الصومال: تمرد عناصر من الحرس الرئاسي لعدة ساعات

احتجاجا على عدم تسلم رواتبهم الشهرية

TT

لم يكن الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد يتصور أن حالة الفوضى السياسية والأمنية التي تمر بها بلاده من اندلاع الحرب الأهلية الطاحنة قبل نحو 20 عاما ستنتقل إلى داخل مكتبه وتعرف طريقها إلى حرسه الرئاسي المكلف بحمايته وتأمينه. وقالت مصادر صومالية وعربية واسعة الاطلاع في العاصمة الصومالية مقديشو لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «إن الحرس الرئاسي المكلف بحراسة الشيخ شريف في مقره المعروف باسم فيلا الصومال قد تمرد على نحو مفاجئ أول من أمس لعدة ساعات احتجاجا على عدم تلقي أفراده رواتبهم لبضعة أشهر، وإنهم حاولوا إغلاق الطرق المؤدية إلى مكتب الرئيس قبل أن تتدخل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي لفض التمرد».

وقال مسؤول في مكتب الشيخ شريف لـ«الشرق الأوسط»: «نعم، وقع تمرد سريع، لكننا تمكنا من احتواء الموقف بسرعة، لم يكن هناك أي خطر مباشر على الرئيس ووضعه، الجنود كانوا ساخطين فقط لعدم استلام رواتبهم الشهرية».

وقال المسؤول الذي طلب عدم تعريفه لحساسية منصبه: «هؤلاء لم يتلقوا رواتبهم الشهرية منذ 10 أشهر، وقالوا إن هذه الرواتب استخدمت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أطاحت بالرئيس السابق للبرلمان عدن مادوبي وتعيين وزير المالية ونائب رئيس الوزراء الصومالي شريف حسن مكانه». وأكد مسؤول في قوات حفظ السلام الأفريقية (الأميصوم) لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المعلومات. وأضاف «فهمنا أن للجنود المكلفين بحراسة الرئيس الصومالي أزمة مالية نتيجة عدم وفاء السلطة الانتقالية بتعهداتها بدفع رواتبهم». وتابع: «على الفور تدخلنا ونجحنا في نزع فتيل الأزمة، لم يكن هناك أي قتلى وجرحى، الأمور مرت سريعا بسلام». لكن مصادر صومالية أمنية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن أحد الجنود في طاقم الحراسة الخاص بالشيخ شريف قد أصيب إثر محاولة القوات الأفريقية فض تمرد زملائه، فيما قال مسؤول آخر، إن جنديين من حرس الرئيس قد تعرضا لإصابات نتيجة لما حدث. ويحتفظ الاتحاد الأفريقي بنحو 4 آلاف مقاتل من بوروندي وأوغندا، يتولون حراسة مقرات ترويكا السلطة الانتقالية (الرئيس والبرلمان والحكومة)، بينما يضم الحرس الرئاسي الموالي للشيخ شريف عدة مئات من الجنود المحليين لكن معظمهم لم يخضع لأي تدريبات عسكرية ويفتقرون إلى الالتزام والاحتراف.