السعودية: سعر صرف اليورو يرفع حجوزات الطيران والسياحة إلى أوروبا

خبراء لـ «الشرق الأوسط» : ارتفاع أسعار الإيواء والطيران في وجهات عربية يتخطى مدنا أوروبية

تزايد إقبال السعوديين على المدن الأوروبية في موسم صيف هذا العام بعد تراجع سعر صرف اليورو (تصوير: خالد المصري)
TT

غير أداء أسعار عملتي اليورو والدولار في أسواق العملات العالمية من خارطة رغبات السائح السعودي إذ كشفت وكالات سفر وسياحة سعودية عن ارتفاع حجوزات السفر والسياحة إلى الدول الأوروبية بنسبة 35 في المائة تقريبا خلال موسم الصيف المقبل.

ووفقا لعاملين في سوق السفر والسياحة، فقد كشفوا توجه السياح السعوديين في الصيف للاستفادة من تراجع قيمة اليورو - عملة الاتحاد الأوروبي - في أسواق الصرف العالمية، لافتين إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تسجل نسبة حجوزات قوية رغم ارتفاع الدولار.

وذكر الدكتور ناصر الطيار رئيس مجلس إدارة شركة «الطيار للسفر والسياحة» – أكبر وكيل سفر وطيران في المملكة - أن أوروبا سجلت نموا في الحجوزات بنسبة 35 في المائة خلال الموسم الحالي لافتا إلى أن وجهات عربية تضررت مقابل ذلك لا سيما لبنان ومصر.

وأكد الطيار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن أميركا واصلت حضورها القوي في وجهات السياحة لدى السعوديين رغم ارتفاع سعر صرف الدولار بيد أن عوامل عديدة دعمت من وجود الطلب العالي بينها رغبة زيارة الأهالي لأبنائهم الطلاب الذين يقدرون بآلالاف في مدن وولايات أميركا.

وقال الطيار إن بين العوامل التي عززت الطلب للسفر والسياحة في الولايات المتحدة تسهيل إجراءات استخراج تأشيرات الدخول (فيزا) بعد التطورات الإجرائية الجديدة في هذا الصدد، مضيفا أن التسجيل لا يزال جاريا على كافة خطوط الطيران المتجهة إلى كافة الولايات الأميركية.

وأبان الطيار أن الحركة على السياحة في أوروبا ارتفعت بشكل ملموس هذا الموسم وسط تراجع سعر صرف اليورو بهوامش أغرت السائح السعودي بتغيير وجهاته السنوية، مما دعا إلى تكثيف البرامج والعروض المقدمة وسط تقديم فرص لأماكن ورغبات إيواء جديدة وسط زوال المسببات السابقة خلال العام المنصرم حين الكلام عن إنفلونزا الخنازير وغيرها من العوامل.

لكن ذلك - بحسب الطيار - جاء على حساب وجهات عربية كلبنان ومصر التي باتت أغلى من أوروبا في الإيواء وحتى في بعض خطوط الطيران موضحا أن خيارات الإيواء بحسب تصنيفها عالية ومتوافرة في أميركا وأوروبا كفنادق في وقت ينعدم ذلك في البلدان العربية.

وقال الطيار إنهم سجلوا ضمن رصدهم لسوق السفر والسياحة انخفاضا في قيمة التذاكر لأوروبا بنسبة 25 في المائة تقريبا نتيجة انخفاض أسعار النفط والتأمين، بينما ارتفعت أسعار الفنادق في بيروت بين 200 إلى 300 في المائة، في حين صعدت أسعار الغرف الفندقية في مصر بنحو 100 في المائة. وشدد الطيار على أن موسم سياحة الصيف الحالي يأتي في إطار أقل من شهرين حيث يراه بدأ فعليا مع بدء يونيو (حزيران) الجاري ويستمر حتى نهاية يوليو (تموز) المقبل، قبل العودة إلى المملكة بأيام استعدادا لدخول شهر رمضان المبارك.

من ناحيته، أكد وليد العلومي المشرف على العلاقات الإعلامية في «الخطوط الجوية العربية السعودية»، أن «الخطوط السعودية» اتجهت إلى سياسة إعلانية واسعة بعد دراسة السوق وذلك لتقديم عروضها الصيفية، مشيرا إلى أن الخطوط اتجهت إلى منافسة عالية تكشف عنها المقارنة بما هو متوفر في سوق الطيران.

وعمد العلومي إلى وصف العروض التي قدمتها «الخطوط السعودية» بأنها تحمل أسعارا «تشجيعية» كما يفضلون الإشارة إليها، لكنه في الوقت ذاته أكد بأنهم عازمون على تسيير 80 وجهة داخلية وخارجية خلال الصيف.

وأعدت «الخطوط السعودية» ضمن عروض الصيف لهذا الموسم 36 رحلة لوجهات أوروبية ذات طلب منها فرانكفورت في ألمانيا، واسطنبول في تركيا، وجنيف بسويسرا، وروما إضافة إلى باريس ولندن، بينما سجلت أسعارها معدلات منخفضة حيث تبلغ تكلفة تذكرة ذهاب وإياب إلى عواصم إيطاليا وبريطانيا وفرنسا 1302 ريالات فقط (347 دولارا).

وشدد العلومي على سياسة العمل الدوؤب في موسم الصيف لتوازي الطلب على السفر والسياحية، مشيرا إلى أن «الخطوط» على استعداد لزيادة المقاعد وتكثيف الرحلات المخصصة وكذلك الرحلات الإضافية مختلفة في حال الحاجة إليها، في خطوة لإعطاء الموسم.