عبد الرحمن الوابلي: التاريخ يقول إن اللقب بين البرازيل والأرجنتين.. وهؤلاء في ذاكرتي

المجتمع غيب الأخضر عن كأس العالم واسألوا كوريا الجنوبية واليابان

TT

ضيفنا في هذا الحوار المونديالي الكاتب السعودي بصحيفة «الوطن» الدكتور عبد الرحمن الوابلي، عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض، طرحنا عليه هذه الأسئلة من دون سابق تحضير، فكانت إجاباته عفوية على النحو التالي:

* ماذا تعرف عن كأس العالم؟

- كل ما أعرفه عن هذه البطولة أنها تعقد كل أربع سنوات.

* هل تتابع كأس العالم؟

- لا تعدو متابعتي لها سوى قراءة أخبارها التي تنشرها الصحف، فمتابعتي لها تكون عن بعد، ولكنني أحب متابعة مباريات المنتخب الجزائري.

* من ترشح للفوز بكأس العالم؟

- كشخص متخصص في التاريخ أعتقد أن الكأس لن تخرج عن اثنين البرازيل أو الأرجنتين.

* أي من أسماء اللاعبين العالميين راسخ في ذهنك؟

- يعلق في ذهني أسماء لاعبين كبيليه وريفالينو وزجالوا وزيدان ومارادونا.

* الجزائر كانت المشارك العربي الوحيد في كأس العالم الحالية، كيف رأيتها؟

- رأيتها تخرج من الأدوار التمهيدية كما توقعت، ولعلي أبني توقعي هذا من منطلق فكرة وزير الخارجية الأميركي الأسبق كيسنجر الذي كان يختلف عن الأميركان بكون نشأته كانت بألمانيا، وكان ولا يزال مولعا بكرة القدم، فيروى عنه أنه يحرص في زيارته لأي بلد أن يطلع على مباراة لمنتخب البلد المزور لاعتقاده أنه يستطيع التعرف على البلد وطبيعة المجتمع من خلال أداء فريقها الكروي.

* لماذا لم يتأهل المنتخب السعودي لكأس العالم؟

- لأنه يمثل المجتمع، فنحن تغيب عنا فكرة العمل كفريق واحد في مختلف المجالات، فلا نعمل بروح الفريق الواحد، لا في الجامعات أو المصانع، روح العمل كفريق نفتقدها في مجتمعنا، لذلك لم نتأهل لكأس العالم، فلا يكفي أن نصرف المليارات على المنتخب، والمنتخب لدينا لا يملك روح العمل كفريق واحد، كما يجب أن يصنع المنتخب من المجتمع وأن يكون ممثلا له.

* من هو أبرز اللاعبين في كأس العالم الحالية؟

- لعل عدم متابعتي لمباريات المونديال يجعلني غير دقيق في ترشيح لاعب بارز في هذه الكأس الحالية.. ولكنني أستطيع مستقبلا أن أرشح من كان بارزا في المباراة الختامية، لأني ممن يحرصون على مشاهدة تلك المباريات الختامية في كل دورة من دورات كأس العالم.

* هل تتوقع بطلا جديدا لكأس العالم؟

- أعتقد أنه لن يكون هناك بطل جديد لهذه الكأس، على الرغم من بروز أسماء جديدة استطاعت تقديم كرة جميلة وأداء متميز مثل كوريا واليابان، ولأن الأخيرتين لديهما روح الفريق الواحد في العمل، وهذه الروح متجذرة ثقافتها الاجتماعية، وهذا ما انعكس على أداء فريقها الكروي.

* في السياسة الصغار لا يهزمون الكبار، في كرة القدم هل تتوقع العكس؟

- حتى في كرة القدم يظل الكبار كبارا فيها، لأنهم من وجهة نظري كانوا كبارا في مختلف المجالات من قبل أن يكونوا كبارا في كرة القدم، بل ستظل هذه المقولة حقيقة راسخة، لكون التفوق الرياضي لا يكون إلا كنتاج لمجتمع متطور، ولا يمكن الاعتماد على التفوق الناتج عن الصدفة، كما هو الحال مع بعض الدول التي وصلت لكأس العالم وحققت نتائج لا تعكس حقيقة تطور مجتمعها، فالصدف لا تقف دائما بجانب المنتخبات المشاركة.

* كأس العالم، هل هي ثقافة أم إجادة أم تسلية؟

- هي في اعتقادي كل تلك الثلاث، فهي ثقافة العمل بروح الفريق، وهي كذلك إجادة بإنجازها، وبالطبع هي تسلية محمودة.

* هل الوصول للمونديال يعكس التطور الرياضي في البلد المشارك؟

- لا يمكن الحكم عليها بتلك الطريقة بل يمكن القول إنها تعكس توافر الإرادة نحو التطور والرقي داخل المجتمع، فالمجتمع المتخلف لا يمكنه أن يصل إلى هذا المونديال الكروي، بل نجد أن هناك دولا لم تصل لكأس العالم حتى الآن، لأنها لم تسر في طريق التطور والنهوض.

* هل توالي المباريات يؤثر على علاقاتك ومواعيدك العملية والاجتماعية؟

- بل على العكس أجد أن المباريات تؤثر على عادتي الكتابية، فأنا ألجأ إلى الكتابة خارج المنزل فأتجه نحو المقاهي (الكافي شوب)، ولكنني أجد المكان مزدحما بالمتفرجين والأصوات تتعالى من حولي، مما يشتت انتباهي عن الكتابة، والأدهى من ذلك أن أجد مكان جلوسي في المقهى قد سبقني إليه شخص آخر، مما يفسد علي طقوسي في الكتابة.

* تسعى قطر لاستضافة كأس العالم، كيف ترى هذا التوجه الكبير لها؟

- أعتقد أنه طموح مشروع لها، بل أرى أنه يجب على كل دولة أو حكومة أو مجتمع أن يسعى لاستضافة مثل تلك الأحداث العالمية، لكون استضافتها مدعاة للفخر وتعد من النقاط التي ستضاف لسجلاتها التاريخية، وقدرتها على النجاح في الاستضافة، والتنظيم لمثل ذلك المونديال الكروي يعكس مدى نجاح البلد، ويؤكد سيره في طريق النهوض والتطور الاجتماعي والاقتصادي وفي مختلف المجالات الحياتية.