حملة يهودية عالمية لمقاطعة شركات غربية تتعامل مع إيران

في البداية تشمل «إير فرانس» و«بوش» و«بي إم دبليو»

TT

تدير مؤسسات يهودية إسرائيلية منذ عدة أسابيع، حملة مقاطعة يهودية دولية لعدد من أكبر الشركات التجارية والصناعات العالمية عقابا لها لأنها ما زالت تتعامل مع إيران. وتشمل هذه الحملة ثلاث شركات في المرحلة الأولى، لكن المبادرين إليها يكشفون أنهم ينوون توسيعها لتشمل 120 شركة ضخمة في العالم.

وقد بادر إلى هذه الحملة رجل أعمال إسرائيلي يدعى شاي باطون، رئيس كليات تعليم الاقتصاد «كاش فلوو»، وصاحب شركة للاستشارة الاستراتيجية، توم فاغنر. وقد أطلقا الحملة على الإنترنت من خلال تجنيد شركات إسرائيلية. وفي الأيام الأخيرة باشرا توسيعها إلى شركات يهودية عالمية في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهما. والشركات الثلاث التي بدأوا بمقاطعتها هي شركة الطيران الفرنسية «إير فرانس» وشركة السيارات الألمانية «بي إم دبليو» وشركة الأدوات الكهربائية المنزلية «بوش». ولكنهما يخططان لتوسيع الحملة في القريب لتشمل 120 شركة أخرى، بينها شركة السيارات الألمانية «مرسيدس» وشركتا المشروبات الخفيفة الأميركيتان، «بيبسي كولا» و«كوكا كولا» وشركة «شويبس» البريطانية التي أصبحت تابعة لشركة «كوكا كولا». ويقول باطون: «العالم يفرض إجراءات عقابية على إيران، ولكن هذه الإجراءات غير كافية لثني هذه الدولة عن سياستها العدوانية ولا توقف مشروعها لتطوير السلاح النووي. ونحن اليهود، الذين تضعنا إيران على رأس خططها الحربية وتدعو علنا لتدمير دولة إسرائيل، من واجبنا استغلال قوتنا وإمكانياتنا الاقتصادية الكبيرة في إطار دفاعنا عن إسرائيل». ويضيف أن «اليهود المتمولين في العالم قادرون على زعزعة اقتصاد تلك الشركات التي تفضل مصالحها الاقتصادية الضيقة على مصالح البشرية. وقد حان الوقت لنقول لها إنها بهذه الطريقة المخادعة، إنما تضرب أيضا مصالحها الاقتصادية».

وتدار هذه الحملة بواسطة منهجين: الأول هو مقاطعة بضائع هذه الشركات، والثاني ضرب أسهمها في البورصات العالمية. وقد تم تجنيد ألوف الشركات لهذه المقاطعة، وسيتم تجنيد رجال الدين اليهود في إسرائيل والعالم ليطلقوا الفتاوى داخل الكنس اليهودية وعلى مواقعهم الإلكترونية ضد شراء تلك المنتجات، ويرفقون هذا النشاط بحملة إعلامية واسعة على أمل أن يؤدي النشر إلى هبوط حقيقي في أسهم هذه الشركات في البورصة.

وقال مدير عام شركة «أوتوت إلكترونيكا» (شارات إلكترونية) في تل أبيب، رافي كاسبي، وهو صاحب شركة استيراد أدوات إلكترونية وكهربائية ومن أوائل المتجاوبين مع هذه الحملة: «لقد قررنا المساهمة في هذه المقاطعة اليهودية لأننا قلقون من المواقف الإيرانية المدمرة لإسرائيل ومساهمتنا متواضعة. على الاقتصاد الإسرائيلي القوي أن يعطي إشارة للعالم بأننا لا نسكت على جرائم إيران في حقنا. لن نقتني بعد أية ماكينة من صنع (بوش) وسنقتني بدائل أخرى. وقد أصدرنا التعليمات لجميع الموظفين في الشركة بألا يطيروا مع شركة الطيران الفرنسية». وقال فاغنر: «للشعب اليهودي في العالم ماكينة إعلام مشحمة جيدا، وسأستغلها في هذه الحملة بشكل سيوجع إيران ومن يتعامل معها. سنمارس نوعا من الضغوط الاقتصاية، لم يسبق له مثيل في العصر الحديث. هذه حرب وسنتصرف كما نعرف التصرف في الحرب. سنعمل على تحطيم أسهم الشركات التي تتعامل مع إيران».

وكشف فاغنر أن الحملة ستشمل تجنيد شخصيات يهودية سياسية في العالم وكذلك في إسرائيل وأنه توجه إلى الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس لكي يجنده في الحملة، لكنه لم يرد بعد.