يا سعوديون.. خططوا مثل الكوري!

عبد العزيز الغيامة

TT

بدأ الشمشون الكوري الجنوبي مباريات كأس العالم الحالية بفوز مستحق على نظيره اليوناني «بطل أوروبا 2004» ومنذ انطلاقة المواجهة المونديالية وأنا أدرك الرغبة الجادة للكوريين في التفوق لأنهم في رأيي يسيرون وفق خطة مدروسة لم تعتمد قبل أشهر أو عامين أو حتى عقدين من الزمان، بل خطة تمتد إلى أكثر من 50 عاما، فحواها كأس العالم لا غيرها!

نعم كأس العالم هي الهدف الأساسي للكوريين منذ أن بدت كرتهم تعيش حالة التفوق على الصعيد القاري.. تصوروا يا سادة يا كرام، لم تفلح كوريا الجنوبية طيلة 50 عاما ماضية في تحقيق كأس آسيا لكنها كانت حاضرة في المونديالات العالمية أعوام 1954 و1986 و1990 و1994 و1998 و2002 و2006 و2010.

ثماني مرات حضرت في كأس العالم منها 7 مرات لعبت من خلالها في التصفيات النهائية الآسيوية على اعتبار أنها مستضيف لكأس العالم 2002 مع جارتها اليابان.. هذه الحقائق الرقمية والتاريخية تؤكد بلا شك أن الاتحاد الكوري الجنوبي يخطط إلى أهداف بعيدة في تحقيق تطلعات جماهيره وشعبه الكبير. وأنا أتابع مباراة الأمس الكورية - اليونانية كنت أسعى للمقارنة بين وضعنا نحن السعوديين وبين هؤلاء، والفارق الكبير الذي نعيشه معهم.. ربما نتفوق عليهم على الصعيد المهاري لكنهم يتفوقون علينا على الصعيد التنظيمي والخططي والتسويقي.

دائما كنت أقول إن علينا نحن السعوديين مسؤولية كبيرة في الارتقاء بمفهوم الفكر الكروي الذي يجب أن يضطلع به الاتحاد السعودي لكرة القدم لإيماني التام بأننا لا نزال ندور في حلقة مفرغة رغم كل القرارات الأخيرة التي خرجت بها اللجنة التطويرية أو «فريق العمل»، لا يهم الاسم بقدر ما يهمنا ما خرجت به من نتائج لا تسر، ولا أعتقد أنها تفتح أبوابا واسعة لتألق الكرة السعودية، والسنوات المقبلة هي الإثبات الحقيقي لما أقوله الآن!

محزن جدا أن نرى 32 منتخبا تلعب في المونديال ونحن نتفرج على المتألقين، بينما الذين رسبوا في امتحان التأهل لا يزالون يبحثون عن «خرم إبرة» لعلاج المشكلات التي نعاني منها منذ عقود لا أيام أو شهور أو حتى سنوات!

حتى يدرك الجميع أننا في مأزق اسألوا عن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم.. هل سيشارك في كأس الخليج أم سيكتفي بآسيا.. لن تجد إجابات، فالمسؤولون يقولون الإجابة عند المدرب، والأخير لم يقرر بعد!.. فعلا نحن نعيش في مأزق فكري وإداري ما دمنا لم نرسم بعد خطة لـ3 أشهر أو 6 أشهر، بينما غيرنا يرسمون منذ نصف قرن ماذا يريدون بعد سنوات أو حتى عقود، واسألوا اليابانيين الذين قالوا كثيرا إنهم يخططون إلى الفوز بكأس العالم 2030!

نريد مثل هذه العقول.. نريد مثل هذه الخطط العلمية المدروسة الحقيقية.. نريد مدربين خلاقين للأفكار.. للإبداع، لا أمثال بيسيرو ومن يعمل عمله في المنتخبات الوطنية الأخرى!

[email protected]