أصوليو لندن ينعون نجل أبو محمد المقدسي منظر التيار الجهادي

عمر عز الدين قتل على الأرجح في العراق

TT

نعى الأصوليون أمس عمر عز الدين نجل أبو محمد المقدسي منظر الجهاديين حول العالم، الذي لقي ربه يوم السبت الماضي 5 يونيو «حزيران» 2010 في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا. ولم يفصح البيان الذي تلقته «الشرق الأوسط» من مركز المقريزي للدراسات الذي يشرف عليه الإسلامي المصري الدكتور هاني السباعي عن البلد الذي قتل فيه نجل المقدسي، إلا أن إسلاميين في لندن قالوا إنه على الأرجح لقي حتفه في العراق. وقال المقريزي تحت عنوان «عزاء وتهنئة لابن الشيخ أبو محمد المقدسي»، ففي الوقت الذي يضن فيه كثير من علماء المسلمين ومشايخهم بأبنائهم عن ساحات الجهاد، ها هو أبو محمد المقدسي يفقد فلذة كبده وأعز أبنائه عمر عز الدين في أشرف وأنبل ساحات الدنيا». وأبو محمد المقدسي هو عصام البرقاوي، وهو من أبرز منظري التيار السلفي الجهادي في العالم، ومن مؤسسيه في الأردن. ولعب المقدسي دورا كبيرا في تدشين المنهج «السلفي الجهادي» الذي يقوم على تبني تكفير النظم والحكومات والدساتير العربية، ورفض العمل السياسي القانوني، ومن أبرز كتبه «ملة إبراهيم»، «إعداد القادة الفوارس في هجر المدارس»، ورفض الديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية في كتابه «الديمقراطية دين». والمقدسي من مواليد قرية برقا من أعمال نابلس، ثم غادرها مع عائلته متوجها إلى الكويت، حيث مكث فيها وأكمل دراسته الثانوية. ثم درس العلوم في جامعة الموصل بشمال العراق تحت رغبة والده.

وهناك يسر له الاتصال بالكثير من الجماعات والحركات الأصولية. ويعتبر المقدسي الأستاذ المباشر لزعيم تنظيم القاعدة في العراق الأصولي الأردني الآخر أبو مصعب الزرقاوي (أحمد الخلايلة) الذي قتل في غارة جوية أميركية في العراق في شهر يونيو عام 2006.. والمقدسي في الخمسينات من عمره، مارس أدوارا مؤثرة في توجيه أتباع التيار التكفيري، ومنحهم التبرير الديني والفقهي للقيام بأعمال العنف الأصولي ضد الحكومات الإسلامية، كما أبدى مساندة قوية لكل الجماعات العسكرية الأصولية. وبرئ المقدسي من قبل قضية عرفت بتفجيرات الألفية، والمرة الوحيدة التي حُكم فيها كانت في قضية «بيعة الإمام» مع مجموعة من السلفية الجهادية وأبرزهم أبو مصعب الزرقاوي، وعمر أبو عمر الملقب (أبو قتادة) المحتجز في سجن لونغ لارتن ببريطانيا. ويقول مسؤولو مخابرات أميركيون إن المقدسي منظر بارز للتيار الجهادي، لديه تأثير على الفكر الإسلامي لأبعد مما يصل إليه نشطاء بارزون آخرون مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. ووصفت دراسة أعدها مركز دراسات خاص تابع لأكاديمية «ويست بوينت» العسكرية الأميركية عام 2006 المقدسي، بأنه مثقف إسلامي علم نفسه بنفسه، وهو أكثر المنظرين الإسلاميين الأحياء تأثيرا.