قبل عامين تقريبا اعتذر الحكم السعودي سعد الكثيري لنادي الهلال على خلفية قرار اتخذه كان خاطئا بحق الفريق الأزرق وأتذكر أن ضجة إعلامية ثارت على أثر ذلك ما بين مؤيدة ومنتقدة وكنت وقتها وبصراحة من المنتقدين رغم أني أحد الإعلاميين الذين أخذوا التصريح رسميا من لسان الحكم الكثيري القضية في ذلك الوقت؟!
بصراحة لست مع أي حكم يعتذر عن قرار اتخذه حتى لو كان خاطئا لأسباب أفهم أنها جاءت وسط جزئيات من الثانية في ملعب المباراة.. أيا كان القرار في رأيي يجب أن لا يصل بالحكم أيا كان هذا الحكم أن يعتذر للمتضرر.. قد يعترف بخطأه وهذا من حقه لكن الاعتذار أمر آخر ويجب أن لا يفعله لأن مبررات الخطأ الذي وقع فيه معروفة وواضحة لدى الجميع من نقاد وإعلام وجماهير وكذلك مسؤولي الأندية والمعنيون بالكرة المثيرة!!
أمس، تفاجأت كثيرا من السقوط الكبير لرئيس أعلى سلطة كروية في العالم السويسري سيب بلاتر حينما بثت وكالات الأنباء العالمية خبر اعتذاره في جوهانسبورغ حيث تجرى حاليا فعاليات المحفل الكوني الكروي.. تصوروا يا عشاق الكرة.. بلاتر الذي لطالما دافع عن الحكام ووقف إلى جانبهم يخرج هذه المرة ويعتذر للإنجليز وللمكسيكيين بسبب أخطاء حكام في مباريات كانت حاسمة حاسمة!!
قال بلاتر إنه يدرك حجم الخطأ وإنه يعتذر لبعثتي الفريقين الإنجليزي والمكسيكي وإن الإنجليز شكروه فيما حنا المكسيكيون رؤوسهم لرئيس الفيفا بعد الاعتذار!!
ليست هنا المشكلة في رأيي، أن يعتذر من عدمه، بل مما سيأتي مستقبلا حيث دراسة فكرة استخدام الفيديو فيما يتعلق بخط المرمى.. بمعنى أنه لن يكون هناك في المستقبل في حال أجيزت هذه الفكرة هدف تشوبه شائبة أو يثور حوله لغط أو جدل بين وسائل الإعلام وبين الفرق المتنافسة!!
في ظني أن ما سيقوم به فيفا إن رضخ لطلبات المنتخبات والاندية ووسائل الإعلام سيقتل كرة القدم وسينحرها بسيفه الذي لم يسله قط في وجه الحكام البشر!!
كان يقول في تصريحات طيلة السنوات الماضية.. إنهم حكام بشر يخطئون ويصيبون.. إن إثارة اللعبة في أخطائها بل إن لذتها في هدف غير صحيح أكثر من هدف صحيح.. تصوروا يا أعزاء أن كاتب هذه السطور يتلذذ بالكرات التي تصطدم بالعارضة والقائم أكثر من تلذذه بالاهداف التي تسكن الشباك!!
كان أحد الأصدقاء يسألني أي أهداف ماجد عبد الله «أحد» اعرق مهاجمي العالم أجمل.. فرددت عليه قائلا.. إن أجمل أهدافه تلك التي لا تدخل الشباك بل تصطدم في العارضة وتهز قوائم المنتخبات والأندية.. كان لها لذة لا يشعر بها سوى عشاق هذا اللاعب كما فعلوا حينما أهدر جزائية فصفقوا له وكأنه سجل هدفا!!
أعود وأقول وأختم.. إن بلاتر سيقتل كرة العالم بقراره المقبل.. إن بلاتر ربما يسوق للانتخابات الجديدة بقراره هذا على حساب سمعة الكرة وإثارتها وثارتها!
يا بلاتر.. دعنا نبك على الأهداف غير المحتسبة ودعنا ننتقد حكامك على التسللات الخاطئة.. لأنها اللذة والتشويق والتسويق للعبة!!