بلجيكا المهددة بالانقسام تنتخب برلمانها اليوم

الجالية العربية تشارك بقوة ضمن القوائم المختلفة وتسعى لرفع تمثيلها

بلجيكي يضع إعلانات انتخابية في منطقة زورسل عشية الاقتراع أمس (أ.ب)
TT

يتوجه البلجيكيون إلى صناديق الاقتراع اليوم لانتخاب برلمان جديد، وذلك بعد الأزمة السياسية التي دخلتها البلاد قبل شهرين وصارت تهدد وحدتها. وكانت الحكومة البلجيكية برئاسة إيف لوترم (الديمقراطي الفلاماني) قدمت استقالتها في أبريل (نيسان) الماضي إثر خلاف لغوي بين الطائفتين الرئيسيتين: الفلامانيون (60% من السكان) الذين يعيشون في الجزء القريب من الحدود مع هولندا الجارة ويتحدثون الهولندية، والوالونيون الذين يعيشون في الجزء القريب من الحدود مع فرنسا ويتحدثون الفرنسية، وهناك جزء صغير يتحدث الألمانية بالقرب من الحدود مع ألمانيا. ويعود الخلاف بين الطائفتين حول منطقة انتخابية تعرف باسم هلال فلفورد بروكسل، وترغب كل طائفة في السيطرة عليها إداريا وانتخابيا.

وتضمنت قوائم الأحزاب الكثير من المرشحين من أصول عربية وإسلامية. وتشير التوقعات إلى أن هذه الانتخابات ستكون فرصة لزيادة عدد المقاعد للنواب من أصول عربية وإسلامية وكان عددهم أربعة فقط في البرلمان السابق.

وهناك أسماء عربية مرشحة لضمان مقعد داخل البرلمان الجديد، مثل المغربي فؤاد الحسين (حزب الخضر)، والمغربية فوزية طلحاوي (عن الحزب الاشتراكي في مدينة أنتويرب)، وفؤاد أحيدار (عن الحزب الاشتراكي في بروكسل)، فضلا عن البرلمانية نعيمة لانجري من الحزب الديمقراطي الفلاماني، وصفية بوعرفة، وفضيلة لعنان التي تتولى منصب وزيرة الشؤون السمعية والبصرية في الحكومة المحلية للمنطقة الوالونية.

وقال السياسي أحمد القطيبي نائب عمدة بروكسل لـ«الشرق الأوسط» إن مشاركة أبناء الجاليات الأجنبية للانتخابات، عبر الترشح أو التصويت، أمر جيد للغاية، مضيفا أن تمثيل العرب داخل البرلمانات والمجالس المحلية «أصبح أمرا واقعيا وليس خياليا كما كان في الماضي». وتابع أن مشاركة مرشحين عرب في قوائم الأحزاب البلجيكية يؤكد اعتماد تلك الأحزاب على الأجانب ذوي الأصول العربية، وأن هذا الأمر أصبح يمثل شيئا أساسيا للسياسة البلجيكية، وبدأت الأحزاب تذهب للبحث عن أصوات الأجانب وأغلبيتهم من العرب والمسلمين، سواء من المغاربة، أو من دول المشرق أو باكستان أو تركيا.

أما أحمد بوقنطار من الحزب الاشتراكي فيقول إن أغلبية الأحزاب البلجيكية بدأت تعتمد على الأسماء العربية والإسلامية وهو أمر إيجابي للغاية، ويساهم بشكل فعال في إدماج الأجانب في المجتمع البلجيكي.

بدوره، يقول كبير بن الشيخ، عضو المجلس المحلي في إحدى بلديات بروكسل، وينتمي للحزب الديمقراطي اليساري: «إنه سلاح ذو حدين. تريد الأحزاب البلجيكية من ورائه كسب أصوات أبناء الجاليات العربية والإسلامية، بعد أن أصبح هؤلاء مواطنين كاملي المواطنة، وكان لا بد لهذه الأحزاب أن تفتح الباب أمام أبناء الجاليات العربية والإسلامية، وخاصة أن الدراسات والأبحاث التي أجرتها الجامعات والمكاتب المتخصصة، أظهرت أنه بحلول عام 2050 ستكون الجاليات الإسلامية والعربية لها الأغلبية بين سكان بلجيكا، وخاصة في جهة بروكسل».

ويقول عدد من المرشحين من أصول عربية وإسلامية إن 80% من المشكلات التي يعاني منها المواطن من أصل عربي وإسلامي، هي نفس المشكلات التي يعاني منها المجتمع البلجيكي، وهي تتعلق بمجالات السكن، وضرورة توفير السكن المناسب، وبالسعر المناسب، وأيضا التعليم، والصحة، والعنصرية في العمل. ودخلت الحملة الانتخابية في بلجيكا مرحلة جادة خلال الأيام الماضية قبل موعد الاقتراع. وكثفت الأحزاب خلال الأيام القليلة الماضية تحركاتها لشرح برامجها ومحاولة كسب ود الناخب البلجيكي، سواء الذي ينتمي إلى أصول أجنبية أو البلجيكي الأصل. وأصبح من المألوف رؤية المرشحين من أحزاب مختلفة يتجولون بين مقاهي ومحلات بروكسل والمدن الأخرى لتوزيع الملصقات والإعلانات التي تحمل برامج الحزب. ولا يخشى الأجانب تكرار ما حدث في هولندا ويحقق اليمين المتشدد نجاحا كبيرا نظرا لأن شعبيته تنحصر في منطقة بعينها من البلاد وهي المنطقة الفلامانية وبالتحديد مدينة أنتويرب.