كابيللو: منتخب إنجلترا رائع في التدريبات.. ويجتاحه الرعب في المونديال

المدرب تلقى 4 انتقادات.. وهمس في الاتحاد الإنجليزي عن احتمالية استقالته بعد سلوفينيا

TT

ما بين الجماهير الغاضبة في نهاية مباراة إنجلترا والجزائر 0/0 في ملعب «غرين بوينت» والصحافة الإنجليزية التي وجهت نقدا لاذعا له، حيث كتبت جريدة «الصن»: أعيدوا لنا سفين، فمملكة إريكسون كانت العصر الذهبي مقارنة بعهد كابيللو، أما «التايمز» فقالت: منتخبنا في المونديال على حافة الانهيار، وكتبت «الديلي ميل»: كابيللو فقد سيطرته على المنتخب مقابل 6 ملايين سنويا، يرد كابيللو من دون تقديم حلول: كيف يكون التحسن؟ سؤال جميل. كل شيء يسير على نحو جيد خلال المران لكن في المباراة لا يكون الأداء هو ذاته. إنه شيء لا يصدق لكنني أزعم أن اللاعبين يتملكهم خوف المونديال.

* هذا الخوف يعتبر مفاجأة سيئة.

- إنه الخوف ذاته الذي كان موجودا في بداية قيادتي للفريق، والذي تلاشى بعد الفوز على المنتخب الكرواتي في العاصمة زغرب.

* روني لم يظهر بمستواه المعروف، فهل سيجلس على مقاعد البدلاء أمام سلوفينيا؟

- روني لاعب خطير دائما، حيث يجهد مدافعي المنتخب المنافس، حتى بالتحرك فقط. فقد عددا ضخما من الكرات وأخطأ عددا مماثلا من التمريرات لكنه يظل مهما للغاية.

* حقا؟

- إنه في حالة جيدة جدا بدنيا، وفي كل تدريب ينبغي علي إبعاده وإن لم يواصل بلا نهاية. المشكلة نفسية كلاعب سابق، أعلم حالته جيدا، فإن لم تكن في تركيز تتوقف فاعليتك بمجرد النزول إلى الملعب.

* إذن، لا مساس بروني؟

- لا أحد لا يمكن المساس به، وسنرى ماذا سنفعل للقاء سلوفينيا فلا يمكنني الخطأ.

* كيف؟

- ينبغي أن نلعب بشكل جيد كما هو الحال خلال التدريبات، حيث التمريرات الدقيقة للغاية. وفي المباراة، علينا ألا نتلقى كرات كما حدث، عبر الضغط والسرعة. الأمر يتطلب منا جسارة لاستعادة ذلك فورا، لكنني لا أراها.

* في حالة عدم التأهل لثمن النهائي، هل ستتحمل أي مسؤولية؟

- الوقت مبكر للإجابة على ذلك.

من جهة أخرى، يهمسون في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أنه لو سارت الأمور على نحو سيئ أمام سلوفينيا بعد غد الأربعاء فإن كابيللو سيستقيل من منصبه دون مقدمات. التعادل سيكون كافيا للتأهل للدور الثاني في حالة تعادل أميركا مع الجزائر. وللتأهل، ينبغي على المنتخب الإنجليزي التعادل 3/3 على الأقل لو انتهى لقاء أميركا والجزائر 0/0، ولو تعادل الإنجليز 2/2 وأميركا 0/0 (أو 3/3 و1/0) فالقرعة هي التي ستحدد المتأهل لثمن النهائي.

في المقابل، هناك 4 انتقادات وجهت إلى كابيللو في إنجلترا وهي:

* الالتزام زيادة عن الحد:

منذ عامين تقريبا، امتدحت وسائل الإعلام بحماس نظام الدقة والمحظورات (الكحوليات، الهواتف الجوالة والملابس الشبابية) الذي فرضه المدير الفني الإيطالي على لاعبي المنتخب الإنجليزي، والآن يؤكدون أن عدم المرونة من جانب كابيللو تضر بلاعبي المنتخب. وخلال التصفيات، حينما كانت المعسكرات لا تتجاوز الثلاثة أيام كان من السهل تحمل هذه القواعد الصارمة. لكن في عزلة فوكينغ، من دون إمكانية للهروب، فاق الروتين حد القبول، مثلما قال روني: إفطار، وتدريبات، وغداء، ونوم، وعشاء، ونوم. يصر كابيللو على الطريقة التي منحته الانتصارات مع الميلان، والريال، وروما ويوفنتوس لكنه لا يريد فهم أن العقلية الإنجليزية مختلفة، حيث النظام الأكثر مرونة، مع بعض الاستثناءات العرضية التي يمكن تناول الجعة فيها أو التجمعات غير الرسمية بين اللاعبين والتي تسهم في تقليل حدة الشد العصبي الذي يولد الملل، فالإنجليز لا يكفيهم القراءة في الغرفة.

