السعودية: تفجيرات 12 مايو يقف خلفها 105 متورطين.. و«القاعدة» سعت عبرها لمحاكاة أحداث سبتمبر

معلومات جديدة لـ «الشرق الأوسط» تكشف أن إشارة تنفيذها جاءت من داخل إيران

TT

كشفت معلومات، تحصلت عليها «الشرق الأوسط»، وتنشر لأول مرة، عن أن تفجيرات 12 مايو (أيار) الشهيرة، التي ضربت مجمعات سكنية يقطنها مسلمون بينهم غربيون عام 2003 في العاصمة الرياض، يقف خلفها 105 متورطين (81 قدموا الدعم + 24 انتحاريا)، وأحد الانتحاريين استطاع الهروب بعد تنفيذ المهمة.

وتشير المعلومات، إلى أن تنظيم القاعدة سعى من خلف تفجيرات 12 مايو، التي مرت ذكراها السابعة قبل أكثر من شهر، إلى محاكاة أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، لناحية تزامن توقيت الهجمات، وعدد الأهداف المحددة.

وطبقا للمعلومات نفسها، فإن إشارة تنفيذ هجمات 12 مايو، جاءت من داخل إيران، وتلقاها عضو تنظيم القاعدة تركي الدندني الذي قتل نفسه إثر تفجير حزام ناسف كان يرتديه إثر محاصرة القوات الأمنية له، من أحد قيادي التنظيم، ويدعى «سيف العدل»، المقيمين هناك، عبر مكالمة مشفرة جرت بين الرجلين، واستطاعت الأجهزة المختصة التقاطها.

وكان الاتصال المشفر الذي تلقاه تركي الدندني، الذي لقي حتفه في 3 يوليو (تموز) 2003، بمثابة إعلان البدء في تنفيذ مخططات تنظيم القاعدة على الأراضي السعودية، التي تشير المعلومات التي تم تأكيدها للصحيفة، أنها سبقت وقتها المفترض بنحو شهرين.

ولقي 34 شخصا حتفهم جراء تفجيرات 12 مايو الشهيرة، التي خلفت 149 جريحا. وأعلنت السعودية مسؤولية 16 منفذا عن تلك الهجمات، أفصحت عن أسماء 14 منهم، وتحفظت على اثنين لعدة اعتبارات.

لكن المعلومات الجديدة، التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» تفيد بأنه نتيجة للفحوصات والاختبارات التي أجريت على بعض الجثث غير المعروفة حينها، وبعد استكمال التحقيقات الخاصة بالتفجيرات، رفعت أعداد المنفذين الضالعين في تلك التفجيرات من 16 إلى 24 منفذا، تعرفت السلطات على هوياتهم جميعا، وأحدهم لا يزال على قيد الحياة.

وتكشف المعلومات عن أنه تم الاستدلال على المنفذ رقم 24، الذي لم يلقَ حتفه في تلك الهجمات واستطاع الهرب خارج أحد المواقع الثلاثة التي شهدت التفجيرات، وهو الآن في قبضة الأمن.

وجاءت عملية اكتشاف المنفذ الـ24 لتلك التفجيرات، حين باشر رجال الأمن مسحهم الروتيني وتمشيطهم لمسرح تفجير حي الحمراء شرق الرياض قبل انقشاع غبار الانفجار، وأثناء بحثهم عن أدلة تقودهم للكشف عن ملابسات هذه التفجيرات.

واستطاع رجال التحقيق العثور على قطعة سلاح من نوع كلاشنيكوف كانت منكسة بجانب حائط مجمع الحمراء السكني، على الرغم من الفوضى التي أحدثتها تلك الانفجارات في المواقع المستهدفة وما حولها.

قطعة السلاح تلك، طبقا للمعلومات الخاصة، أثارت شكوك المحققين حول إمكانية استخدامها بالوضعية التي تم العثور بها عليها للهرب، عبر الاستعانة بها وهي رأسا على عقب لاعتلائها وتسلق الحائط للفرار من موقع الانفجار.

وحسب المعلومات، تم اكتشاف هوية مستخدم السلاح بعد فحصه في مختبرات الأدلة الجنائية. وبعد التحري عنه من قبل الأجهزة المختصة، ألقي القبض على المنفذ رقم 24 في مدينة جدة في وقت يعتقد أنه لا يتجاوز الأشهر من وقوع تلك الانفجارات الثلاثة شرق الرياض.

وعلى خلفية تفجيرات 12 مايو الشهيرة، تم التثبت من تورط 82 شخصا، وتم إحالتهم للقضاء ضمن قوائم شملت 991 متهما بالأحداث الإرهابية التي ضربت السعودية منذ ذلك التاريخ، ومن ضمنهم الانتحاري الذي لم يلق حتفه في هجمات مايو.

غير أن المعلومات، أكدت ضلوع اليمني خالد الحاج الذي قتل في 15 مارس (آذار) 2004، والسعودي تركي الدندني، خلف التخطيط لتفجيرات 12 مايو، وصنفتهما بأنهما المسؤولان في المقام الأول عن تلك التفجيرات الثلاثة.

وأرجعت المعلومات التعجل من قبل عناصر «القاعدة» في تنفيذ هذا المخطط، إلى الانفجار الذي وقع في أحد المنازل بحي الجزيرة جنوب الرياض في 15 مارس 2003 قبل أقل من شهرين من تلك التفجيرات، ونتج عنه مقتل السعودي فهد سمران الصاعدي، مما أدى إلى تسارع وتيرة العمل الأمني.

وكان اكتشاف المنزل الذي اصطلح على تسميته «منزل الجزيرة»، بمثابة الخيط الأول للمؤامرة، كما تصفها المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» بذلك، حيث خافت «القاعدة» وقتها من انكشاف المخطط وإحباطه فجاءت التعليمات بتقريب وقت تنفيذ هجمات 12 مايو.