40 سفينة حربية تشارك في جهود مكافحة القراصنة الصوماليين

الفرق بين زورق القراصنة والصيادين.. السلالم المعدنية

صورة وزعت من الناتو لمارينز برتغالي وهو يقبض على قراصنة صوماليين في خليج عدن (إ.ب.أ)
TT

كيف يمكنك أن تفرق بين قرصان صومالي في زورق صغير وصياد بريء يشبهه إلى حد كبير.. الأمر كله يتوقف على السلالم وفقا لتقرير أعدته «رويترز».

فعادة ما يصطحب القراصنة معهم معدات الصيد في المياه العميقة للمحيط الهندي لمساعدتهم في إطعام أنفسهم بينما يحمل الصيادون من الدولة التي يغيب عنها القانون بنادق «إيه كيه - 47» لحماية أرواحهم.

ويمكن بسهولة إخفاء الخطاطيف عن الأعين.

لكن إذا ما شاهد ضباط البحرية زورقا صغيرا يحمل سلالم معدنية طويلة مثبتة على السطح يقولون إنهم يتأكدون ساعتها من أن ركاب الزورق خرجوا إلى البحر وفي أذهانهم شيء واحد فقط.

يعني هذا أن طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة التي تقوم بدوريات بحرية على طول الساحل الصومالي بمقدورها أن ترصد «مجموعات قرصنة» في البحر وتنقل هذه المعلومات إلى السفن الحربية وغرفة عمليات مركز القيادة.

ونقلت «رويترز» عن أندرياس كوتش ضابط البحرية الألماني الذي يعمل مساعد رئيس أركان مهمة الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة مستخدما عصا تعمل بالليزر ليشير إلى السلالم بين حاويات بلاستيكية ملونة براقة لحفظ المياه والوقود «يمكنك أن ترى العلامات التي تشير إلى أن هذه مجموعة قراصنة.. الصيادون لا يحتاجون إلى السلالم».

وأعاد القراصنة الذين يعتلون السفن التجارية ويقتادونها إلى الساحل الصومالي ويحتجزونها وطواقمها طلبا للفدى رسم مسارات الشحن عبر المحيط الهندي، وأثاروا حنق ملاك السفن وشركات التأمين، ودفعوا القوات البحرية إلى التدفق على المنطقة.

وتقدر الولايات المتحدة أنه يوميا تشارك ما بين 30 و40 سفينة حربية في جهود مكافحة القرصنة من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة إلى جانب قوى بدأت تلعب دورا في المحيط الهندي وهي: الصين وروسيا والهند وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان.

وتميل أغلبية المجموعة الأخيرة إلى التركيز على تشكيل قوافل ترافق سفنها الوطنية، بينما تقول القوات التي تقودها الدول الغربية التي تنتشر في أنحاء المنطقة، إنها تريد أن تحمي السفن جميعا بغض النظر عن جنسيتها.

وتقول البحرية الهندية إنها أيضا ترافق السفن بغض النظر عن جنسيتها، ومنذ عام 2008 رافقت سفنها الحربية 1037 سفينة كان منها 134 فقط ترفع العلم الهندي.

وليس هناك قائد عام على الرغم من أن القوات البحرية تجتمع مرة كل شهر في البحرين وتنسق عملياتها عبر غرفة دردشة إلكترونية.

وفي القاعدة البريطانية، شمال غربي لندن، التي تضم مقر قوات كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ينسق العشرات من الأفراد ويرصدون حركة الشحن في جانب بعيد من العالم.

ويقوم ضابطا اتصال من البحرية التجارية بالاتصال بالسفن عبر البريد الإلكتروني والهاتف ويوجهانها إلى القوافل وأكثر المسارات سلامة.

لكن يبدو أن الحشد العسكري لا يردع عشرات الآلاف من الصوماليين الذين يعتقد الضباط الغربيون أنهم متورطون في نشاط القرصنة المتنامية، ويعتقد أن العدد تضاعف إلى 3 أمثاله تقريبا عما كان عليه من عام مضى.

وعلى الرغم من المخاطر التي يواجهها القراصنة، والتي تتمثل في الظروف الجوية والأمواج العالية، واحتمال أن ترصدهم سفينة حربية أجنبية، فإن احتمالات الحصول على فدية بملايين الدولارات من سفن تحمل بضائع آسيوية إلى أوروبا أو نفطا من الشرق الأوسط أو بضائع أفريقية إلى أنحاء العالم هي أيضا كبيرة جدا.