* استدعاء اللاعبين:

ظل كابيللو لمدة عامين يؤكد أنه سيحمل معه إلى جنوب أفريقيا فقط اللاعبين ذوي اللياقة الممتازة والحالة الصحية الطيبة. وعلى العكس، استدعى كينغ، الذي نادرا ما تمت الاستفادة منه كمسّاك في توتنهام بسبب الالتهاب المزمن في الركبة. وترك في إنجلترا، والكوت الذي قاد المنتخب الإنجليزي خلال التصفيات المؤهلة إلى النهائيات بثلاثة أهداف في مرمى المنتخب الكرواتي. وأقنع كاراغر بالعودة إلى المنتخب الإنجليزي بعد أربعة أعوام، حتى وإن كان المدافع الأيسر لليفربول متقدما في السن. وحاول إقناع سكولز أيضا الذي رفض في اللحظات الأخيرة. الرهان على كينغ لم يفلح إلى الآن (خرج بعد شوط واحد أمام أميركا)، لكن كابيللو اضطر إلى القيام باستثناءات والتفتيش عن المهارات في كل مكان.

* اختيارات خاطئة:

عدم جاهزية باري أمام الولايات المتحدة دفعت كابيللو إلى التخلي عن طريقة 4 - 2 - 3 - 1 بتقدم روني إلى الأمام لتحل محلها 4 - 4 - 2 من خلال ثنائي الهجوم روني - هيسكي. وعلى الرغم من عودة باري أمام الجزائر، استمر اللعب بطريقة 4 - 4 - 2 من خلال جيرارد المضحي وغير السعيد في الجهة اليسرى. أمام سلوفينيا سيعود للعب بالطريقة الأولى (4 - 2 - 3 - 1)، وربما من خلال جيو كول في الجهة اليسرى في الثلاثي خلف رأس الحربة ما قد يمنح تناغما أكثر.

المشكلة الحقيقية تتمثل في الحالة البدنية المقلقة للاعبين الأساسيين، روني لم يعثر بعد على لياقته وأهدافه من نهاية مارس (آذار) الماضي، حينما أعاده فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد إلى الملاعب مبكرا بثلاثة أسابيع على الرغم من إصابة الكاحل. ولامبارد يبدو وقد أعطى كل ما لديه خلال مسيرة تشيلسي لإحراز لقب البريمير ليغ، وهو الحال بالنسبة لجيرارد غير القادر على إخراج نفس أدائه مع ليفربول. تدعيم الصفوف بديفو، كاريك وميلنر لا يعطي أفضل الضمانات.

* مشكلة التركيز:

قبل أن يصبح مديرا فنيا لمنتخب الأسود الثلاثة، كان فابيو كابيللو يتساءل كيف أن لاعبين موهوبين مثل روني، وجيرارد، ولامبارد، وتيري، الذين اعتادوا الفوز مع أنديتهم، لا يلعبون بنفس مستوى الأداء مع منتخب بلادهم، واكتشف مبكرا أن قميص إنجلترا ثقيل مثل الصخر ويبث الخوف لدى أفضل نجوم الكرة الإنجليزية أيضا. وقد محا كابيللو القلق من الأداء عبر الانتصارات الكبيرة أثناء التصفيات، التي حسم فيها الإنجليز التأهل قبل جولتين من انتهائها، لكن في الـ17 التالية ذهبت عنهم روح الانتصارات الإيجابية مع انعدام المباريات القوية. والنتيجة كانت عدم نجاح كابيللو في إعادة تهيئة المناخ خلال المعسكر الذي يسبق المونديال، وهو الشيء الذي ظهر على الفور خلال اللقاءين الوديين ضد المكسيك واليابان الشهر المنصرم. ورأينا في الملعب منتخب إنجلترا مختلفا، وعلى حافة أزمة كبيرة. وانتهى الموقف بأسوأ صورة في مباراتي أميركا والجزائر، اللتين تولد خلالهما الأداء المخنوق لإنجلترا التي خرجت منكمشة بشكل ملحوظ.