حائل: إطلاق مهرجان للصوف في أكتوبر.. ودعوة لاستثماره محليا

ينعقد لأول مرة على مستوى البلاد

سوق الأصواف في السعودية هي الأكبر في المنطقة، وهو ما يستدعي وجود آلية تمكن ملاك المواشي من الاستفادة مما تنتجه مواشيهم من سلع هامة تدخل في الصناعات الرئيسية («الشرق الأوسط»)
TT

تحيي منطقة حائل (شمالي السعودية) «مهرجان الصوف والسمن» في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بشراكة عدة جهات حكومية وأهلية. ويأتي المهرجان في ظل تصاعد أصوات تطالب بالاهتمام بالموروث الشعبي المحلي، لا سيما أن الكثير من مربي المواشي، يرون أن مثل هذه المناسبات تساهم في خلق فرص عمل للشباب السعودي، حتى وإن كانت تلك الفرص على مستوى المدينة المحلي.

واعتاد مربو الماشية والبدو في شمال السعودية، على نزع صوف مواشيهم كل سنة، وهو ما اعتبره بعض منهم، مجالا لأن يجد بعضا من أبناء المنطقة، حرفة تعود عليه بالنفع، بعد بيع كميات الصوف، الذي تسعى دول أجنبية لاستخدامه في صناعات صوفية، تكون في بعض الأحيان سلعا تجد رواجا في الأسواق المحلية والعالمية، جراء ارتباطها بمواسم من فصول السنة. الحديث هنا يدور في غالبيته عن موسم الشتاء، الذي يحرص كثيرون خلاله على استخدام الصوف كأداة يواجهون بها البرودة القارسة التي تشتهر بها المنطقة العربية. وتعود مثل هذه المناسبات السنوية بخلق فرص عمل وتشجيع بعض الحرف اليدوية وتسويق منتجاتهم، بالإضافة إلى وقف الهدر الكبير لأطنان من الصوف كل موسم، نتيجة عشوائية السوق.

ويقوم ملاك المواشي في شهر يونيو (حزيران) من كل عام بجزاز صوف الغنم في تقليد سنوي يحييه البدو وملاك الماشية، ليعود عليهم بآلاف الأطنان من الصوف الخام، الذي يعد أهم منتجاتهم التي يستخدمونها في صناعة بيوت الشعر وملحقاته، والأغطية، والسجاد والملابس.

وتصدر كميات كبيرة من أصواف الأغنام إلى بعض من الدول، كسورية وتركيا، في حين تسيطر على سوق الصوف، عمالة تتحصل على الصوف مقابل الجز فقط، ودون مبالغ مالية، وهو ما أدى إلى انتشار العمالة في أسواق المواشي التي تشهد حراكا سنويا من هذا النوع، وخصوصا أسواق المواشي بمنطقة حائل، والجوف، والمناطق الشمالية من المملكة.

ويعتبر الصوف والشعر مصدر رزق لبعض الحرفيات بحائل، اللاتي يقمن بعرض منتجاتهن في الأسواق الشعبية الأسبوعية، والمهرجانات، مثل ما يحتاجه مربي الإبل في تربية الإبل، كـ«عقل الناقة، والقلايد، والخرج، وبساط الرعاة». وتعمل عدد من النساء على إدراج ألوان متفاوتة على الصناعات الغزلية تلك، في حين تقوم سيدات بتدريب سيدات أخريات على الحرف اليدوية، لتنمية تلك الصناعات بدعم من جهات حكومية وخاصة.

وأكد فواز الشمري رئيس لجنة التنمية الاجتماعية في حائل إجراء تحضيرات موسمية لهذا الموسم، وهو ما يندرج في تنمية المجتمع المحلي، وتسويق منتجاتهم، بطرق توقف الهدر الكبير لآلاف الأطنان من الصوف في كل موسم، نتيجة عشوائية السوق. واعتبر الشمري هذا الاحتفال من عادات وتقاليد البدو في شمالي السعودية، والذين بدأت أعدادهم في التقلص، جراء استقرار الكثير منهم في المدن والقرى. وطالب الشمري بإدراج هذه الفعالية ضمن الروزنامة السياحية في المملكة كفعالية سياحية، تنبثق تحت إشراف الهيئة العليا للسياحة والآثار، فيما يجب عدم إغفال ما ينتج من السمن والأقط، ومنتجات أخرى، مستدلا بمهرجان الزيتون في الجوف، الذي شهد إقبالا منقطع النظير، جراء التسويق لمنتجات تنتجها المواشي، كالأصواف والأجبان والألبان والسمن، وهي تعتبر منتجات هامة لبعض فئات المجتمع السعودي. متعب الرمالي أحد المهتمين بالموروث الشعبي بحائل، يؤكد استغلال بعض من العمالة العربية للأصواف، التي يتفقون مع ملاكها على أن تكون «جزات» الصوف أجرا لهم فقط، دون أن يتقاضوا أي مبالغ مالية، وبالتالي، يقوم العمالة أنفسهم ببيع تلك الجزات بأسعار مناسبة لبعض المصانع المحلية أو الخارجية، التي تسعى للحصول على الأصواف بشكل سنوي، لإدراجها الأصواف في منتجاتها. ويعتبر موسم جز الصوف للأغنام في السعودية موسما تقدم خلاله الولائم وتقام الاحتفالات والمناسبات، التي يتخللها بعض من الأهازيج الموروثة، تكون سببا في تجمع أبناء تلك الفئات مع بعضهم.

وفي ذات السياق أوضح خالد الباتع رئيس جمعية مزارعي حائل أن هناك آلية ستتم مستقبلا تهدف لإيجاد طرق لتسويق الصوف، تضمن للملاك الاستفادة المثلى منه.

وعدّ الباتع سوق الأصواف في السعودية سوقا لا يستهان بها، وهو ما يقود لخلق آلية تمكن ملاك الماشية من الاستفادة مما تنتجه مواشيهم، في ظل سعي مصانع محلية وخارجية للحصول على تلك الكميات الكبيرة من الأصواف لإدراجها ضمن صناعاتها ومنتجاتها.