قلق في المعسكر الإيطالي بشأن الدفاع غير المحصن.. وصيام المهاجمين عن التهديف

عدم إحراز الأهداف يشمل أيضا «التقسيمة».. والبحث عن مهاجم «فذ» بات متأخرا

TT

إن الجميع يشعرون بالقلق من أجل الدفاع الذي لم يعد حصينا مثلما كان في مونديال ألمانيا 2006. ويتساءل الجميع عن العدد الكبير من المهاجمين المتاحين الذي أجبر المدرب على الاستغناء عن بعض الأكفاء. ومع القلق والتساؤل تتضح مشكلة المنتخب الإيطالي. ويأتي في المقدمة أن منتخب إيطاليا يسجل القليل من الأهداف، والمهاجمون يسجلون أهدافا قليلة للغاية. وقد شعر ليبي أيضا بالغضب، ليس فقط لأن تقسيمة يوم الأربعاء الماضي انتهت بنتيجة 0-0 (حتى التقسيمة)، واحتاج الأمر لضربات الترجيح لحسمها. فالمشكلة هي النزعة الهجومية أثناء المباريات. وقد صرخ المدير الفني للمنتخب في ماركيزيو: «إذا لم تهاجم أبدا في منطقة التسديد، فلن تحرز أي هدف». وبعد ذلك صرخ في الآخرين: «إذا كان زميلك مستحوذا على الكرة فلا تنتظر في الخلف، وإلا فلن تحرز أي هدف قط.... هاجم منطقة التسديد».

إن هذا ما كان ليبي يقوله أمام الجميع. لكنه بعد مباراة باراغواي جعل جميع اللاعبين «يعترفون» بصوت مرتفع. وكان موضوع الاعتراف هو غياب التهديف. إن ليبي ينتظر من اللاعبين المزيد من الهجوم والمزيد من الضغط في منطقة التهديف. وبينما يبدو أنه لا خلاف على تشكيل خطي الدفاع ووسط الملعب، ستتغير خطة لعب المنتخب الإيطالي أمام نيوزلندا، وربما يتم تغيير أحد المهاجمين أيضا؛ فقد يلعب ليبي بطريقة 4-4-2 ويبدأ لعبة الثنائيات. وهناك أربعة لاعبين يتنافسون على مكانين في التشكيلة الأساسية، ولديهم ثلاثة أيام لإقناع ليبي.

وهؤلاء اللاعبون الأربعة هم جيلاردينو وياكوينتا وباتسيني ودي ناتالي. ويبدو كوالياريللا خارج لعبة المهاجمين، حيث شارك في التدريب كظهير متقدم بين الاحتياطيين. وقد لعب ليبي بطريقة 4-4-2، وكان خط الدفاع الأساسي يلعب في أحد الفريقين المشاركين في التقسيمة (زامبروتا وكانافارو وكيلليني وكريشيتو) وخط الوسط يلعب في الفريق الآخر (بيبي ودي روسي ومونتوليفو وماركيزيو).

وظهرت على الفور المؤشرات الأولى: سيلعب المنتخب بخط وسط مكون من أربعة لاعبين، وسيعود ماركيزيو إلى الجانب الأيسر، وسيقوم بالدور نفسه الذي كان يقوم به بيروتا في ألمانيا بقيامه بالضغط وتوفير العمق الدفاعي. وفي الحقيقة سيلعب المنتخب باللاعبين الذين شاركوا في مباراة إيطاليا وباراغواي أنفسهم، ولكن بطريقة مختلفة.

