«الملية» التونسية و«القفطان» المغربي يخطفان الأضواء

في مهرجان التصميم والموضة بقرطاج

مشهد من أحد عروض الموضة يجمع بين تونس والمغرب
TT

ألوان زاهية جمعت بين الحداثة والأصالة، بعضها قادم من بلدان المغرب العربي والبعض الآخر قادم من أفريقيا جنوب الصحراء، وقسط ثالث قادم من الضفة الشمالية للمتوسط، كما قدمت أزياء مميزة أخرى من كوريا واليابان. تلك هي الأزياء في مجملها التي قدمت على مهرجان التصميم والموضة بقرطاج الذي اختار موضوع «ثقافة النمط والأنموذج الواحد» كمحور رئيسي للدورة الأولى لمهرجان التصميم والموضة في قرطاج، الذي ينتظم إلى 25 يونيو (حزيران) الجاري بتونس العاصمة.

سهام بلخوجة مديرة المهرجان قالت في لقاء صحافي إن البرمجة تشتمل على مجموعة من العروض اليومية لتقديم آخر المستجدات التي تعكس خصوصيات الشعوب الثقافية والحضارية في عالم الموضة، وهو ما يفسر وجود أكثر من 32 مشاركا أجنبيا بين عارضين ومصممين و20 عارضا تونسيا، سيعرضون إنتاجاتهم بفضاء الاكروبوليوم بقرطاج. وقالت بلخوجة إن الهدف الأساسي من وراء تنظيم هذا المهرجان هو ترسيخ ثقافة تصميم الملابس في تونس التي تحتفظ بذاكرة قوية في هذا المجال وتنوع في الأزياء يختلف من وسط إلى آخر ومن جهة إلى أخرى.

الافتتاح كان بعرض من عالم الملابس الجاهزة والخياطة المغربية قدمته في عرض أزياء أول سهام الحبطي وحمل عنوان «قفطان الأحلام»، والحبطي تعد من المصممات البارزات في القفطان المغربي، وهي ابنة فوزية بالرياح، إحدى أشهر مصممات الزى المغربي ومؤسسة مدرسة دار الخياطة المغربية بالدار البيضاء. سهام الحبطي واصلت تميز والدتها في هذا المجال، إلا أنها حرصت على التميز والتفرد من خلال الأزياء التي قدمتها، والتي تمزج بحرفية بين الأقمشة المخملية والتواشيح الحريرية والألوان الزاهية، مما يجعل تلك التصاميم تتماشى مع العصر دون أن تتنكر للأصول الاجتماعية والأخلاقية المتعارف عليها.

العرض الثاني قدمته الجزائرية وردة الهذلي أصيلة قرية «بوزقان»، التي استقرت بعد ذلك في فرنسا. وردة قدمت قرابة عشرين تصميما جديدا صاغتها من أقمشة نفيسة صبغت عليها الكثير من الألوان الهادئة، ومزجت كذلك بين الأزياء القروية التي تحتفظ بها الذاكرة والموديلات العصرية التي تنتشر في كل مكان.

وقد اختتم العرض الافتتاحي بمشاركة مصمم الأزياء المغربي أحمد بلحساني الذي قدم مجموعة من الأزياء تحت عنوان «استراحة في شنقري»، وهو اسم لمكان خيالي استعاره أحمد من رواية «لوست هوريزون» للكاتب جيمس هلتون. أما بالنسبة للأزياء المقدمة فهي تتميز بعبق الورود وسلاسة الحرير ونحلية «الموسلين»، وما ندر من الأقمشة التي يعرف أسرارها بلحساني. وشارك الليبي نبيل يونس من خلال مجموعة من الأزياء عليها تسمية «قرطاج2» وتحتوي على ثلاثين زيّا فنيا تختلف في ما بينها من حيث الشكل واللون، وتستمد خصوصيتها من الأزياء الليبية الصميمة.

مهرجان التصميم والموضة بقرطاج في دورته الأولى شهد مشاركات من بلدان أفريقية متعددة الألوان والمصادر والإيحاءات، حيث قدمت كاترين برادو من النيجر وإيمان إياس من الكاميرون وكلارا لوسن آمس من بوركينا فاسو وماري بشارة من مصر مجموعة من عروض الأزياء التي أضفت ألوانا أفريقية متميزة على هذه الدورة الأولى. كما شهدت الدورة كذلك مشاركة الفلسطيني المقيم بكندا فيصل كمال، والفرنسيين ديديمي لودوت وأوليفار سوان.

المشاركة التونسية كانت لمصمم الأزياء فارس شريط الذي بعث علامة تجارية مميزة له تحت اسم «باربيز»، وقدم من خلالها مجموعة هامة ومتنوعة من الأزياء أعاد من خلالها الاعتبار للباس «الملية» و«الحايك»، وهما من الملابس التقليدية التونسية. فـ«الملية» لباس ريفي بامتياز، وما زال يقاوم زحف الملابس الحديثة، أما «الحايك» فهو اللباس التقليدي المميز للمرأة القيروانية. فارس تمكن ولو بشكل غير مباشر من مصالحتهما مع الواقع الحالي وجعل من تصاميمه مصدر ثقة لمن يرتديهما.

أسماء كثيرة أخرى تشارك في هذا المهرجان على غرار مونيزوت قالونتي من إيطاليا، ويومي كاتسورا من اليابان، وجي هاي من كوريا، وسعيد محروف من المغرب.

المهرجان أقحم من ناحية أخرى عالم الصورة والتصوير الفوتوغرافي إلى جانب تصاميم الأزياء ضمن أقسام هذه التظاهرة حيث يشارك مصورون معروفون ويعرضون أعمالهم وتصميماتهم المتعلقة بعالم الموضة ومنة بينهم «ماريان كاتزاراس» وهشام إدريس ومريم بودربالة وعائشة بن مصطفى وروبارتو ستيفانوس.