مدير السجون المغربية: لا توجد إضرابات.. ولسنا في عهد النازية حتى نحقن السجناء بحقن خبيثة

لا غرف كافية في سجن «سلا» لإقامة «الخلوة الشرعية»

TT

نفت الإدارة العامة للسجون المغربية وجود حالات إضراب عن الطعام في صفوف المعتقلين الإسلاميين في السجون المغربية وتدهور حالاتهم الصحية جراء ذلك، وفي غضون ذلك قال مسؤول في جمعية تعمل على مؤازرة أسر المعتقلين إن عددا من المعتقلين الإسلاميين أوقفوا إضرابهم عن الطعام أول من أمس، فيما يواصل معتقلون آخرون وعددهم نحو 20 شخصا إضرابهم عن الطعام.

وكانت بيانات صادرة عن المعتقلين الإسلاميين في عدد من السجون المغربية قد أشارت إلى تدهور خطير في الحالة الصحية لعدد من المعتقلين بعد أن نفذوا إضرابا عن الطعام قرابة شهر. كما تناولت تقارير صحافية حالات هؤلاء المعتقلين.

وقال حفيظ بن هاشم، المندوب العام لإدارة السجون في المغرب لـ«الشرق الأوسط»: «لو كانت هناك حالات خطيرة وصل إليها المعتقلون نتيجة إضرابهم عن الطعام لكانوا الآن في المستشفى». وزاد قائلا: «أصلا لا يوجد إضراب، وإذا قال أحد إن هناك إضرابا فليبرهن على ذلك» على حد قوله. وردا على بيان صادر عن المرصد الإعلامي الإسلامي في لندن، يشير إلى نقل المعتقل محمد العلمي من سجن سلا المدني إلى سجن آخر في مدينة تيفلت (وسط المغرب)، وتعرضه للتعذيب وحقنه بحقنة خبيثة، قال بن هاشم: «هذه ترهات، لم يتم حقنه بأي حقنة خبيثة». وتساءل بانفعال: «هل نحن في عهد النازية، نحن لا نرضى أن يقال هذا عن المغرب، كل ما يقال كذب، وهؤلاء يريدون تشويه سمعة بلادنا». وأوضحت المندوبية العامة للسجون أن «الإضراب عن الطعام متى أعلنه السجين، وبصرف النظر عن مبرراته ومدى جديته، فإنه يظل في نطاق التعبير عن شكاية أو تظلم، ولا يحتمل توصيفا بنوع من المبالغة والتهويل، يخرج عن نطاق ما يستوجبه القانون من إجراءات في شأن الشكايات التي يتقدم بها السجناء عموما إما شفويا أو كتابيا».

إلى ذلك، قال عبد الرحيم مهتاد رئيس جمعية «النصير لمساندة عائلات المعتقلين الإسلاميين»، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعتقلين بسجن سلا ضمن خلية «المرابطون الجدد» وهم سبعة من الطلاب الصحراويين، أوقفوا إضرابهم عن الطعام الليلة قبل الماضية، وكانت حالتهم خطيرة، وأضاف مهتاد أنه استنادا لما قالوه أمس، فإن إدارة السجن تحاورت معهم، وأقنعتهم بإنهاء إضرابهم عن الطعام، ووعدتهم بالاستجابة لمطالبهم. وأشار مهتاد إلى أن المعتقل محمد حاجب الذي ذكر اسمه في بيان «المرصد الإسلامي» ما زال مضربا عن الطعام، فيما أوقف المعتقل محمد فوزي بدوره الإضراب. وأشار مهتاد إلى أن محمد حاجب كان قد اعتقل في باكستان للاشتباه بانتمائه إلى تنظيم القاعدة، ونقل إلى تركيا ثم إلى ألمانيا التي سلمته إلى المغرب في مايو (أيار) الماضي، وقال إن حاجب كان يتوفر على إقامة بألمانيا.

وأشار مهتاد إلى أن عدد المعتقلين الذين ما يزالون مضربين عن الطعام نحو 20 معتقلا ينتمون إلى «مجموعة تطوان» التي كان أفرادها قد اعتقلوا بتهمة تجنيد مقاتلين إلى العراق، والمجموعة المعتقلة أخيرا وعددها 38 شخصا. وبخصوص منع المعتقلين الإسلاميين بسجن سلا من الخلوة الشرعية، قال مهتاد إن هذا الأمر يعد حالة استثنائية في السجن المدني بسلا، وهو السجن الوحيد الذي لا تسمح فيه الإدارة بالخلوة الشرعية للسجناء، وهذا القرار يطبق على جميع المعتقلين، والإدارة تبرر قرارها بأن لديها عددا كبيرا من المعتقلين وليس لديها غرف كافية، وبالتالي يصعب تنظيم هذه العملية داخل السجن في ظل الإمكانات المتاحة، فلجأت إلى منع الخلوة الشرعية على جميع المعتقلين الموجودين في هذا السجن، في حين أن الخلوة الشرعية، كما قال، موفرة في مختلف السجون المغربية، ويتمتع بها المعتقلون الإسلاميون وغير الإسلاميين، في سجون القنيطرة، وعكاشة بالدار البيضاء، وسجون طنجة واكادير وغيرها. وأوضح مهتاد أن جمعيته سبق أن طرحت موضوع استثناء السجناء بسجن سلا من الخلوة الشرعية على إدارة السجن، وأن الإدارة قالت إنها بصدد إعداد برنامج لتوفير أماكن لهذه الغاية، لكن لحد الآن لم نر أي برنامج ينفذ، و«كأنهم يتهربون من هذه القضية» على حد تعبيره.