عشرات الملوك والأمراء يتدفقون اليوم إلى استوكهولم

لمناسبة حضور حفل زواج ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا

ولية العهد الأميرة فيكتوريا وعريسها دانيال ويستلينغ (رويترز)
TT

مئات الصفوف من الضيوف.. في مقدمتهم ملكة هولندا وملك بلجيكا وملك الأردن والأمير ألبرت من موناكو وزوجة ملك إسبانيا وولي عهد اليابان والأمير إدوارد ابن ملكة بريطانيا بالإضافة إلى عدد من ملوك وأمراء الدول الاسكندنافية وعدد ضخم من السفراء لم يستثن منهم سفير إيران أو السودان أو زيمبابوي أو كوريا الشمالية.

هؤلاء جميعا سيشرّفون اليوم مراسم حفل الزواج الملكي في استوكهولم العاصمة السويدية احتفاء بمناسبة زفاف ولية العهد الأميرة فيكتوريا (32 عاما)، لعريسها ومدربها الرياضي الخاص دانيال ويستلينغ (36 عاما).

وفي حين جاهرت جماعات سويدية من المناهضين للملكية بمقاطعة حفل الزواج داعين لاحتفال مواز أطلقوا عليه «لنحتفل بالجمهورية» متحمسين لانتهاز الفرصة لتوسيع دائرة النقاش والحوار حول مستقبل النظام الملكي وضرورة تحويل البلد إلى جمهورية مع رئيس منتخب، فإن الغالبية العظمى من الشعب السويدي تعتبر زواج ولية العهد مناسبة عامة، ويوما مميزا للابتهاج بالحب الذي جمع بين العروسين، خصوصا مع تزامنها مع ذكرى مرور 200 عام على تولي أسرة بيرنادت للعرش السويدي.

ووفقا لاستبيان أخير للرأي العام عبرت نسبة 74 في المائة عن غبطتها بالعرس وما سيشيعه من فرح في البلاد، كما لم تجد نسبة 61 في المائة غضاضة في أن ينال العريس وهو من العامة لقب أمير.

إلى ذلك كانت الأميرة فيكتوريا قد التقت العريس عام 2002 أيام ساعدها عبر تمارين رياضية للتغلب على مرض الاضطراب وعدم الانتظام الغذائي. وفيما يبدو فإنهما قد حولا العلاقة تمرينا وراء تمرين إلى حب تجذر بينهما، ولم يجد اعتراضا من الملك أو الملكة اللذين اقتصر قلقهما على حقيقة أن الشاب دانيال لا يعرف الكثير عن العالم الخارجي.

وبالطبع تم التغلب على عقبة ضحالة ثقافة العريس الشاب دانيال، كما طور هو من نفسه ليصبح رجل أعمال يملك أكثر من محل للتدريب الرياضي، وإن يخشى أن تصبح هذه مشكلة إذ لا يتثنى لأفراد الأسرة المالكة امتلاك أعمال خاصة مخافة المحاباة.

لقد خضع العريس من خلف الكواليس للكثير من التشذيب والتنميق ليتناسب ومكانة ملكة السويد القادمة التي تعتبر شابة متعلمة ومثقفة واصلت تعليمها خارج بلادها في أرقى الجامعات ببريطانيا والولايات المتحدة، كما جالت العالم مبدية اهتماما خاصا بقضايا البيئة.

ومعلوم أن تعديلا دستوريا غير في المراسيم الملكية عام 1980 أتاح للأميرة فيكتوريا أن تصبح وريثة للعرش بعد أن أصبحت خلافة الملك حقا للمولود البكر دون اعتبار كونه أنثى أو ذكرا.

من جانب آخر يشتهر ملوك اسكندنافيا بكونهم يتزاوجون والعامة. أم العروس على وجه الخصوص، الملكة سيلفيا، برازيلية ألمانية كانت تعمل مرشدة سياحية عندما تعرف إليها الملك أثناء مباريات الأولمبياد في ألمانيا 1972.

من جانبها تشير مراجع إلى أن الأميرة فيكتوريا لحظة يتحقق لها تولي العرش ستصبح رابع امرأة تحكم السويد والأولى منذ عهد الملكة كريستينا، التي حكمت خلال القرن الـ17.

من جانب آخر يقدر أن يكلف الزواج نحو 20 مليون كورونة سويدية ستوزع مناصفة بين والد العروس، الملك كارل غوستاف، وخزينة الدولة. وكان الملك قد أعلن موافقته رسميا على الزواج بتاريخ 22 فبراير (شباط) 2009، بينما أعلنت الحكومة موافقتها بعد يومين تاليين. وقد سأل الملك لاحقا الحكومة بالموافقة على المشاركة في تسديد تكاليف الزواج باعتبار أن زواج ملكة البلاد القادمة مناسبة قومية رسمية.

في سياق مواز يتوقع أن يعود الزواج بدخل قد يصل إلى ملياري كورونة، كما ينظر إليه كفرصة كبرى لترويج صورة السويد عالميا، إذ وصلت البلاد أفواج من السياح والصحافيين، بالإضافة إلى نشاط ضخم في مجال الفندقة والمطاعم التي تفننت في تقديم قوائم طعام وطلبيات تتناسب وقائمة طعام الفرح الملكي، بالإضافة إلى إبداع أنواع من الحلويات والمخبوزات والشوكولاته لتتماشى والمناسبة. أضف إلى ذلك اعتماد شركات ضخمة لإنتاج مختلف أنواع الهدايا والتذكارات مثل البطاقات البريدية والصحون وإطارات الصور والصناديق والأكواب الزجاجية التي تحمل صور العروسة وعريسها، ليس ذلك فحسب بل يعرض أحدهم سريرا يؤكد أنه قد صمم تصميما ملوكيا يقدر ثمنه بـ18 ألف دولار.. هذا بالطبع بجانب قمصان وإيشاربات وفوط تزينها صور دانيال وسيلفيا بالإضافة إلى ما تم من إنتاج ملايين الأعلام السويدية التي سيلوح بها الحضور من العامة ممن سيصطفون لتحية الركب الملكي طوال مساره ما بين القصر وكاتدرائية استوركيركان لكتابة العقد ومن ثم إلى دار الأوبرا، حيث سيقام حفل العشاء. ورغم القبول الذي حظيت به تلك المنتوجات الخاصة بالعرس السويدي، فقد انتقد بعض كبار السن من الأسرة المالكة ظهور دمية للأميرة فيكتوريا من نوعية الدمية الأشهر باربي التي تعود فكرتها أساسا إلى ترويج نمط وأسلوب المرأة/ الأنثى التي كل مقوماتها الجمال الصارخ والجسد الممشوق المتناسق مع ميل ملحوظ إلى النحافة الشديدة مع شعر أشقر منسدل طويل، مؤكدين أن ملكتهم المستقبلية تهتم أكثر بحياة صحية رياضية، مع ملاحظة أن تلك النظرة الأوسع لم تمنع في ذات الوقت أن يكون فستان زفاف الأميرة سرا لم يطلع عليه أحد بعد.