حماس: لا نريد «مايونيز» أوباما.. وشعبنا لا يتسول

وزير الصحة في حكومة حماس في حوار مع «الشرق الأوسط»: نأمل زيارة مسؤولين عرب آخرين بعد زيارة موسى * الحركة تتجه لتوقيع «الورقة المصرية»

باسم نعيم (أ. ف. ب)
TT

أكد الدكتور باسم نعيم، وزير الصحة والشباب والرياضة الفلسطيني في حكومة حماس المقالة، أن الشعب الفلسطيني لا يتسول وإنما يريد فتح المنافذ برا وبحرا وجوا حتى يعيش بشكل كريم. وأبدى الوزير في حوار مع «الشرق الأوسط» في غزة الاستعداد لتحقيق المصالحة والحوار مع حركة فتح، وقال يمكن تشكيل لجان لرفع الحصار وتحقيق المصالحة وعدم الربط بين الاثنين، وأن يتم العمل المتواصل بين قيادات الشعب الفلسطيني لصالح نصرة كامل قضاياه. وحول أصداء زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للقطاع، وأثرها على تقليص طبيعة علاقة حماس بمؤسسة الجامعة العربية، قال نعيم إن «الجفوة العربية انتهت»، وعبر عن أمله أن تفتح زيارة موسى، لغزة زيارات لمسؤولين عرب آخرين. وردا على موافقة إسرائيل على دخول عدد من السلع إلى قطاع غزة ومنها «المايونيز»، وموافقة اميركا على هذه الخطوة قال نعيم: «لدينا منه الكثير، جاء من مصر عبر الأنفاق ولدينا 40 سلعة إذا أرادها أوباما، فيمكننا تصديرها إلى أميركا وبأسعار رمزية». وأضاف: «هذا ما يزعج إسرائيل، لأننا كنا نستورد منها الخضار التالف».

وحول الحوار مع فتح، قال إن الحركة التي يقودها الرئيس محمود عباس، لم تتخذ موقفا «مشجعا على الاستمرار في الحوار»، وقال إن حماس تعرض دائما «مبادرات ولا يصلنا رد».

* هل انتهت الجفوة بين غزة والعرب كما ذكرت أثناء استقبال عمرو موسى في رفح الفلسطينية؟

- الجفوة انتهت ويجب أن تنتهي ونأمل أن تفتح زيارة عمرو موسى لغزة زيارات لمسؤولين عرب لإبعاد الرأي العام في داخل فلسطين عن انطباعات واجتهادات تحدث بلبلة حول الموقف العربي الرسمي. وقد قرأت انطباعات للناس عن زيارة موسى بأنها تتأرجح بين التفاؤل الحذر والتشاؤم، وهذه رؤية الناس وليس موقفي، لأنني أرى أنها خطوة إيجابية وصحيحة وإن كانت متأخرة ولكنها مهمة، نظرا لأن موسى جاء بصفته ممثلا للعرب وكأمين عام للجامعة العربية، كما أنها خطوة تعكس عدم الرضا عما يحدث في غزة من حصار، وبالتالي فالأمر ليس مجرد حصار إنساني واقتصادي وإنما هو حصار سياسي في المقام الأول.

* بماذا تفسر نظرة التشاؤم من الموقف العربي الرسمي؟

- ربما يأتي هذا كنتيجة ومحصلة للتجارب السابقة، لدينا قرارات لم تنفذ ونحتاج لأفعال وليس لكلام ولخطوات إنسانية وسياسية على الأرض، والناس فقدت الثقة في الأنظمة الرسمية، وبالتالي لا بد من إجراءات جديدة تعيد التوازن في المواقف السياسية والتي يجب أن تتخذ عن قناعة وليس بسبب ضغوط من الشارع.. خذي مثالا على ذلك أن الناس في غزة شاهدوا تقرير إحدى الفضائيات عندما غادر موسى منزل هنية دون عقد المؤتمر الصحافي، هذا أعطى إشارة إلى أن الموقف العربي متردد في التعامل مع حكومة هنية، ومع ذلك نحن نأمل أن تتبع زيارة موسى بخطوات للتقارب بين الجميع وإنهاء حالة الانقسام السياسي.

