البرادعي في لقائه مع المصريين بلندن: لست زعيما ولا مرشحا للرئاسة.. وأنا غير قادر على التغيير بمفردي

قال إن «الإخوان» لهم الحق في المشاركة السياسية رغم خلافاته الفكرية معهم

محمد البرادعي لدى لقائه المصريين في لندن (تصوير: حاتم عويضة)
TT

دعا الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورئيس «الجمعية الوطنية للتغيير» إلى مقاطعة الانتخابات في مصر، وشدد في حديث مطول مع أبناء الجالية المصرية بـ«مسرح كيندي» في وسط لندن أول من أمس، على أنه لن يشارك في العمل السياسي أو الانتخابات ضمن الشروط الحالية، لأنها ستؤدي دائما إلى فوز الحزب الحاكم. وقال إنه لم يتفوه أبدا بأنه جاء للترشح للانتخابات الرئاسية، وقال إنه ليس زعيما سياسيا ولا مرشحا للرئاسة، مؤكدا أنه غير قادر على التغيير بمفرده، بل استجاب لطلب كثيرين طالبوه بالمشاركة في عملية التغيير من منطلق قومي مصري، وأنه يريد أن يرى بلده مثل باقي بلدان العالم من جهة التقدم وتحقيق الديمقراطية، مشيرا إلى أن التغيير المطلوب هو نتيجة إرادة شعبية ونقاش وحراك في المجتمع، لأنه لن يغير وحده.

وقال إنه جاء ليتحدث إلى المصريين في بلد حسم الديمقراطية لصالح الشعب منذ عام 1213، مشيرا إلى أن بريطانيا بلد يؤمن بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع، وتحدث عن بلده مصر التي غاب عنها المفهوم الديمقراطي منذ عام 1952، بينما في بريطانيا هناك تبادل للسلطة دون ضجيج؛ من العمال إلى المحافظين إلى الائتلاف الحاكم حاليا.

وقال الدكتور صلاح أبو فضل، منسق فرع الجمعية ببريطانيا في تقديمه للبرادعي: «نحن جزء من مصر، نرحب بكم أملا في التغيير في مجتمع يتساوى فيه الجميع؛ مجتمع يسعى للعمل الحر بعيدا عن الفساد.. يسعى للتقدم بعيدا عن التخلف عن ركب الحضارة».

ويلتقي البرادعي خلال زيارته مع أعضاء «الجمعية الوطنية للتغيير - فرع بريطانيا»، لبحث كيفية مشاركتهم في الحراك الذي تشهده مصر حاليا من أجل التغيير. كما يشارك في مؤتمر لمدة يومين في «مؤسسة محمد إبراهيم»، التي تدعم قيادات أفريقيا الكبرى ممن يعملون على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للشعوب الأفريقية، التي تمنح «جائزة الحكم الرشيد» وقدرها خمسة ملايين دولار لأفضل حاكم أفريقي سابق قضى فترته في الحكم في إطار الحدود التي ينص عليها دستور الدولة وترك منصبه خلال السنوات الثلاث الأخيرة. ويأتي لقاء البرادعي بمصريي بريطانيا ضمن جولاته للقاء المصريين في الخارج؛ إذ يعتقد الرجل أن منح هؤلاء حق التصويت في أي انتخابات مصرية قادمة كفيل بتغيير معادلة الانتخابات في مصر، خاصة إذا علمنا أن عدد المصريين المقيمين في الخارج يصل إلى سبعة ملايين، إضافة إلى ما يعرف عن عزوف المصريين في الداخل عن المشاركة الانتخابية. وكشف البرادعي عن توقيع 70 ألف مصري على وثائق تطالب بالتغيير الدستوري.

