افتتاح متنزه ألعاب هاري بوتر.. جولة في عالم من الخيال

بحضور أبطال الأفلام والكاتبة جي كي رولينغ

دانييل رادكليف بطل سلسلة أفلام «هاري بوتر» وفريق التمثيل في السلسلة خلال حفل تدشين المدينة الترفيهية (رويترز)
TT

يعيش عشاق سلسلة كتب وأفلام هاري بوتر في انتظار دائم لشيء جديد، فعلى مدار سبعة أعوام كانوا ينتظرون ما تخطه الكاتبة جي كي رولينغ بشغف بالغ، وتتابعت أجزاء الكتب، وازداد عدد المتابعين والشغوفين بكل ما يتعلق بعالم الساحر الصغير هاري بوتر وأصدقائه وعالمهم الساحر الذي خلقته رولينغ.

ومع انتهاء رولينغ من كتابة آخر أجزاء السلسلة منذ عامين، لم يتوقف عشاق هاري بوتر عن الانتظار.. فقط أصبحوا ينتظرون الأفلام السينمائية المستوحاة من سلسلة الكتب الناجحة. واستمرت الأفلام السينمائية في استقطاب المعجبين، وسيصدر آخرها على مرحلتين، الأولى في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، والثانية وهي ختام السلسلة في شهر يوليو (تموز) من العام القادم. وهكذا قد يتصور البعض أن حالة الغرام الدائم ببوتر وعالمه وأصدقائه ستتوقف، لكن يبدو أن السلسة ما زالت تدر الكثير من الأموال، وتجذب الجماهير، وهو ما دفع إلى إقامة حديقة ألعاب ترفيهية في فلوريدا، كما سيدفع الكاتبة رولينغ كما قالت في إحدى مقابلاتها إلى زيارة عالم بوتر لمرة أخيرة لكتابة كتاب آخر حول حياة الأبطال بعد أن كبروا.

واجتمع نجوم أفلام بوتر أمس في فلوريدا لتدشين حديقة الألعاب الترفيهية، وشهروا عصيهم السحرية وسط تشجيع هائل من مشجعيهم وقرنائهم الأوفياء.

ولهذا قرر نيل غينزلينغر، كاتب صحيفة «نيويورك تايمز»، أن يزور الحديقة قبل افتتاحها للجمهور ر سميا اليوم الجمعة، واستعدادا للزيارة قام بمراجعة كل عناصر العالم السحري الذي خلقته رولينغ. يقول غينزلينغر في مقاله للصحيفة «أنهيت واجباتي قبل أن أنطلق في مهمة لتفقد منتجع ويزردنغ وورلد المستوحى من أفلام هاري بوتر والكائن في منتجع أورلاندو يونيفرسال. علمت أنني سأشرب الجعة الزبدية، وأن بعض اللوحات ستتحدث إليّ، وسيصاب عقلي بالذهول من التكنولوجيا المتقدمة التي سأشاهدها. بيد أنني لم أكن أعلم أنني سأوشك على أن أسحق حتى الموت من قبل الجماهير المصابة بكآبة ما بعد هاري بوتر».

وفي صباح يوم الزيارة وقف غينزلينغر في مدخل متنزه ويزردنغ وورلد أمام مدخل القرية السحرية «هوغسميد» التي يقصدها هاري بوتر وأصدقاؤه في رحلاتهم المدرسية، ذات المحلات الغريبة ونوافذ العرض التي تحفل بالمعروضات السحرية، فهناك مثلا آلة التشيلو التي تعزف بمفردها في متجر هوغسميد، وعلى البعد يبدو محرك القطار إكسبريس سحريا في انتظار التقاط صورة له.

ويشير غينزلينغر إلى جزء آخر مهم ضمن الرحلة العجيبة إلى ويزردنغ وورلد، ألا وهو قلعة هوغوارتس التي توجد بداخلها جولة تسمى هاري بوتر والرحلة المحرمة.

وذكرت «نيويورك تايمز» أنه خلال الأيام التي سبقت الافتتاح لم تكن الاستعدادات الخاصة بهذه الجولة قد انتهت بعد، فقد كانت تعوزها بعض التغييرات البسيطة، لذا لم تكن هناك ضمانات بأن تعمل. لكن هؤلاء الجمهور هرعوا إليها طمعا في الحصول على هذه الجولة إذا ما وافق الفنيون التقنيون على ركوب الأفراد فيها.

وتعد الحديقة الترفيهية بمثابة حبل الإنقاذ لعشاق بوتر الذين عانوا من حالة نفسية أطلقوا عليها فيما بينهم وعلى منتديات الإنترنت «كآبة ما بعد هاري بوتر»، وهي ناتجة عن تعاظم يأسهم من انتهاء سلسلة أفلام هاري بوتر أو مدرسة هوغوارتس للسحرة.

