أوباما يبحث مع كاميرون تداعيات أزمة التسرب النفطي

بعد تصعيد حدة الاتهامات لـ«بي بي»

عمال يقومون بتنظيف أحد شواطئ خليج المكسيك من النفط (إ.ب.أ)
TT

اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صباح أمس لبحث آخر التطورات المتعلقة بالبقعة النفطية الناتجة عن انفجار منصة «ديب واتر هورايزون» في خليج المكسيك. ومع تصاعد حدة تصريحات أوباما ضد شركة «بي بي» وزيادة التوتر بين الولايات المتحدة وبريطانيا، جاءت مكالمة أمس لتهدئة الطرفين والتفكير بأفضل الحلول للأزمة التي تعتبر الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة للحفر البحري.

وصعد أوباما خلال الأيام الماضية تصريحاته اللاذعة وتوبيخه للشركة التي توصف بـ«البريطانية» على الرغم من أن نسبة الملكية البريطانية للشركة 44 في المائة بينما نسبة الملكية الأميركية 39 في المائة. وعلى الرغم من أن شركة «بي بي» لم تعد «بريطانية»، فإن توتر العلاقات البريطانية - الأميركية بات واضحا بسبب كارثة انفجار «ديب واتر هورايزون». يذكر أن أوباما يحرص على تسمية البقعة النفطية بـ«بقعة بريتيش بتروليوم» في إشارة مباشرة إلى الاسم البريطاني لـ«بي بي». وهناك مخاوف بريطانية واسعة حول تأثير تراجع أسهم «بي بي»، التي تراجعت بنسبة 40 في المائة منذ الانفجار، والتي استثمرت فيها شركات تقاعد بريطانية خاصة تخشى من الإفلاس. وقال كاميرون أول من أمس: «من مصلحة الجميع أن تبقى (بي بي) قوية ماليا وشركة مستقرة»، وهذه كانت رسالته لأوباما.

وهناك تساؤلات كثيرة حول مستقبل «بي بي» المالي، وقد أكدت الشركة أمس أنها تدرس تعليق توزيع الأرباح على حاملي أسهمها. ونقلت وكالة «بريس أسوسيشن» البريطانية عن ناطق باسم «بي بي» أمس قوله إن مجلس إدارة «بي بي» سيدرس إمكانية تعليق توزيع آخر الأرباح التي وصلت إلى 7 مليارات دولار للعام الماضي. وأضاف الناطق: «لم نتوصل إلى قرار بل ننظر إلى الخيارات» خلال اجتماع يوم غد.

وقد صرفت «بي بي» 1.4 مليار دولار منذ الانفجار في 20 أبريل (نيسان) الماضي لمعالجة البقعة النفطية وتبعاتها، من تقنيات وقف التدفق النفطي إلى دفع تعويضات لأشخاص وشركات تأثروا من تبعات البقعة النفطية. يذكر أن «بي بي» أعلنت أول من أمس أنها تسلمت أكثر من 50 ألف شكوى، وقد دفعت 58.1 مليون دولار من التعويضات حتى الآن.

وكان أوباما قد انتقد الرئيس التنفيذي لـ«بي بي»، توني هايورد، مباشرة، مما زاد من عناونين الصحف الأميركية المنتقدة لهايورد، الذي رد بشن حملة إعلانية واسعة تكلفت نحو 50 مليون دولار للدفاع عن «بي بي». وظهر هايورد في إعلانات تبث على القنوات الأميركية خلال الأيام الماضية يتعهد بـ«حل مسؤول» للانفجار النفطي الذي يتوقع أنه يسرب بين 20 و40 ألف برميل من النفط في الخليج المكسيكي يوميا. وفي تطور لافت، دافع عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ أمس عن هايورد، مطالبا الشعب البريطاني بعدم توجيه كل الانتقادات لهايورد. وقال بلومبرغ في مقابلة مع قناة «وار-إم» الإذاعية «الرجل الذي يدير (بي بي) لم يذهب هناك ويفجر البئر». وأضاف: «إذا كنتم تريدونه أن يحلها، و(بي بي) الوحيدة التي تملك التجربة الكافية، أعتقد من الأفضل الانتظار في إلقاء اللوم إلى ما بعد حل المشكلة».

وتحدث أوباما أمس مع كاميرون قبل الاستعداد لرحلة جديدة إلى الخليج المكسيكي وتفقد الولايات المتأثرة من جراء الانفجار النفطي. وهذه الزيارة الرابعة لأوباما للمنطقة، ولكن للمرة الأولى سيبقى يومين في المنطقة، بينما في السابق كانت الزيارات لساعات عدة في يوم واحد. يذكر أنه بينما أوباما ينتقد «بي بي» ويؤكد على «مسؤوليتها الكاملة» للانفجار، يواجه أوباما انتقادات داخلية لعدم إظهار «غضب» كاف حول هذه الواقعة. وقد زادت الإدارة الأميركية جهودها للتواصل مع الولايات المتأثرة مثل فلوريدا ولويزيانا، وكانت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نيبولتانو زارت لويزيانا خمس مرات خلال الأسابيع الماضية.

ومن المرتقب أن يلتقي أوباما قيادات من «بي بي» هذا الأسبوع في واشنطن لبحث الحلول التقنية. ولكن يوم أمس، كان التركيز الأكبر في الولايات المتحدة حول مواجهة أميركية مختلفة مع إنجلترا، وهي المواجهة بين الفريقين الإنجليزي والأميركي في كأس العالم، وهي الأولى منذ عام 1950. وكان أوباما قد قضى صباحه يشاهد ابنته تشارك في لعبة كرة قدم في مدرستها قبل العودة إلى البيت الأبيض للحديث مع كاميرون.