، إنه ستتم مضاعفة المكافآت التي يتقاضاها الجنود الذين يخدمون في أفغانستان.

وتعالج الإجراءات التي أعلن عنها كاميرون الانتقادات الرئيسية التي وجهها لحكومة العمال السابقة وهي أنها فشلت في منح الجنود البريطانيين العتاد المناسب لحمايتهم من القنابل التي تزرع على الطرق بالإضافة إلى الفشل في أن تفسر بوضوح للشعب البريطاني السبب في إرسال القوات إلى أفغانستان. وقال كاميرون أمام نحو 400 جندي بريطاني تجمعوا في قاعدة كامب باستيون في جنوب أفغانستان «نحن لسنا هنا لبناء الديمقراطية التامة. لسنا هنا لبناء مجتمع نموذجي مثالي. نحن هنا لمساعدة الأفغان في السيطرة على مجتمعهم حتى نتمكن من العودة إلى بلادنا». وأضاف كاميرون «أستطيع تلخيص هذه المهمة في كلمتين.. إنها تتعلق بأمننا القومي في المملكة المتحدة.. ليس لدينا بعض الأفكار الحالمة بشأن ما تتعلق به هذه المهمة. بمجرد أن ننتهي من تدريب ذلك المجتمع الأفغاني نستطيع العودة إلى بلادنا مرفوعي الرأس».

وقال للقوات إنها حرب ضرورية وليست خيارا. وأضاف أنه إذا غادر البريطانيون أفغانستان غدا فإن معسكرات تدريب «القاعدة» ستعود إلى أفغانستان لأن الأفغان ليسوا مستعدين بعد لتولي أمنهم بأنفسهم. ولبريطانيا ثاني أكبر قوة أجنبية في أفغانستان لكنها لا تزال صغيرة بالمقارنة بالقوات الأميركية البالغ عددها 100 ألف جندي، لكن التأييد للمهمة يتراجع في بريطانيا.

إلى ذلك، قال مسؤولون أفغان أمس إن نحو 50 طالبة أفغانية مرضن ونقلن إلى المستشفى بعد استنشاقهن ما يشتبه أنه غاز سام في مدرستهن بجنوب غربي أفغانستان في أحدث واقعة في سلسلة من الحوادث المشابهة. وصرح نوروز علي محمود زادة، قائد شرطة إقليم غزنة، بأن الفتيات فقدن الوعي بعد استنشاق غاز في مدرستهن في غزنة على بعد ساعتين بالسيارة من العاصمة كابل. وتابع لـ«رويترز»: «من جديد هذا هو نفس نوع الهجوم الذي يهدف إلى إثناء الفتيات عن الذهاب للمدرسة، هذا أمر مزعج. لم نتوصل لأي أدلة بعد تشير إلى الجهة التي تأتي منها هذه المادة أو من يقف وراءها».

وقال سيف الله، الطبيب بمستشفى غزنة المركزي، إن معظم الفتيات عولجن وخرجن من المستشفى. وتابع أن أخريات ما زلن في الرعاية المركزة. وأشار محمود زادة إلى أنه لم تحدث وفيات.

والحادث الذي وقع أمس يأتي في أعقاب حوادث مشابهة في مدارس للفتيات تتعلق بمادة يجرى استنشاقها. ويقول مسؤولون إنها قد تكون غازا ساما. وفي حوادث أخرى في كابل وفي إقليم قندوز الشمالي ذكرت فتيات أنهن استنشقن رائحة حلوة ثم بدأن يغشى عليهن وعانين من دوار وقيء. ولكن لم تسفر أي من هذه الحالات عن وفيات أو مشاكل صحية تستمر على المدى الطويل.

وكانت حركة طالبان، التي حظرت تعليم الفتيات أثناء فترة حكمها من عام 1996 حتى عام 2001، أدانت مثل هذه الحوادث في الماضي ونفت مسؤوليتها عنها. إلا أنها أشعلت النيران في عشرات المدارس وهددت معلمات بل وهاجمت طالبات في مناطق ريفية بالبلاد.