بولندا تنتخب رئيسها.. وتوقع تقدم المرشح المؤيد لأوروبا

الاستطلاعات ترجح فوز كوموروفسكي لكن ليس من الدورة الأولى

رجل يحمل ابنته الرضيعة ويستعد للإدلاء بصوته في مركز اقتراع بوارسو أمس (أ.ب)
TT

توجه البولنديون أمس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة التي تنظم بعد مقتل الرئيس ليخ كاتشينسكي في تحطم الطائرة التي كانت تقله في 10 أبريل (نيسان) الماضي في روسيا. ويتنافس عشرة مرشحين في الاقتراع لكن استطلاعات الرأي أشارت مسبقا إلى تقدم اثنين منهم فقط، هما الليبرالي برونيسلاف كوموروفسكي (58 عاما) والمحافظ ياروسلاف كاتشينسكي (61 عاما). وأفادت استطلاعات بأن كوموروفسكي، رئيس مجلس النواب وحليف رئيس الوزراء الليبرالي دونالد تاسك المؤيد للوحدة الأوروبية، سيحصل بين 41 في المائة و51 في المائة من الأصوات في الدورة الأولى، لكن معظم الاستطلاعات استبعدت تخطيه عتبة 50 في المائة من الأصوات التي تؤهله إلى الفوز من الدورة الأولى.

أما زعيم المعارضة المحافظة في حزب القانون والعدالة القومي كاتشينسكي الشقيق التوأم للرئيس الراحل والمشكك في جدوى الوحدة الأوروبية، فمنحته الاستطلاعات ما بين 29 في المائة و35 في المائة من الأصوات.

وكان ياروسلاف كاتشينسكي رئيسا للوزراء خلال عامي 2006 و2007 عندما تسببت توجهاته القومية، وبخاصة تشككه العميق في ألمانيا وروسيا، في توتر علاقات بولندا مع الدول المجاورة لها ومع الاتحاد الأوروبي. وعلى النقيض من ذلك يطمح كوموروفسكي مثل تاسك في دفع بولندا في اتجاه الوحدة السياسية الأوروبية وهو هدف يشمل الانضمام إلى اليورو في أقرب وقت يكون فيه ذلك مجديا من الناحية الاقتصادية. وبصفته رئيسا للبرلمان أصبح كوموروفسكي الرئيس الفعلي لبولندا بعد وفاة ليخ كاتشينسكي.

فتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها نحو 26 ألفا في هذا البلد الذي يضم أكثر من 38 مليون نسمة، أبوابها في الساعة السادسة صباحا وانتهى التصويت في الثامنة مساء. وتباينت آراء الناخبين عند أحد مراكز الاقتراع في وارسو. وقال جادويجا سياتش أحد سكان وارسو: «نعم هذا واجبي وأكثر من ذلك أنا أريد أن أختار نظاما أفضل لإدارة شؤون البلاد بشكل أفضل». أما تاديوش جارون، فقال: «الآن وفي هذه السن فإن توقعاتي ليست عالية. كل ما أريده أن تكون الأمور أفضل لأطفالي وأحفادي وأن يتم إدارة الأمور بشكل أفضل». بينما قالت ناخبة أخرى: «أريد حكم القانون. حكم القانون بشكل حقيقي ليس كما نراه الآن».

وسيحرم فوز الليبراليين المحافظين من سلطة الاعتراض على القوانين، وهي من صلاحيات رئيس الدولة واستخدمها ياروسلاف كاتشينسكي منذ هزيمة حزبه في الانتخابات النيابية في 2007. وقال روبرت بيدزيتش (46 عاما) الشرطي السابق الذي يعمل حارسا بعد الإدلاء بصوته في مركز في ساديبا، الحي السكني في وارسو، إن «مرشحي هو كوموروفسكي. إنه رجل شجاع لم يخش النضال في صفوف المعارضة للشيوعية على الرغم من عائلته الكبيرة ولعب دورا جيدا في منصبه كرئيس بالنيابة». وتابع: «صوت في الانتخابات الماضية لليخ كاتشينسكي لكنه خيب أملي بسرعة».

وكان ليخ كاتشينسكي و95 شخصا آخرين بينهم مسؤولون كبار عسكريون ومدنيون لقوا مصرعهم في تحطم طائرة كانت تقلهم في سمولنسك غرب روسيا بسبب الضباب في العاشر من أبريل. وكان الرئيس البولندي متوجها إلى روسيا للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى مجزرة راح ضحيتها آلاف الجنود البولنديين وجرت بأمر من جوزيف ستالين في 1940 في كاتين.

وقال ليخ تشارزيفسكي (64 عاما) البيطري المتقاعد: «أؤيد كاتشينسكي وهذا لا شك فيه. لن أدعم الذين يوظفون السياسة لمصالحهم». وأضاف أن «ياروسلاف (كاتشينسكي) يضمن لنا سياسة مستقلة عن الاتحاد الأوروبي وعن الآخرين». وأشار إلى «كارثة سمولنسك»، فقال: «لقد فقد شهود ولن نعرف الحقيقة أبدا لكننا نعرف كيف جرت الأمور»، بينما يتناقل البولنديون وخصوصا اليمين الكاثوليكي شائعات عن مؤامرة.

وقد أثر الحادث والفيضانات المدمرة في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين على الحملة الانتخابية. وقالت انيشكا بياناتشكا (40 عاما) بينما كانت تصوت في الحي المركزي في موسكو: «صوت لكوموروفسكي لأن حزبه متسامح وديمقراطي خلافا للشعبوية التي يدعو إليها خصمه. وإذا لم يتجاوز أي من المرشحين عتبة 50 في المائة من الأصوات فستنظم دورة ثانية في الرابع من يوليو (تموز) المقبل».