رئيس إقليم كردستان: متمسكون بترشيح طالباني لرئاسة الجمهورية

بارزاني: سنفتح قنصلية إسرائيلية إذا أقام العراق علاقات دبلوماسية

TT

أقفل مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، الأبواب إقفالا محكما بوجه أية تسوية سياسية يمكن أن تمر عبر تبادل المناصب الرئيسية بين المكونات الأساسية للمشهد السياسي العراقي.

واغتنم بارزاني، الذي ينهي اليوم زيارته الرسمية الأولى إلى فرنسا بدعوة من الرئيس نيكولا ساركوزي، مؤتمره الصحافي، الذي استضافه مركز استقبال الصحافة الأجنبية في باريس، ليؤكد تمسك الطرف الكردي بمنصب رئاسة الجمهورية ورفضه التخلي عنه ومبادلة منصب آخر به. وقال إن هذا الموضوع «حسم» وإن الأكراد «متمسكون بالمرشح جلال طالباني (رئيس الجمهورية الحالي) لأنه قدم خدمات جليلة للعراق».

غير أن للتشدد الكردي في هذا الجانب أسبابا أخرى منها «بعض المواقف غير الموفقة التي اتخذتها بعض الأطراف» التي عبرت عنها جهات سياسية هي تحديدا التي طالبت بسحب رئاسة الجمهورية من الأكراد وإعطائه للسنة. والخلاصة التي يتوصل إليها بارزاني هي أن الأكراد الذين أرسلوا وفدا يمثلهم إلى بغداد للمشاركة في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة «منفتحون» على كل الأطراف ويريدون حكومة وحدة وطنية حقيقية ويمتنعون عن المطالبة بـ «إقصاء» أي طرف أو تهميشه. غير أنهم في المقابل يريدون اتفاقا على برنامج حكم واضح للحكومة العتيدة كما أنهم يرفضون التخلي عن رئاسة الجمهورية. وفي أي حال، يعتبر بارزاني أن التمسك بهذا «الحق» يصب في مصلحة العراق والعراقيين «قبل أن يكون في مصلحة كردستان».

وسئل بارزاني عما يقال عن وجود إسرائيلي في كردستان أو عن علاقات كردية مع إسرائيل، فنفى ذلك معبرا عن «تعبه» من تكرار طرح هذا السؤال عليه. وقال «العلاقات الدبلوماسية تعتمد على الحكومة في بغداد وبمجرد أن تفتح بغداد سفارة إسرائيلية ستكون هناك قنصلية إسرائيلية في أربيل». وأضاف بارزاني «الحقيقة أنني لا أعتبر أن العلاقات مع إسرائيل اتهام لنا ولكننا لن نقيم علاقات مع إسرائيل من دون بغداد ولا حاجة لحضور إسرائيلي لدينا» مشيرا إلى أن دولا عربية كثيرة لها علاقات مع إسرائيل.

أما فيما يخص علاقات العراق مع إيران فقد أعرب بارزاني عن «أسفه» لكون دول عديدة لديها نفوذ في العراق وليس إيران فقط. وما يريده الزعيم الكردي هو قيام عراق متخلص من أية هيمنة إيرانية أو غير إيرانية بل إن العراقيين «يؤيدون (قيام) علاقات سلمية ومتوازنة مع إيران وغيرها ويرفضون أن يكون العراق خاضعا لحماية إيرانية أو غير إيرانية»، وفق تعبيره، داعيا إلى إقامة علاقات متوازنة وسلمية مع إيران وغيرها من دول الجوار للعراق.

وكان بارزاني، الذي التقى ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير ووقع اتفاقا للتعاون بين كردستان وفرنسا يغطي قطاعات اقتصادية وتجارية وعلمية وتربوية عديدة، أجرى لقاءات سياسية واقتصادية إضافية في العاصمة الفرنسية على خلفية عودة الاهتمام الفرنسي بالعراق، وهو ما تمثل في زيارات ساركوزي ورئيس الحكومة فرنسوا فيون ووزير الخارجية برنار كوشنير إلى بغداد وأربيل وجنوب العراق. وحثت باريس العراقيين على التفاهم سريعا على تشكيل حكومة جديدة لتتعاطى مع المعطى الجديد الرئيسي الذي يتمثل في انسحاب جانب كبير من القوات الأميركية في شهر أغسطس (آب) المقبل. وحثت باريس الدول العربية بما فيها سورية على الانفتاح على العراق. وقالت مصادر فرنسية إن مصلحة العراقيين أن «تتنوع علاقاتهم مع دول خارجية بحيث لا يبقون وجها لوجه مع الأميركيين». ونقل المسؤولون العراقيون الذين جاءوا إلى باريس في الأشهر الأخيرة تأكيدات على أن العراق يرحب بالشركات والمؤسسات الفرنسية ويعد بمعاملتها على قدم المساواة مع الشركات الأخرى بما فيها الأميركية وفي القطاع النفطي على وجه الخصوص.

وفي السياق الثنائي مع فرنسا، نفى بارزاني أن يكون قد عقد أي لقاء مع مسؤولين عسكريين أو أن يكون قد طلب أية مساعدات عسكرية من فرنسا لأن إقليم كردستان «ليس في حاجة إلى مساعدات عسكرية»، موضحا أن لقاءاته تطرقت إلى مساندة فرنسا لتعزيز هياكل ومؤسسات الدولة العراقية. ودعا بارزاني رؤساء الشركات الفرنسية الذين التقاهم إلى المجيء إلى كردستان والاستثمار هناك والاستفادة من تحسن الأوضاع الأمنية.

وأشار الزعيم الكردي إلى أن زيارته الأخيرة لتركيا هدفت لتعزيز التعاون الاقتصادي مع كردستان والعمل على تسوية المشكلة الكردية بصورة سلمية. كما نفى بارزاني أن يكون المسيحيون في أربيل يلقون معاملة سيئة، مؤكدا العكس تماما.

وكشف بارزاني أنه تلقى رسالة شكر من بابا الفاتيكان على حسن معاملة المسيحيين في كردستان. وبحسب ما أفاد به، فإن 8 آلاف عائلة مسيحية تركت منازلها في وسط وجنوب العراق ونزحت إلى أربيل حيث تلقى معاملة طيبة.