«الأمل لأفريقيا».. تلخص هذه العبارة المكتوبة على حافلة منتخب غانا البيضاء في كلمتين ما تفجر في القارة السمراء بفضل مغامرة منتخب «النجوم السوداء» الذي وصل إلى دور الثمانية في مونديال جنوب أفريقيا. وعند مدخل الفندق الذي تقيم فيه بعثة منتخب غانا توجد عبارة أخرى تقول: «إننا فخورون بغانا». لقد انطلق احتفال كبير مساء السبت الماضي، وكانت الفرحة فيه دون حساب، واضطربت في ذلك الوقت أجهزة الهاتف الجوال وجاءت رسالة رئيس غانا جون أتا ميلس الذي بُح صوته بعد أن شجع منتخب بلاده كأحد أفراد الجماهير المتحمسة. لكن بعد غد، عندما سيواجه المنتخب الغاني منتخب أوروغواي في دور الثمانية، سيكون يوما آخر حقا، وقد خرج منتخب غانا منهك القوى من مباراته مع الولايات المتحدة. وسيغيب عنه أندريه أيو وجوناثان مانساه للإصابة، بينما تعرض بواتينغ لتمزق. ويحتاج فورساه إلى معجزة للتعافي من إصابته قبل المباراة القادمة. وقد لخص ميكي رايفاتش، المدير الفني الصربي لمنتخب غانا، موقف فريقه قائلا: «وقبل السفر فقدت أيضا إيسيان. إننا معتادون على حالة الطوارئ، فقد تعرضنا لذلك الموقف من قبل في بطولة الأمم الأفريقية بأنغولا. لكن هذه هي قوتنا الحقيقية.. وهو ما يجعلني واثقا من تخطي الأوروغواي والوصول إلى دور الأربعة».
الأسرار: إن رايفاتش هو رجل الساعة. وقد توافد الصحافيون الصربيون بأعداد كبيرة لتغطية أخباره والحديث معه. ويحتشد رأس رايفاتش بالكثير من الأفكار، ومن بينها التفكير في عقده الذي قارب على الانتهاء، لكنه يرتب أفكاره قائلا: «إن مثلي الأعلى هو مورينهو. فقد تعلمت منه كيفية تكوين كتلة متماسكة من أعضاء الجهاز الفني واللاعبين. وليس من السهل أن يعيش الجميع معا بشكل إجباري لمدة شهرين. وهذا هو ما أحاول أن أشرحه لبعض اللاعبين. أن أحد اللاعبين مثلا يعترض لكنه ليس بحالة جيدة للغاية، وأنا يجب أن أختار من يتمتعون بأفضل لياقة بدنية». ويمر أسامواه جيان اللاعب السابق في نادي أودينيزي الذي أحرز ثلاثة أهداف في المونديال حتى الآن بحالة نفسية رائعة، وصرح اللاعب قائلا: «أتمنى أن يساعدني المونديال على العودة إلى إيطاليا». ويوضح اللاعب سر تفوق المنتخب الغاني: «إن الفرق بين غانا والفرق الأفريقية الأخرى هو أننا هنا جميعا متساوون. فليس هناك تمييز بين من يلعب في الخارج ومن يلعب داخل الوطن». ويبتسم عبيدي بيليه قائلا: «إن التأهل إلى دور الثمانية هو ثمرة عمل موجه. إننا نعتني بالشباب وفوزنا بلقب مونديال الشباب تحت 20 عاما هو خير دليل على ذلك. ولا يعتبر الوصول إلى دور قبل النهائي ضربا من المستحيل».