اليمن: «القاعدة» تحرّض القبائل.. والداخلية تؤكد توجيه ضربات موجعة

التنظيم ينفي تورطه في مقتل العقيد محمد صالح الشايف

TT

دخلت المواجهات بين الحكومة اليمنية وتنظيم القاعدة في شرق البلاد، مرحلة جديدة بعد تحدي التنظيم وتحريضه الصريح لرجال القبائل ضدها، في وقت تقول السلطات إنها حققت نتائج ميدانية في عمليات الملاحقة التي تقوم بها في وادي عبيدة بمحافظة مأرب لعناصر التنظيم.

وأصدر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أمس، بيانا نشره على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، دعا فيه قبائل وادي عبيدة إلى «عدم السكوت» إزاء العمليات العسكرية الأخيرة التي جرت في الوادي أثناء ملاحقة عناصر مطلوبة من التنظيم، وحرض مضمون البيان رجال القبائل، من خلال إثارة غضبهم وحميتهم بشأن مقتل نساء وأطفال وهدم منازل مواطنين في تلك المواجهات.

ونفت «القاعدة» تورطها في مقتل قائد عسكري بارز في الـ5 من يونيو (حزيران) الحالي، وهو العقيد محمد صالح الشايف، أركان حرب «اللواء 315»، الذي قتله واحد من مرافقيه بإطلاق الرصاص على سيارته قرب مصفاة نفطية بمأرب، واعتبرت، في بيانها، ما نسب إلى «المجاهدين زورا»، وأن مقتل الشايف الهدف منه «زرع الفتنة» بين قبائل المنطقة، وبالتالي الاستيلاء على وادي عبيدة الذي يعتقد أن معظم قيادات «القاعدة» تتخذ منه ملاذا آمنا، وأنها تحظى بحماية بعض القبائل.

في هذه الأثناء، قالت وزارة الداخلية اليمنية إن أجهزة الأمن «وجهت ضربات موجعة للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في محافظة مأرب»، ونقل مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة عن مصادر أمنية قولها إن «الأوكار الإرهابية كافة ضربت»، وأن «العناصر الإرهابية أجبرت على الخروج والفرار من الأماكن والمناطق التي كانت تتحصن بها»، وإن تلك العناصر «قتل منها من قتل ومن تبقى منها لاذ بالفرار إلى المحافظات المجاورة مصحوبا بالذعر والخوف من الضربات الموجعة التي تلقتها من الأجهزة الأمنية».

وأضافت المصادر الأمنية أن «العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة ستظل عرضة لضربات الأجهزة الأمنية أينما وجدت، وستظل ملاحقة ومطاردة في طول البلاد وعرضها، فالحرب على الإرهاب مستمرة ومتواصلة ولن تتوقف إلا باجتثاثه والقضاء عليه نهائيا».

وتشهد منطقة وادي عبيدة في محافظة مأرب النفطية الهامة، عملية عسكرية متواصلة منذ ما يقرب من الأسبوعين، وذلك بهدف اعتقال مطلوبين، جلهم من قيادات تنظيم القاعدة، غير أن السلطات لم تعلن رسميا إن كانت تلاحق أسماء معينة، وبشكل خاص قيادات «القاعدة في جزيرة العرب»، مثل ناصر الوحيشي وغيره، واكتفت بإعلان ملاحقتها حسين العقيلي، الذي يعتقد أنه الرأس المدبر لعملية اغتيال القائد العسكري الشايف، وغيره من المسؤولين الأمنيين والعسكريين والحكوميين في محافظة مأرب، التي أعلنت المصادر الرسمية مؤخرا أن تنظيم القاعدة قام، خلال السنوات الثلاث الماضية، باغتيال 37 مسؤولا فيها، وأنه يخطط لاغتيال المزيد خلال الفترة المقبلة.

وكانت الحكومة اليمنية أعلنت، الاثنين الماضي، عن إفشال مخطط لتنظيم القاعدة، كان يهدف إلى تنفيذ تفجيرات لمنشآت اقتصادية وأمنية وعسكرية وحكومية، دون أن تورد المزيد من التفاصيل، وهو الإعلان الذي أوحى بأن «القاعدة» ربما تسعى إلى الاستيلاء على المحافظة الغنية بالنفط.

وتعيش مأرب وضعا أمنيا غير مستقر منذ مقتل الشيخ جابر الشبواني، نائب محافظ المحافظة في غارة جوية كانت تستهدف عناصر من «القاعدة»، غير أنها أخطأت هدفها وقتلت المسؤول الذي كان يقوم بدور وساطة بين «القاعدة» والسلطات لتسليم مطلوبين، وقتل معه جميع مرافقيه، وتمكنت السلطات من السيطرة على الموقف الذي تفجر عقب مقتل الشبواني الذي تمثل في تفجير أنابيب نفط وقطع كابلات الكهرباء وغيرها من الأعمال، عن طريق الوساطات القبلية والتحكيم القبلي الذي كلف الرئيس اليمني شخصيات حكومية كبيرة القيام به.

ومن أبرز العمليات الإرهابية التي نفذتها «القاعدة» في محافظة مأرب، هي استهداف قافلة من السياح الإسبان منتصف عام 2007م، بتفجير انتحاري بواسطة سيارات مفخخة، ما أسفر عن مصرع وجرح العشرات من السياح والمواطنين اليمنيين في تلك العملية.