فلتمتط يا جلال بعيرك..!

مساعد العصيمي

TT

.. نعم فالمونديال الجاري مليء بالإسقاطات التنظيمية، حافل بالأخطاء التحكيمية.. غير الوجل من ألا تستطيع البطولة الجارية تقديم بطلها بصورة موضوعية محايدة.

مع ذلك هو كأس العالم المنطلق من منافسات كروية تعرف الأخطاء وتعايشها كجزء من منظومتها.. إلا أن الملاحظ أن العالم بات ينحى إلى التذمر والشكوى أكثر من ذي قبل.. هناك أخطاء تحكيمية تحدث في هذا المونديال.. وهناك ما حدث من قبل، وإن كان في بعضه أشد فداحة وجورا.. وأقسى قبولا.. وحين يرفع المتضررون عقيرتهم بالشكوى، فلا غرو أن الإنسان مدافع مستميت عن حقوقه، أو هو يريد أن يبرر أسباب خسارته.. ولا سبيل لنيل التعاطف من السبب الأكثر جدوى، وهو ما اطلع عليه الجميع.. وهكذا فعل الإنجليز والمكسيكيون.

لكن ما بين رئيس الفيفا بلاتر ومدرب المكسيك بون شاسع في الفهم والمقاييس، فبينما يشدد الثاني «ورغم ألم الخسارة التي تسبب في بعضها التحكيم» على أن الحكام بشر «يصيبون ويخطئون» مطالبا لاعبيه بعدم اتهام الحكام بعدم الحياد.. مع هذا القول الرائع الجميل يفاجئنا السيد بلاتر بعبارات الاعتذار للمكسيك وإنجلترا، وكأنه يداري الألم الكامن في صدره من أن هذه الأخطاء ستكون سبيلا لعدم ترشيحه لولاية رابعة!

أجل فقد وقع السيد بلاتر في المحظور.. وكان عليه أن يتعلم أن الحكام جزء مهم جدا من اللعبة وعليه المحافظة على مشاعرهم، كمعني أول بهم.

لن نبتعد كثيرا عن التحكيم وإسقاطاته، فما يهمنا أن هناك من يريد أن يغفل أفضلية الحكم السعودي خليل جلال، ولا أعجب إلا من بعض محللي القنوات الذين رأوا في ذلك شأنا شائنا.. لم يحسنوا تدبيره.. لكن نحمد الله أن الفيفا منح جلال الدرجة الأعلى، والأخبار الواردة أنه سيكون أحد فرسان ربع النهائي، وكأنه يخاطبهم بالتأكيد على أنهم لم يحسنوا تقييم من ينتمي لهم عرقا!

هنا قد نجد العذر لمن هم في سويسرا وحديثهم عن البعير والناقة.. من فرط ألم خسارة، كان طرد لاعبهم من قبل جلال أحد أسبابها.. لكن هو طرد مستحق، واستند على توصية المساعد الإيراني.. ولا شيء أبلغ من المشاهدة القريبة.

جلال قدم عطاءً رائعا، وبات العربي الوحيد في المونديال.. لكن مثل ذلك يبدو أنه لم يعجب بعضنا فبات يتوقع، ويسقط.. وكأنه في الإطار نفسه الذي كانت عليه الصحافة الإسرائيلية من خلال تقريرها الذي نشرته «الشرق الأوسط» أول من أمس.. لكن هو واقعنا العربي المؤلم وعلينا أن نقبل به.. بل سنفتخر كثيرا.. حين يعبر جلال ببعيره إلى الأمام في جنوب أفريقيا كعنوان عربي متميز وحيد.. ولا عزاء.. للمتوترين!

[email protected]