قدوة أميركية

علي المزيد

TT

يحكى أن طالبا أميركيا يدرس في مدرسة مع مجموعة تلاميذ آخرين طلب منهم مدرسهم أن يكتبوا حلمهم، كتب الطلبة أحلامهم، فمنهم من يريد أن يصبح طبيبا والآخر مهندسا، إلا طالبا واحد، كتب أنه يريد أن يصبح مربي خيول وصاحب أكبر مزرعة خيول في الولايات المتحدة الأميركية. سلم الطلبة أوراقهم، وذهب مدرسهم لمنزله، وبدأ التصحيح، استرعته ورقة الطالب الذي يريد أن يصبح صاحب أكبر مزرعة خيول في الولايات المتحدة الأميركية. وضع المدرس علامة على ورقة الطالب، وحينما عاد للفصل أمسك بورقة الطالب، ونادى عليه، وقال له: لقد أعطيتك درجة متوسطة لقاء ما كتبت، ولكن إذا غيرت حلمك وكتبت موضوعا جديدا فسأعطيك درجة أخرى قد تكون أعلى.

نظر الطالب إلى مدرسه، وقال له: احتفظ بعلاماتك لديك، وسأحتفظ بحلمي، وفعلا هذا ما حدث، وأصبح الطالب في ما بعد واحدا من أكبر تجار الخيول في الولايات المتحدة الأميركية. قد يكون أستاذ الطالب الأميركي على حق؛ لأنه أحس بخيالية حلم طالبه، إذ كان السابقون يسمون الهدف حلما، ولكن بعد نشوء علم تطوير الذات سمي الهدف باسمه الحقيقي هدفا، وأصبح هناك قواعد لقياسه، منها أن يكون واقعيا، بمعنى ألا يكون لديك 1000 ريال وتحدد هدفك، بعد أن تعمل في التجارة، بالوصول لمليون ريال خلال خمس سنوات، فهذا غير منطقي، ولكن يمكن الوصول لمبلغ مائة ألف ريال. ومن شروط الهدف، بالإضافة لأن يكون واقعيا، أن يكون محددا ومقاسا.. إلى غير ذلك.

أقول قد يكون لدى المدرس عذر في طلبه من طالب تغيير الحلم، ولكن ماذا نقول لوزير تربية وتعليم في عالمنا العربي يقول، وبالفم المليان، من استطاع أن يحصل على 90 في المائة من طلبة الثانوية الصف النهائي فليأت ليجلس مكاني؟!!! وأستاذ جامعي يقول لطلبته لا يحلم أحدكم بأن يحصل على ممتاز.. إذا لماذا وضعنا الدرجة من مائة؟!!!!!!! المهم هذا ليس موضوعنا، نعود إلى طالبنا الذي رفض التخلي عن حلمه، وسعى لتحقيقه، وثابر عليه، واجتهد في الوصول إليه ليصبح بالفعل قدوة أميركية.

تحدثت لكم اليوم عن القدوة الأميركية، وسأتحدث لكم في الأسبوع القادم، إن شاء الله، عن القدوة العربية.

* كاتب اقتصادي