وسيواصل عشاق بوتر الوجود بصورة يومية في المتنزه حتى بعد افتتاحه بالكامل، لأن هؤلاء العشاق المهووسين شغوفون بتجربة جديدة لهاري بوتر، ويأملون في أن تفي الرحلة المحرمة بهذه التجربة.

يعتبر ويزردنغ وورلد جزءا من جزر المغامرة، التي تشكل واحدا من متنزهين في منتجع يونيفرسال، لكن المنطقة الجديدة مختلفة كلية عن المنطقة المحيطة بها.

يأتي ويزردنغ وورلد على عكس كل المتنزهات الترفيهية الأخرى التي يكون الهدف فيها تنقل الزوار بين الألعاب. فويزردنغ وورلد ليس به سوى ثلاث جولات حقيقية تمتد على مساحة 20 فدانا، اثنتان منها شبيهتان بالرحلة المحرمة، وهي ألعاب تقليدية لقطار الألعاب (الأفعوانية) لكنها تدخل الآن إلى عالم هاري بوتر، إحداهما تسمى «ذا فلايت أوف هيبوغريف».

هذه المدينة صممت خصيصا من أجل الأفراد الأشد ولعا بكتب رولينغ، الذين يحفظون كل تفاصيلها، فشملت حتى أدق التفاصيل، فهناك البوم الذي يبدو حيا واقفا على العارضات الخشبية وفضلاته أسفل منه. ويمكن سماع موننغ ميرتل، الشبح الذي ذكر في الروايات، في دورات مياه النساء.

يضطلع ويزردنغ وورلد بالعبء الملقى على عاتقه، فكما أعطت أفلام بوتر مشاهديها التفسير الرسمي للمشاهد التي تخيلوا كيف تبدو، فعالم ويزردنغ وورلد هو التفسير الرسمي لما ورد في تلك المشاهد، لذا فلا وجود لباعة جائلين، فهذا المكان تم إنشاؤه من أجل التجارة. ولعل ذلك السبب وراء وجود ماكينة الصرف الآلي التي تتعاظم الحاجة إليها هنا بسبب الإقبال الكبير على متاجر الحلوى والألعاب السحرية والمتاجر الأخرى.

بطبيعة الحال لن يتمكن عشاق بوتر من مغادرة المكان من دون محاولة تذوق اثنين من المشروبات التي ورد ذكرها في الرواية ونقلت إلى الواقع. فهناك عصير اليقطين الشهي، ربما بسبب قلة اليقطين فيه - فهو أشبه بعصير التفاح مع إضافة القليل من اليقطين إليه.

لن يعترف مسؤولو متنزه الترفيه بأن أوقات الانتظار للصعود على متن الجولة طويلة، لكن الأفراد الذين يقفون خلف ويزردنغ وورلد قاموا بجهد مدروس لتحويل وقت الانتظار إلى جزء مكمل للتجربة. وعندما تسألهم عن زمن الجولة سيقولون لك إنها تستغرق ساعة لأن هذه هي المدة التي يرغبون منك قضاءها للوصول إلى أربع دقائق من ذروة الإثارة.

طابور الانتظار من أجل ركوب القطار في الرحلة المحرمة يمتد عبر الأروقة وغرف قلعة هوغوارتس، ومن عشاق الكتاب تنتشر الصور والأشكال المستوحاة من الأفلام.

جوهر هذه العروض والصور هو هاري ورفيقاه هيرميون ورون - اللذان يظهران أسفل عباءة هاري للتخفي – الذين يحثونك على شق الصف والذهاب للطيران. والشخصيات التي تظهر من الفيلم - دامبلدور، مدير المدرسة - هناك الكثير من عشاقها الذين لا يفوتون مشاهدها.

يتكون كل صف من أربعة مقاعد، وكل صف وحدة مستقلة تمكنه من الدوران 360 درجة لتتمكن من مشاهدة العرض وكأنك بمفردك في الجولة.

توليفة الصور المعروضة والمعروضات الحقيقية التي تأتي أمامك وأنت تتجول في هوغوارتس مروعة، لدرجة أنك قد تضطر لأن تغمض عينيك في بعض الأوقات التي إن كنت صحافيا ستمتنع عن متابعة ما يدور حولك لأنك لم تره بالفعل.

ويكفي القول إنه بانتهاء الجولة تكون قد مررت بلعبة كويدتش (اللعبة المفضلة في هوغوارتس) وديمنتورز (المخلوقات الشبيهة بالأشباح) وتنين.

وفي نهاية رحلته يتساءل غينزلينغر عما إذا كان ويزردنغ وورلد سيواسي كل كآبة ما بعد بوتر. ويصل إلى إجابة سريعة قائلا «سيكون المتنزه كشجرة في صحراء نفوسهم القاحلة، وسيقنعهم بأنه على الرغم من توقف المداد في قلم رولينغ فإن هوغوارتس لا تزال قائمة. وما إن يخرجوا من المتنزه حتى تعلوهم الكآبة، حتى بالنسبة لأفراد عاديين مثلي».