هل حان وقت الإعادة الفورية للقطات لمنع الأخطاء التحكيمية!

التجربة نجحت في الكرة الأميركية والهوكي وكرة السلة والتنس دون تخريب لرياضاتها

TT

كان الخطأ البشري دائما أمرا مقبولا، والتوقع بخلو الشخص من ارتكاب الخطأ على الدوام لن يقود إلا إلى حالة من السخط والحزن. ربما يكون هذا حالك، لكنه ليس كذلك بالنسبة لبقية العالم.

والخطأ البشري من الألعاب الرياضية يعود إلى المرة الأولى التي قام فيها رجل الكهف الأول بقذف حجارة سريعة بجوار رجل كهف ثان ليصيح رجل كهف ثالث مسميا إياها كرة. كما أن الخطأ جزء من أعراف الألعاب الرياضية بدءا من غلطة ميركل إلى بيع بيبي روث إلى فريق اليانكيز مقابل المال.

أحيانا ما يكون الخطأ في صالح فريقك وأحيانا ما يكون العكس من ذلك. لكن ما يهم هو أن هذه الأخطاء كان ينبغي أن تنتهي قبل قرن أو نحو ذلك.

وقد توصلنا إلى شعور مخالف هذا الصيف عندما أصدر جيم جويسي قراره ليقضي على تألق أرماندو غالاراغا رامي فريق تايغرز للبيسبول فحينها قررنا إعادة التفكير، لكن ما نشهده في كأس العالم 2010 يدفعنا إلى تغيير موقفنا تماما.

هل استخدام التكنولوجيا لمساعدة الحكم في اتخاذ القرار الصحيح جريمة سيعاقبنا عليها الرب؟ وما هو الخطأ الذي سنرتكبه إن نحن قمنا بذلك؟.

هناك شعور بالألم الذي يحسه أولئك الذين شعروا بالظلم. فالأخطاء الساذجة وعدم التوافق في قرارات كأس العالم لا تصدق. فقد كان الفريق الأميركي ضحية للعديد من القرارات محل الشكوك من بينها الهدف الصحيح الذي لم يحتسب أمام فريق سلوفينيا وكان كفيلا بحسم الفوز، ربما لأن أحدا لا يعرف السبب. لم يقل مسؤولو الاتحاد شيئا، أهم بذلك يخدعوننا؟ فعلى الأقل اعترف جويسي بخطئه واعتذر.

تلك الضجة حول رداءة الكرات الجديدة وعدم احتساب القرارات الصحيحة تهدد بذهاب سحر وروعة حتى الفوفوزيلا مع الأدوار النهائية للمونديال. فالهدف الذي أحرزته إنجلترا يوم السبت ضد ألمانيا لم يحتسب، على الرغم من أن الإعادة أوضحت بجلاء أن الكرة تجاوزت خط المرمى. فهل كان ذلك ليؤثر على النتيجة بالنظر إلى مسيرة الفريق الألماني؟ ربما لا، لكننا لن نعرف على الإطلاق.

وفي مباراة يوم الاثنين احتسب الحكم هدفا لصالح الأرجنتين ضد المكسيك، على الرغم من التسلل الواضح للاعبين. ومرة أخرى، قد لا يؤثر إلغاء الهدف على النتيجة، لكن في المباريات منخفضة التهديف مثل كرة القدم الهدف هام جدا.

هناك الكثير من الأمور الدقيقة التي قد لا تلحظ في الرياضات، بدءا من السفر إلى الصحة إلى التحكيم. لكن على مدار السنوات أصبح السفر أكثر سهولة، وتقدمت الرعاية الصحية للحفاظ على الرعاية الصحية للاعبين. فلماذا لا يتم تطوير مهمة التحكيم؟.

كان رد فعل الفيفا حاسما على الدعوات المطالبة بالتغيير، عبر حظر استخدام الإعادة الفورية للكرات على شاشات الاستادات في جنوب أفريقيا. ومن الواضح أنه إذا لم يرها أحد فلن تكون القرارات سافرة للغاية.