يقول هانز هيلسيث، نائب رئيس هيئة أركان قوة حلف شمال الأطلسي، وهو ضابط سابق في البحرية النرويجية، تعقب القراصنة لمدة 3 سنوات، لـ«رويترز»: «البطالة في الصومال مرتفعة للغاية، وحتى بالنسبة لمن يعملون يبلغ متوسط الأجر 500 دولار فقط في العام.. يمكن للقرصان أن يكسب 200 ألف دولار. من يمكن أن يقاوم هذا الإغراء».

يقول ضباط البحرية إن الدوريات الضخمة التي تجوب ممر العبور المعترف به دوليا في خليج عدن - حيث يأملون في استدعاء طائرة هليكوبتر إلى موقع سفينة تعرضت لهجوم خلال 15 دقيقة - كانت فعالة. ولم تحتجز في الممر الذي كان يوما الهدف الرئيسي للقراصنة سوى 3 سفن منذ يوليو (تموز) من العام الماضي.

وتتخذ الكثير من السفن حاليا المزيد من الخطوات لتجنب تعرضها للهجوم، فتمر عبر مناطق خطيرة في الليل، وتستخدم الأسلاك الشائكة لتصعب على المهاجمين اعتلاءها وتزيد عمليات المراقبة. وفي خليج عدن، يقول الضباط إنه إذا تمكنت سفينة من إطالة أمد عملية استيلاء القراصنة عليها من 5 إلى 15 دقيقة، فإن احتمال حصولها على مساعدة عسكرية في الوقت المناسب يزيد.

لكن ما يزيد عن 15 سفينة ومئات البحارة الذين يحتجزهم القراصنة حاليا قبالة الصومال تم الاستيلاء عليها إلى الجنوب من عدن في منطقة أوسع من المحيط الهندي حيث تفتقر القوات البحرية إلى العدد اللازم لتغطية المنطقة الواسعة.

يقول الأميرال بيتر هدسون، قائد القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في الصومال «المسافة هي المسألة الحاكمة.. يمكن أن تحدد طائرة دورية بحرية مجموعة قرصنة، لكن الأمر يستغرق مني يومين أو ثلاثة لتصل سفينة إلى هناك».

ومع ذلك يقول هدسون، إن سفن قوة الاتحاد الأوروبي الست وغيرها من القوات الغربية أحبطت في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) فقط 59 مجموعة قرصنة - عادة ما تكون (سفينة أم) صغيرة يمكن أن يبلغ طولها 5 أمتار بصحبة عدة زوارق أصغر للهجوم.

وإحباط محاولات القرصنة يمكن أن يتراوح بين مهاجمة سفينة مختطفة أو القبض على القراصنة لمحاكمتهم أو تدمير زوارقهم، أو ببساطة دفعهم إلى إلقاء سلالمهم وغيرها من الأدلة في عرض البحر.

واتخذت بعض الدول الأخرى نهجا أكثر صرامة. فصرح ضباط من الجيش الروسي لوكالات أنباء محلية أن القراصنة الذين ألقي القبض عليهم عندما استعاد الضباط السيطرة على ناقلة نفط وضعوا ببساطة في زوارقهم من دون أسلحة أو معدات ملاحة ولم يكن متوقعا لهم النجاة.

لكن ضباطا غربيين يقولون إنه حتى مجرد إجبار القراصنة على إلقاء معداتهم في المياه لا يزال يمثل نجاحا.

وقد يفلت القراصنة الصوماليون من الملاحقة القضائية، لكنهم لا يزالون يواجهون رحلة العودة الطويلة إلى الصومال صفر اليدين، مما يرفع من تكلفة الصناعة، وهذا قد يردعهم كما يأمل الاتحاد الأوروبي.

وبينما يتيح استقرار الأحوال الجوية للقراصنة مهاجمة حركة الشحن في خليج عدن على مدار العام، فإن الرياح الموسمية التي تهب مرتين في العام تحد من أنشطة القرصنة في باقي أنحاء المحيط الهندي لتقتصر على فترتين في السنة، من مارس (آذار) إلى مايو، ومن سبتمبر (أيلول) إلى ديسمبر (كانون الأول).

يقول هدسون «نأمل أن نوقف أنشطتهم خلال هذا الموسم على الأقل. هدفنا احتواء مشكلة القرصنة لتبقى عند مستوى معقول. نعرف أنه ليس بوسعنا القضاء عليها تماما».