وأوضح البرادعي أن ترتيب مصر بمواردها الطبيعية والبشرية كافة في التقدم الإنساني على المستوى العالمي هو 123، مشيرا إلى أن بلاده على مستوى المنافسة العالمية في الترتيب رقم 70، وقال إن 42% من أبناء الشعب المصري يعيشون في فقر بأقل من دولار في اليوم ، ونسبة الأمية 30% من تعداد الشعب، وقال: «هناك 81 حيا عشوائيا في القاهرة، وهناك 8 ملايين مصري يعيشون في العشوائيات». ووصف السياسات الحالية بأنها فاشلة من ناحية انهيار البنية الأساسية وتحلل للقيم. وأضاف أن «بتسوانا وموزمبيق أفضل من بلادنا من الناحية الديمقراطية، أما غانا فقد فاز فيها الحزب المعارض بأقل من 20 ألف صوت قبل ستة أشهر». ووصف البرادعي ما يجري في مصر الآن بأنه «ليس سياسة»، وإنما هو سيطرة من قبل حزب واحد على مقاليد الأمور كافة، وقال إنه لن يغير وحده بل يسعى إلى مشاركة 80 مليون مصري معه في التغيير، وقال إن الديمقراطية هي برنامجه المطروح، وقال: «نسعى إلى تشكيل نظام يقوم على المؤسسات»، وقال: «أنا أداة فقط للتغيير»، مشيرا إلى أنه ليس زعيما سياسيا محترفا، بل مصري مثل الحاضرين، والسؤال المطروح دائما أمامه هو: «كيف سنغير؟ والجالية المصرية في المملكة المتحدة هي جزء من أكثر من 7 ملايين مصري مغترب تطالب أصوات كثيرة منهم الحكومة بالسماح لهم بالمشاركة في الاقتراع القادم لانتخابات عام 2011».

وأشار البرادعي إلى أنه «ليس صحيحا أن الديمقراطية لا تصلح في بلد فقير. وقال إن الهند بها 650 مليون فقير، ولكن هؤلاء الفقراء الهنود أسقطوا الحكومة مرتين من قبل»، وقال إن الطبقة المتوسطة في الهند أكبر من تعداد سكان الولايات المتحدة مجتمعة، وقال إن 4% يحكمون الهند، ولا يسأل أحد أين الأغلبية، لأنهم أرادوا للأقلية القوية أن تحكم ضمن إطار نظام ديمقراطي. وقال: «نسعى إلى مجتمع يقوم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية»، وأكد أن «التغيير مرتبط بإرادة الشعب، أي إننا سنغير معا، من أجل أن يستعيد الشعب حريته وحقه في الحياة الحرة الكريمة». وكانت جماعة الإخوان المسلمين حاضرة في اللقاء أول من أمس ممثلة في عدد من أبرز قياداتها في الخارج مثل إبراهيم منير مسؤول التنظيم العالمي في الخارج الذي وزع ورقة باسم «الإخوان» تحدث فيها عن الظروف التي تمر بها مصر وحتمية التغيير، والدكتور كمال الهلباوي المسؤول الإعلامي السابق للتنظيم العالمي الذي تحدث في مداخلة عن الموازنة بين الإمكانات وطموحات التغيير. وقال البرادعي إن «الإخوان» لهم الحق في العمل السياسي ولهم الحق في المشاركة السياسية على الرغم من الخلافات الفكرية معهم، مشيرا إلى أن أول لقاء مع «الإخوان» كان مع الدكتور سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية لـ«الإخوان» في البرلمان قبل شهرين، وقال إن «الإخوان» ذكروا له صراحة أنهم مع الدولة المدنية ويعارضون الدولة الدينية أو فكرة الحزب الديني. وأكد البرادعي أنه يتعاون «مع طوائف الشعب المصري كافة من الحزب الشيوعي المصري إلى (الإخوان)، وسيكون التغيير هناك عندما يحدث توافق اجتماعي، والقرار في النهاية لأبناء الشعب المصري». وأعرب البرادعي عن تمنياته بأن تكون هناك يوما ما امرأة رئيسة لجمهورية مصر العربية أو قبطي رئيسا لجمهورية مصر العربية، وقوبلت تمنياته بالتصفيق الحاد من قبل الحضور. وساد الجلسة كثير من الفوضى والتشويش عند السماح بتلقي البرادعي لأسئلة من الحضور.