لبنان: انتخابات المنية - الضنية تتحول إلى تحد لشعبية الحريري في معقله

فتفت يحذر من تكاتف قوى كثيرة لضرب التيار.. وحلفاء الأمس يعلنون الحياد

TT

تحولت الانتخابات الفرعية التي تشهدها منطقة المنية - الضنية في شمال لبنان، اليوم، لاختيار نائب واحد بعد وفاة النائب هاشم علم الدين في 29 أبريل (نيسان) الفائت، إلى معركة سياسية حامية الوطيس، نتج عنها نزاعات وبيانات حادة بين تيار المستقبل وبعض حلفائه الذين خاضوا معه الانتخابات منذ عام 2005.

وقال النائب عن تيار المستقبل، أحمد فتفت، وهو ابن الضنية، أمس، إن هذه «الانتخابات الفرعية تحولت إلى معركة سياسية بسبب تجمع قوى كثيرة لضرب تيار المستقبل في معقله». وشرح فتفت: أن قوى كثيرة اجتمعت فيما يعرف بـ«تجمع الأربعة»، الذي يضم مرشحين سابقين للنيابة في منطقة الضنية، ويحصلون على تأييد كمال الخير، «الذي أعلن التزامه وارتباطه بحزب الله حتى في 7 مايو (أيار)». ووصف ما يقوم به الفريق الآخر باللعبة السخيفة، مشيرا إلى أن المنضوين تحت لواء ذلك الفريق يحاولون شراء بطاقات هويات للناس لمنعهم من التصويت في الانتخابات.

وتنحصر المنافسة عمليا اليوم بين مرشحين اثنين من عائلة الخير في المنية، وهما كاظم صالح الخير المدعوم من تيار المستقبل، وكمال الخير المدعوم مما عرف بالمعارضة سابقا. ويرى تيار المستقبل أن المقعد الشاغر، والمتنافس عليه هو له في الأصل، لأن النائب المتوفى محسوب على تيار المستقبل، بينما يعتبر الفريق الآخر أنها فرصة لا تعوض لإثبات تضاؤل شعبية تيار المستقبل، في منطقة سنية تعتبر معقلا أساسيا له، بعد أن خسر بعض بلدياتها في الانتخابات الأخيرة، لا سيما بلدية الضنية التي ينتمي لها النائب الحالي والوزير السابق، أحمد فتفت.

وزاد الطين بلة أن حليفين للتيار وهما الوزير محمد الصفدي، والنائب قاسم عبد العزيز قررا الوقوف على الحياد، و«ترك الخيار» لمناصريهما. ورد تيار المستقبل ببيان عنيف على دعوة الوزير محمد الصفدي والنائب قاسم عبد العزيز إلى التوافق على أحد أفراد عائلة علم في الدين في المنية (بدل دعم كاظم صالح الخير). واعتبر أن النائبين المذكورين «ما كانا ليدخلا حرم المجلس النيابي لولا أصوات تيار المستقبل ومناصريه». وعلى كل حال - أكمل بيان المستقبل يقول - فإن الحياد الذي اختاره الصفدي وعبد العزيز «سيبقى محفورا في ذاكرة الناخبين في جميع الاستحقاقات المقبلة، لأن لا حياد على حساب المبادئ، وأهالي المنية والضنية». ولم يتأخر رد الصفدي وعبد العزيز إذ اعتبرا، أمس، أن «الادعاء بأنهما ما كانا ليدخلا حرم المجلس النيابي لولا أصوات (تيار) المستقبل هو كلام مرفوض تدحضه الأرقام والوقائع وهو يشكل إساءة لكرامة أهلنا في المنية والضنية وطرابلس»، لافتين إلى أنهما «مدينان للناس وحدهم دون سواهم بالوصول إلى الندوة البرلمانية».

وكان لافتا أن رئيس الوزراء الأسبق، نجيب ميقاتي، اتخذ هو الآخر موقفا حياديا أعلنه المحسوب عليه محمد الفاضل بالقول: «بعد التداول مع الرئيس ميقاتي قررنا ترك الحرية لمناصرينا اختيار من يرونه الأنسب مع تقديرنا المسبق لكل من تختاره المنية العزيزة على قلوبنا هي وجميع مرشحيها، بعيدا عن كل الاصطفافات التي ولى زمانها». وإذ قال البعض إن خسارة تيار المستقبل ممنوعة بعد هزيمته في بعض البلديات، ورأى آخرون أن فوز كاظم صالح الخير لن يكون صعبا، لأن هوى أهل المنية لا يزال حريريا، وتردد على ألسنة الكثيرين من أهل المنية، المتعاطفين مع كاظم الخير، أمس، أن لا خيار آخر غير المستقبل في الوقت الراهن، و«كاظم الخير سيربح بسبب حب الناس للشيخ سعد، رغم أن العاملين في مكاتب التيار في المنطقة أساؤوا التصرف مع الناس، لكن حب الشيخ سعد شخصيا، هو الذي سيرجح الكفة، كما أن المرشح كاظم الخير، لا يوجد مآخذ عليه لدى الناس». وقال أحد الذين قابلناهم «المعركة هي بين (ك - ك) أي كاظم الخير وكمال الخير، وكل المرشحين الآخرين لا وزن لهم، بمن فيهم الذين انسحبوا، أما الواقفون على الحياد فقدرتهم التجييرية ضعيفة في المنية».

وكان أحمد الحريري، منسق اللجنة الخماسية في تيار المستقبل قد وصل إلى المنية منذ يومين واجتمع بعدد من المرشحين، الذين سرعان ما أعلن بعضهم انسحابه لصالح مرشح التيار. وشارك أحمد الحريري في اللقاءات الانتخابية، وهو ما قيل إنه أعطى دفعا للتيار. لكن يبقى أن عائلات كبيرة، كانت تقترع لصالح تيار المستقبل انقسمت على نفسها هذه المرة وعلى رأسها عائلة علم الدين التي ينتمي لها النائب المتوفى، وقد ترشح الكثير من بينها ليحل مكانه، مما أربك تيار المستقبل، وجعله يختار شخصا من خارج العائلة، وهو ما أرضى البعض وأغضب البعض لآخر، وقسم العائلة إلى قسمين.