فن التعامل مع الحجاج والمعتمرين ينجح مشروع «صنع في مكة»

رئيس الفرع لـ «الشرق الأوسط»: طبوغرافية مكة تتعارض مع فرص وجود مطار

معرفة أهل مكة بثقافة التعامل مع الحجاج والمعتمرين تنجح مشروع «صنع في مكة»
TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» مسؤول في الجمعية السعودية للإدارة أن المجتمعات المدنية في مكة المكرمة اكتسبت ثقافة فن التعامل مع الحجاج والمعتمرين، وهو ما دفعهم إلى التخاطب بلغات كثيرة، مشيرا إلى أن ذلك بوابة كبرى لنجاح المشروع الكبير لـ«صنع في مكة».

وأوضح الدكتور حاكم بن حضور البلوشي، رئيس فرع الجمعية السعودية للإدارة في منطقة مكة المكرمة أن «الخطوات نحو العالم الأول للعاصمة المقدسة اتضحت من خلال تغيير القناعات نحو العالم الأول، ونحن نعكف على تغيير الطريقة الكلاسيكية والقديمة في التعامل مع الإدارة، ويأتي في ذلك وعلى رأس هرمه التغيير في الإنسان، والتعامل الحضاري مع البشر، والتدريب الأمثل للكوادر والطاقات الفنية، لأنها الشيء الوحيد الذي لا يستهلك بخلاف المباني والمنشآت، ونحن ننطلق من فكرة أن بناء الإنسان هو بناء المستقبل، وهو رافد مهم للتنمية والتطوير».

وأضاف رئيس فرع الجمعية السعودية للإدارة أن «مكة المكرمة بكاملها أضحت ورشة عمل ولم تعد حكرا فقط على موسمي الحج والعمرة، بل تعدت هذا المنحى، ونحن ننحو نحو العمل الممنهج التخطيطي، في حركة دؤوبة وتحت أنظار العالم أجمع، والأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، هو رجل أتى من أجل التغيير. ويأتي أولا العمل الفكري، وثانيا الإداري، وثالثا الاقتصادي، من أجل الشروع في الدخول نحو مصاف العالم الأول».

وأشار إلى أنه على الصناعيين تأهيل الصف الثاني للإدارة وإمدادهم بالتدريب والاستشارة الكافية، لأن العولمة تكفل تلاقح الأفكار والرؤى مع العالم الخارجي والدخول في أتون المنافسة، بغض النظر عن المعتقدات الدينية لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - توفي ودرعه مرهونة عند يهودي، وهنا يجب أن يكون التعامل مع الآخرين محددا بمفاهيم إدارية بحتة، موضحا أنه يجب وضع المعايير العالمية في التخطيط والابتعاد تماما عن العشوائية ودراسة التجارب الناجحة ومحاولة بلورتها.

وأبان أن المجتمعات المدنية في مكة المكرمة اكتسبت ثقافة فن التعامل مع الحجاج والمعتمرين، وهو ما دفعهم إلى التخاطب بلغات كثيرة، وهي بوابة نحو تسويقهم لأنفسهم ومنتجاتهم، من خلال المشروع الكبير لـ«صنع في مكة»، وهو ما يدفع إلى أن يكون الإنتاج مطابقا للمواصفات العالمية والجودة على أعلى مستوياتها.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» أوضح الدكتور حاكم بن حضور البلوشي، أن طبوغرافية العاصمة المقدسة ورعونة جبالها تتعارضان مع فرص وجود مطار إقليمي بها وتقللان من فرص وجوده نظرا إلى افتقار مكة إلى المساحات الشاسعة التي تتطلبها المطارات العالمية، ووجود مشروع «صنع في مكة» لا يتضاد مع قدسيتها، مضيفا أن القيادة السعودية دفعت ماديا على القطارات أكثر من التكلفة الاقتصادية لإنشاء مطار إقليمي.

وأضاف أن «المشاريع التي يتم بناؤها في العاصمة المقدسة هي نتاج قيادة ناجحة، وهو ما ترجم باختيار العاهل السعودي كأفضل الشخصيات العالمية المتميزة والمؤثرة في صنع القرارات الاستراتيجية، وهو ما يعكس نمطا سياسيا واقتصاديا وإداريا يبين عن رضا كامل من قبل الشعب بأكمله، ومن قبل القيادات العالمية». داعيا إلى ضرورة وجود صناعات بمواصفات عالمية في مكة المكرمة، وأنه مطلب ديني ووطني تحتمه عالمية مكة المكرمة، وما يفصل مكة عن العالم الأول هو خمس سنوات فقط إذا تم السير على المسار المخطط حسب الخطط العليا التي وضعت.

من جانبه أوضح الدكتور محمد بن حمد الحربي، المستشار الخاص للأمير متعب بن عبد العزيز، أنه لا بد من التأكيد على الدور الرئيسي لإدارة المنشأة الصناعية ومدى التزامها، ومشاركة العمال في تخطيط وتطبيق نظام إدارة السلامة والصحة المهنية، والعمل في ذلك على الصعيدين المحلي والعالمي بالتزام أخلاقي وعملاني، مؤكدا أنه لا يسعنا الوقوف في ظل عولمة الاقتصاد مكتوفي الأيدي إزاء محاولات تغيير أركان السلامة والصحة تحت زعم اهتمامات غير صحيحة تتعلق بتحقيق القدرة التنافسية.