بيد أن البث الحي المباشر صار متوافرا ولا يستغرق الأمر وقتا طويلا لنشره، وهو ما يعني أنه إذا ما تم حظر إعادة عرض اللعبة داخل الاستاد، فسيمكن لكل متفرج في المدرجات أن يشاهد ما يشهده المشجعون في المنازل. وفي المنزل لن يمكنك فقط مشاهدة إعادة اللعبة كما تعرضها الشبكات الإخبارية بل بإمكانك تسجيل المباريات ومشاهدة نفس اللعبة 1,000 مرة.

بصورة أساسية، من لا يستطيعون مشاهدة الكرة أكثر من مرة هم اللاعبون والحكام، فكم عدد المرات التي شاهدت فيها غالاراغا يلعب بعد هذا القرار الخاطئ؟ لقد تطلب الأمر من جويس مشاهدة الإعادة مرة واحدة ليدرك الخطأ. كان غالاراغا ضحية بالطبع، لكن عليك أن تقدر شعور جويس أيضا. فهو لا يريد أن يخطئ هو الآخر. ولذا ألا تعتقد أنه كان ليرغب في الحصول على فرصة لإصلاح ذلك الخطأ.

الحكم النزيه لا يرغب في ارتكاب خطأ (على الرغم من أنني بعد مشاهدة ما حدث في كأس العالم لست متأكدا من أننا نتعامل مع حكام نزيهين).

استخدام التكنولوجيا لإعادة اللعبة لن يحل كل المشكلات، بالطبع، ويجب أن يكون استخدامها محدودا، خاصة في مباريات البيسبول التي تستغرق فيها المباريات وقتا طويلا. وربما يجدي جهاز كذلك المستخدم في دوري كرة القدم الأميركية. قل إنك لن تستطيع أن تتحدى الكرات والضربات المفترضة (حتى الآن)، لكن بإمكانك تحدي اللعبة على القواعد، ويكون لديك تحديان في كل مباراة. من المؤكد أن جيم ليلاند قد قذف بكل تأكيد بمنديل أحمر بعد قرار جويس. وكما نجح دوري كرة القدم ودوري الهوكي ودوري كرة السلة في استخدام الإعادة الفورية للقطة دون تخريب رياضاتهم أو إبطاء المباراة. على الجانب الآخر يمكن للفيفا أن تسمح للاعب بادعاء الإصابة والارتماء على الأرض والتأوه ثم الاستلقاء دون حراك على حاملة حتى يصل إلى الخط الجانبي لينهض كالأشرار في أفلام الرعب أحياء والرابحون في اللعبة.

اللعبات مثل ادعاء التعرض للإعاقة والوقوع على الأرض لا يجب مراجعتها، كما لا يمكننا فرض السيطرة على قرارات الحكم كما يحلو لنا، بل الأفضل على الأقل أن تسمح الفيفا باستخدام الرقاقة الإلكترونية التي تسمح للحكم باكتشاف ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت المرمى. يشكو الفيفا من التكلفة الباهظة لهذه الفكرة، لكن أعتقد أنه لن يكون هناك داع لاستخدام هذه التكنولوجيا في كل المباريات على مستوى العالم. لكننا يمكنا البدء في تطبيقها في المسابقات الكبرى. وإذا كانت الماراثونات تغطى طوال المضمار بهذه الرقائق فمن الأولى أن تستخدم الفيفا، البعض منها قبل كأس العالم 2014.

قد تبدو هذه قضية غريبة بعض الشيء للنقاش في 2010. فقد سمحنا للتكنولوجيا بتحسين حياتنا بصور عدة فلدينا المكنسة الكهربائية والسيارات التي أصابت المتنزهات بالشلل والأجهزة الإلكترونية، ولدينا القدرة على مناقشة هذه التطورات طوال الوقت لنثبت أن ليس كل التقدم الإلكتروني بالضرورة تطورا.

كل الرقائق الإلكترونية في العالم لن تلغي الخطأ البشرى فنحن على ما نحن عليه عرضة للخطأ ويشوبنا القصور وعادة ما نتسرع، ومن ثم فنحن في حاجة في أغلب الأوقات إلى أقصى عون ممكن، لكن الخطوة الأولى ستكون الاعتراف بالخطأ.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»