جامعة الملك سعود لـ «الشرق الأوسط»: السعودية بحاجة إلى أكثر من 20 واحة تقنية

بينما لا توجد سوى حاضنة تقنية واحدة في الرياض

TT

أكد مسؤول في جامعة الملك سعود بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، حاجة السعودية إلى أكثر من 20 واحة تقنية لتبني المشاريع التقنية في كل المجالات، وذلك في ظل بلوغ إجمالي عدد السكان 30 مليون نسمة من بينهم 6 ملايين في مدينة الرياض وحدها.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد العزيز الدوسري، أستاذ العمارة والتخطيط الاستراتيجي والبناء في جامعة الملك سعود بالرياض، أنه حتى الآن لا توجد سوى حاضنة تقنية واحدة، لافتا إلى وجود تنسيق بين شركة «وادي الرياض للتقنية» ومدينة الملك عبد العزيز للتقنية، بهدف تغطية التوسع والنمو الاقتصادي والصناعي والسكاني في السعودية.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «اعتمدت الخطة الثامنة للتنمية في محاورها الأساسية على التوجه نحو الاقتصاد المعرفي، وهو ما أكدته الخطة التاسعة التي تم اعتمادها منذ 3 أشهر، مما جعل جامعة الملك سعود تتبنى محاور الخطتين التي من خلالها تم تأسيس مشروع وادي الرياض للتقنية كأول المشاريع العلمية في الرياض».

وأشار إلى أنه جار العمل على ذلك المشروع ليكون مصدرا للريادة في البحث وتطوير الأعمال، عدا عن توفير بيئة محفزة وجاذبة من شأنها أن تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز المقدرة التنافسية للاقتصاد الوطني المبني على المعرفة.

وأضاف أن «وجود ما يزيد على 80 ألف طالب وطالبة في الجامعة ونحو 4 آلاف و500 عضو هيئة تدريس وباحث يعد مصدرا خصبا لتوفير بيئة قابلة للبحث والتطوير»، مبينا أنه تم تدشين مشروع وادي الرياض العام الماضي من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ضمن أهم مشاريع الجامعة الاستراتيجية التي تخدم المجتمع والاقتصاد الوطني.

ويعد مشروع «وادي الرياض للتقنية» أحد مشاريع جامعة الملك سعود، بوابة السعودية نحو اقتصاد المعرفة، كونه يهدف إلى بناء قاعدة وطنية للعلوم والتقنية كي تكون قادرة على الابتكار والتجديد في ذلك المجال.

ويضم المشروع المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، والمركز الوطني لأبحاث السكري، إضافة إلى مركز سابك لتطوير التطبيقات البلاستيكية، فيما يقع المشروع على مساحة مليوني متر مربع، وتصل الاستثمارات التقديرية فيه إلى نحو 5 مليارات ريال سعودي.

ويعتبر المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد نظاما تعليميا متكاملا يعتمد على تقنيات تخدم ذلك المجال في هيئة مركز وطني، وذلك لدعم العملية التعليمية في مؤسسات التعليم الجامعي بكل مراحلها ولجميع فئاتها وشرائحها.

فيما يقدم المركز الوطني لأبحاث السكري خدماته للمرضى في مجالات العلاج والتثقيف الصحي والتعليم والأبحاث والتدريب، بينما يهدف مركز سابك إلى تطوير التطبيقات البلاستيكية المختصة منها والمتقدمة.

وتوقع القائمون على مشروع «وادي الرياض للتقنية» أن يتم استثمار عشرات الشركات ومراكز الأبحاث المحلية والإقليمية والعالمية بحلول عام 2020، والتي من الممكن أن توظف نحو 3 آلاف باحث و12 ألف خبير تجاري، عدا عن إتاحة 5 آلاف فرصة عمل للطلبة خلال الدراسة الجامعية وبعدها.

ويهدف المشروع إلى تحفيز البحث العلمي، وتعزيز البيئة البحثية كأحد الأدوار الرئيسية لجامعة الملك سعود، واستقطاب الموهوبين والمبتكرين والمبدعين ودعمهم، واحتضان التقنية وتوطينها بما يخدم الاقتصاد الوطني ويحقق التنمية المستدامة، إضافة إلى تنمية الموارد الذاتية للجامعة وتحقيق الاستقرار المالي لها.

كما يهدف إلى تعزيز الشراكة والتعاون بين الجامعات ومراكز البحث والتطوير في الشركات، وإيجاد بيئة محفزة وجاذبة للشركات الاستثمارية المحلية والعالمية في المجال نفسه، والإسهام في تعزيز الحصيلة المعرفية والمهارية لطلاب الجامعات وطالباتها بما يحقق المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، إلى جانب إيجاد فرص وظيفية متميزة في مجال صناعة المعرفة.

وبالعودة إلى أستاذ العمارة والتخطيط الاستراتيجي والبناء في جامعة الملك سعود بالرياض، أفاد بأن الجامعة خصصت نحو 25 في المائة من إجمالي مساحة المشروع لـ«وادي الرياض للتقنية»، موضحا أن ذلك المشروع يحتضن المبدعين من الجامعة وخارجها من دون اشتراط أن يكون الطالب سعوديا.

واستطرد قائلا: «تم الانتهاء من مبنى (وادي الرياض للتقنية) المكون من عشرة طوابق، وذلك تمهيدا للانتقال إليه خلال الأشهر الأربعة القادمة، عدا عن تنفيذ خمسة أبراج سكنية للباحثين، وأكبر مركز للبحث في الجامعة بتكلفة تجاوزت 400 مليون ريال»، لافتا إلى أن المشروع بالكامل سيكون من ضمن المشاريع صديقة البيئة.

وحول عدد الطلاب والطالبات الذين تم تبنيهم حتى الآن في مشروع «وادي الرياض للتقنية»، أبان الدكتور عبد العزيز الدوسري بوجود أكثر من 40 مشروعا، عدا عن 40 منتجا طبيا من كلية الصيدلة، مبينا أن المرحلة الأولى من المشروع سيتم الانتهاء منها خلال عام ونصف العام، بينما سينتهي تنفيذ المشروع بالكامل في غضون الأعوام الخمسة القادمة.

يشار إلى أن برنامج «وادي الرياض للتقنية» كان قد أنشئ منذ نحو ثلاث سنوات، ويؤسس لمجتمع حضاري في منظومات ثلاث صناعية وتجارية وتقنية متقدمة لتسهم في صناعة تقنيات الأبحاث واستثمارها اقتصاديا.