رحيل محمد حمزة شاعر الروائع ورفيق عبد الحليم حافظ

كتب 1200 أغنية شدا بها كبار المطربين

الراحل حمزة مع زوجته رفيقة عمره («الشرق الأوسط»)
TT

بعد عطاء وصل إلى 1200 أغنية منها 37 أغنية للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، توقفت نبضات شاعر الحب محمد حمزة، إثر مضاعفات جلطة بالمخ أصيب بها منذ شهرين، وأسلم الروح فجر أمس الجمعة بمستشفى الشروق بحي المهندسين بالقاهرة. وشيعت الجنازة أمس بمسجد مصطفى محمود عقب صلاة الجمعة.

بدأ الراحل حياته العملية كمحرر صحافي في بداية ستينات القرن الماضي بمجلة «روز اليوسف»، وكانت بداية رحلته مع الشعر الغنائي بأغنية «اؤمر يا قمر» للراحلة فايزة أحمد، ثم توالت أعماله مع كبار المطربين فقدم مع عبد الحليم حافظ عشرات الروائع منها، «موعود»، و«نبتدي منين الحكاية»، «أي دمعة حزن لا»، «حاول تفتكرني»، «سواح»، «زي الهوا»، «مداح القمر»، «جانا الهوى».

وقدم حمزة أغاني حققت شهرة واسعة لمطربين آخرين منها «حكايتي مع الزمان»، و«بلاش تفارق»، و«مالي» لوردة الجزائرية، ولشادية «يا حبيبتي يا مصر» وهي الأغنية التي تحولت لتميمة ضد الزمن يرددها المصريون في مناسباتهم الوطنية. كما قدم لشادية أيضا «خلاص مسافر»، وغنت له نجاة «الطير المسافر» و«ليلة من ليالي»، أما محمد رشدي فغنى له «طاير يا هوا»، و«على الرملة»، وكتب لفايزة أحمد «أحلى طريق في دنيتي».

ومن أعماله الأخرى «بهية» للفنان محمد العزبي، و«سامحتك» لأصالة، كما كتب لسميرة سعيد وعبد اللطيف التلباني وغيرهما.

حقق حمزة مع عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي ثلاثيا غنائيا شكل ملامح عصر كامل بداية من منتصف ستينات القرن الماضي، انتقل فيه الغناء إلى آفاق رحبة. وكتب حمزة للسينما، وقدم أغاني للمسرحيات كما واصل ممارسة هوايته القديمة في الكتابة الصحافية حتى مرضه الأخير، ومن بين الصحف التي كتب لها «الوفد» و«الأهرام الرياضي» و«روز اليوسف».

وتصطبغ أعمال حمزة بصبغة رومانسية واضحة، ردد عشاقها مع العندليب مقاطع حفرت في ذاكرتهم ولم تقفز لبئر النسيان أبدا، فهو مبدع «اتقابلنا والحياة قدام عينينا حلوة.. اتقابلنا والكلام فوق الشفايف غنوة»، ومن شدا العندليب له «عاشق ليالي الصبر مداح القمر.. عشق العيون السمر غواني السهر».

كما حكا حمزة قصته بعذوبة على لسان العندليب في أغنية «لو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية.. ده احنا قصة حبنا ليها أكتر من بداية». وكانت بداية تعامله مع العندليب الأسمر أغنية «سواح» التي كتبها من أجل أن يغنيها مطرب شعبي، لكن حليم أعجب بها للغاية، ووجدها فرصة لطرق عوالم أخرى سبقه إليها مطرب آخر هو محمد رشدي، ليقتطع جزءا من كعكة النجاح الشعبي. ونجحت الأغنية، وامتد التعاون بين حليم وحمزة حتى نهاية حياته (حليم)، وكان حليم يكرر إعجابه مرارا بالكلمات التي كتبها حمزة لمسلسل «قاهر الظلام»، خاصة المقطع الذي يقول: «يا مركبي سيري في طريقك ولا تخافي الرياح.. لو فيه ظلام في الوجود قلبي أنا ملاح».

وكانت آخر إبداعات حمزة أغنية قدمها للمطرب كاظم الساهر بعد مقابلته في أحد المهرجانات الموسيقية بدبي وشرع كاظم في تلحينها استعدادا لغنائها في ألبومه القادم، كما قدم أغنيتين لسميرة سعيد، ومثلهما لنانسي عجرم، إضافة إلى إهدائه أغنيتين للمطربتين الشابتين ريهام عبد الحكيم وآيات، كما كتب للمطرب اليمني أحمد فتحي أغنية «احتمال».