* لكن ما الصيغ المقترحة لفك الحصار وإنهاء الانقسام، وهل هناك ربط أو عطف بينهما؟

- يجب ألا يوجد ربط أو عطف بينهما، بمعنى معالجة كل قضية على حدة، ويمكن تشكيل لجنة من فتح وحماس لفك الحصار طالما اتفقنا على أنه حصار ظالم وغير مقبول إنسانيا لدينا كعرب ودوليا كذلك، وبالتالي علينا أن نجلس معا للتفكير في إنهاء الحصار وإيجاد صيغ لفتح المعابر، بما فيها المعابر الإسرائيلية، وكذلك معبر رفح والميناء البحري، أما أن تشارك فتح في فرض الحصار على غزة فهذا أمر صعب.

* برأيك.. كيف فرضت فتح الحصار على غزة؟

- لا نريد الدخول في مرحلة العتاب وإلقاء اللوم وإنما نرغب في التعامل بنوايا صادقة لصالح الشعب الفلسطيني والقضية، وعلى سبيل المثال إن ما يصلنا من رام الله في مجال الصحة والأدوية هو 2% مما هو مقرر لنا وهو نسبة 44% من الأدوية و7% لرام الله، مع العلم أن الأدوية المخصصة لنا موجودة في المخازن لدى الحكومة، وإسرائيل لا ترفض دخولها إلينا، وبالتالي لا بد من نوايا طيبة حتى تسير الكثير من الأفكار الخلاقة لكسر الهوة بين الطرفين. وسبق لمحمد دحلان تخريب كل ما هو موجود في ما يسمى بمناطق المحررات، وتمكنا مؤخرا من بناء كل ما دمر حتى في ظل الحصار وقمنا بتوزيع الأراضي لزراعتها واليوم لدينا اكتفاء ذاتي في الفاكهة والخضار، بل يمكننا تصدير البيض والدجاج والخضار، وكذا نحو 40 سلعة بما في ذلك الورود التي كانت تريد هولندا استيرادها، ولكن بسبب الحصار يتوقف كل شيء.

* اسرائيل قررت الإفراج عن أربع سلع بعد موافقة اميركية كما ذكر عمرو موسى في غزة منها المايونيز، بم ترد؟

- لدينا منه الكثير، جاء من مصر عبر الأنفاق ولدينا أربعون سلعة إذا أراد أوباما يمكن تصديرها إلى أميركا وبأسعار رمزية، وهذا ما يزعج إسرائيل، لأننا كنا نستورد منها الخضار التالف. كما أن غزة كانت سوقا مربحة لها، لأن التصدير كان يتم في نصف ساعة وبلا تكاليف، واليوم لا نريد منها سلعا، فالحصار استغله الشباب في الاختراع وإيجاد البدائل لكل شيء. ومجتمع غزة شباب ويقوم بتدوير كل مخلفات الحرب في البناء، كما أننا نقوم بعمليات القلب المفتوح داخل غزة، وأقوم بعمل شاق في مجال الصحة من أجل تحرير جزء من ملف الصحة من الاحتلال لصالح الاستقلال والتحرر من إسرائيل.

* إذن، المطلوب كما فهمت من كلامك ليس مساعدات وإنما فتح المعبر وميناء غزة البحري والجوي ومن ثم الانطلاق في التنمية؟

- الشعب الفلسطيني ليس متسولا والشباب كله عزيمة ويمتلك حرفا مختلفة وينقصه، فقط المواد الخام، ومن ثم التصدير بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي، ونذكر أن مصانع نوعيات من الملابس التي تصدرها إسرائيل وتنافس بها كانت موجودة في غزة وتضع عليها صنع في إسرائيل. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن شباب غزة صنع لنفسه مجدا تجاريا بسبب الظروف الصعبة التي يعانيها، وهو ما أجبر إسرائيل على تخفيف الحصار.

* هل ستعمل حماس على اتخاذ خطوات إيجابية من جانبها كما تطالب الأطراف الأخرى؟

- لنبدأ بعمل اللجان المشتركة في مجالات الصحة والتعليم والخدمات حتى نصل إلى الملفات السياسية، ونضع قواعد تنظيمية للعمل بعيدة عن العواطف ولنعمل في إطار المتفق عليه حتى نذلل ما نختلف عليه، وكل شيء قابل للنقاش وللحل.

* أين المشكلة إذن؟

- نستمع من فتح عبر وفود تأتي إلينا ومنها زيارة الدكتور نبيل شعث، ثم تقف المسائل كما هي، ولا يوجد لدى فتح من تفوِّضه باتخاذ مواقف تشجع على الاستمرار في الحوار والحل. ودائما نعرض المبادرات ولا يصلنا الرد.