لعبة الثنائيات: إن الأمور تصبح أكثر تعقيدا عند الوصول لخط الهجوم. وقد دفع المدير الفني بأربع ثنائيات: جيلاردينو – ياكوينتا، جيلاردينو – دي ناتالي، باتسيني – دي ناتالي، باتسيني – ياكوينتا. وليس ثمة شك أن هناك إغراء بتغيير جيلاردينو: ففي ظل حالة انعدام الوزن التي ظهر عليها بين لاعبي قلب دفاع منتخب باراغواي حاول جيلاردينو صنع أي شيء، لكنه ظهر دائما قليل «الضغط على مدافعي الفريق المنافس». لكن عدم إشراك اللاعب على الفور، بعد أول مباراة، قد يصبح بمثابة ضربة نفسية موجعة له. وقد تحدث ليبي لتوه عن باولو روسي الذي انتظره بيارزوت أربع مباريات في مونديال عام 1982. لكن الزمن قد تغير، ولا يمكن منح الفرصة في أربعة مباريات كاملة ولو حتى لميسي. لكن جيلاردينو قد يحصل على فرصة ثانية.

البديل: إن جيلاردينو وياكوينتا يمثلان ثنائيا يصلح لمباراة نيوزلندا، فبإمكان مهاجم اليوفي فتح المساحات واللعب بقوة مع المدافعين الذين يتميزون بالقوة البدنية. وقد فازت إيطاليا في المباراة الودية التي أقيمت بين المنتخبين العام الماضي قبل كأس القارات بنتيجة 4-3، وأحرز جيلاردينو وياكوينتا هدفين لكل منهما في ذلك اللقاء، وظهر بيرلو بمستوى متميز (لكنه اليوم خارج الحسابات). ويتمثل البديل الأكثر قربا للمنطق، والأكثر شبها من الناحية الفنية، في الوقت الحالي في الثنائي باتسيني – ياكوينتا. وهناك ثنائي آخر أقل احتمالا يتمثل في جيلاردينو – دي ناتالي، نظرا لأن مهاجم نادي أودينيزي قد يضطر بسبب القوة البدنية لمدافعي نيوزلندا للهروب على الأجناب، وترك زميله وحيدا. والأكثر صعوبة هو إجراء تغييرين في وقت واحد، من خلال الدفع بالثنائي باتسيني – دي ناتالي، اللذين لم يشاركا أمام منتخب باراغواي.

الهدف الضائع: لقد أكد ليبي قبل أربع سنوات على خط الهجوم الذي فاز على غانا في أولى مباريات مونديال ألمانيا: توتي وجيلاردينو وتوني. لكن الأهداف كانت تأتي في تلك الفترة بسهولة أكبر. وهو ما لم يعد يحدث اليوم. فبعد التأهل للمونديال لم يسجل المنتخب الإيطالي أبدا أكثر من هدف واحد في كل مباراة؛ فقد أحرز المنتخب 6 أهداف في 4 مباريات. وكان كوالياريللا هو المهاجم الوحيد الذي أحرز هدفا، بينما حملت الأهداف الأخرى توقيع كيلليني وبونوتشي ودي روسي. إننا نتفق مع الرأي القائل إنها علامة إيجابية أن تحرز جميع الخطوط في الفريق أهدافا، ولكن ماذا عن المهاجمين؟ وبعيدا عن خطة اللعب والمهاجمين اللذين سيلعبان كرأسي حربة، يأتي تساؤل آخر. هل المنتخب الإيطالي قادر على تكرار إنجاز المونديال السابق في ألمانيا دون مهاجم فذ؟

بوجه عام، يعد المستوى الفني لمجمل الفريق أمام باراغواي طيبا، ويمكن أن يكون لدى المنتخب الإيطالي تنظيم تكتيكي أفضل من المنافسين. ليبي يعرف جيدا أن الفوز بالمونديال يأتي قبل كل شيء من خلال اللاعبين الحاسمين والحالة البدنية الرائعة. وبعد ذلك، لو تحسن كل من التنظيم الخططي والأداء، فلن يكون هناك افتقاد للاعب الفذ المهاري الذي يرى الجميع أنه يمتلك الحلول لجميع المشكلات، كرة القدم لعبة جماعية مصنوعة من التفاهم والانسجام.