توقعات بإبقاء الاحتياطي الفيدرالي الأميركي فوائده عند نقطة الصفر تقريبا

مسؤولوه يعتقدون أن النمو الاقتصادي لا يزال هشا

TT

يعقد البنك المركزي الأميركي (الاحتياطي الفيدرالي) غدا (الثلاثاء) وبعد غد (الأربعاء) اجتماعا بشأن السياسة النقدية سيجدد في ختامه رغبته في الإبقاء على معدل فائدته عند نقطة الصفر تقريبا لأطول فترة ممكنة بهدف مواكبة الانتعاش الاقتصادي. ومنذ الاجتماع الأخير للجنة السياسية النقدية في الاحتياطي الفيدرالي، تعزز الاقتصاد الأميركي، لكن المسؤولين في البنك المركزي لا يزالون يعتبرون في غالبيتهم أن النمو هش للغاية إلى حد أنه لا يشجع على زيادة معدل الفائدة. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية بالنظر إلى العقود الآجلة مع معدل الفائدة من يوم إلى يوم، لا يتوقع أحد في الأسواق أن تعلن لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تشددا في التسليف في البيان الختامي الذي سيتضمن مجريات مباحثاته، والمتوقع صدوره يوم الأربعاء. والمؤشرات التي نشرت منذ بداية شهر مايو (أيار) تدعو إلى الاعتقاد بأن الانتعاش الاقتصادي الذي بدا في صيف 2009 قد يتسارع طيلة الفصل الثاني، وقد يتعزز بالاستناد إلى عناصر مثل الاستثمار وإنتاج الشركات أو الاستهلاك، أكثر مما استند في فصل الشتاء. وأعلن رئيس الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي في التاسع من يونيو (حزيران) أنه يتوقع زيادة إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 3.5 في المائة في 2010، في حين بلغ النمو نسبة 0.3 في المائة وفق الوتيرة السنوية في الفصل الأول، بحسب آخر الأرقام الرسمية المتوافرة. ويعتبر الاحتياطي الفيدرالي أن زيادة إجمالي الناتج الداخلي قد تصل لاحقا إلى 0.4 في المائة في 2011، لكن المسؤولين في المؤسسة يعتبرون أن النمو سيكون أكثر ضعفا بحيث لن يتمكن من خفض معدل البطالة بشكل ملموس قبل سنوات عدة. حتى أن برنانكي أعلن أن البلد سيحتاج إلى «وقت طويل لاستعادة نحو 8.5 مليون فرصة عمل فقدها في 2008 و2009». ويسمح الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمعدل فائدته بالتقلب بين 0 في المائة و0.25 في المائة منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2008. وقد جدد كل المسؤولين تقريبا في لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذين كانوا أعربوا عن رأيهم منذ الاجتماع الأخير، القول إنهم لا يزالون يؤيدون إعلان البنك المركزي عن رغبته في إبقاء معدل فائدته الرئيسية عند مستوى «متدن بصورة استثنائية» لفترة طويلة. وسيظهر هذا الاتجاه في البيان الختامي مرة أخرى، وخصوصا أن أرقام وزارة العمل دلت يوم الخميس على زيادة أرقام المسجلين في لوائح العاطلين عن العمل، وهو ما يدل على بقاء الصعوبات في سوق العمل على الرغم من التحسن الذي سجل في مجال العمالة منذ بداية العام. وبما أن التضخم شبه غائب، فإنه لن يكون على الاحتياطي الفيدرالي أن يقلق في الوقت الحاضر بشأن مستوى الأسعار، ويمكنه بالتالي أن يبقي على معدل فائدته عند أدنى مستوياته في محاولة لتنشيط الاقتصاد إلى أقصى حد، بهدف تشجيع عقود العمل. ورأى سفن ستين، الاقتصادي في بنك «غولدمان ساكس»، أنه «لا يوجد سبب وجيه يسمح بأن نتوقع من المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي أن يقرروا زيادة المعدل (الفائدة) قبل 2012». وأضاف أن زيادة معدل الفائدة «غير مرجحة» بحسب سيناريو التحسن الاقتصادي الذي يقر به الاحتياطي الفيدرالي، و«هي غير مرجحة أكثر بحسب توقعاتنا للنمو والتضخم، التي هي أدنى من توقعات البنك المركزي».